تدوين القرآن الكريم في مقابل تدوين الكتاب المقدَّس: أيهما أجدر بالموثوقيَّة؟4 من 7
بقلم د. محمد عبد المحسن مصطفى عبد الرحمن
صحَّة نسبة الأناجيل القانونيَّة إلى الكتبة
لم يشر إنجيل متَّى بأدنى إشارة إلى مؤلّفيه، الحواري متَّى؛ فالحديث بصيغة الغائب، ودون تأكيد على معاينة الأحداث، وكأنَّما ينقل الكاتب عن غيره. ويُقال أنَّ إنجيل متَّى كُتب أصلًا بالعبريَّة، ثمَّ تُرجم إلى اليونانيَّة، ثمَّ فُقد الأصل العبري، ممَّا يعزّز الشَّكّ في صحَّة الإنجيل. وينقل السَّعدي عن الأسقف بابياس ما أوردته الموسوعة البريطانيَّة (جزء 6، ص697، طبعة 1983م) عن لسانه “إنَّ إنجيل متَّى كُتب بالتَّأكيد من أجل كنيسة يهوديَّة مسيحيَّة في محيط يهوديّ قويّ، لكن كون متَّى هو مؤلّف الإنجيل أمرٌ مشكوك فيه بجد” (ص16). وأكثر ما يثير الشَّكّ في صحَّة نسبة إنجيل متَّى إلى الحواريّ متَّى أنَّ من المسلَّمات بشأن هذا الإنجيل أنَّ كاتبه اعتمد على إنجيل مرقس في التَّأليف؛ بأن احتوى على 600 آية من آيات إنجيل مرقس البالغ عددها 621 آية، أي 90 بالمائة من محتوى إنجيل مرقس. ويتساءل السَّعدي “كيف يعتمد متَّى، وهو حواريّ المسيح الَّذي لازمه منذ بداية دعوته، على إنجيل مرقس، وهو تلميذ الحواريّ بطرس، أي من النّصف الثَّاني من أتباع المسيح؟” (ص17). الأهمُّ ممَّا سبق أنَّ عقيدة التَّثليث الَّتي تكشف عنها الآية “فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ” (إنجيل متَّى: إصحاح 28، آية 19) كانت شائعة في العقائد الوثنيَّة القديمة، كما أنَّ فكرة دعوة سائر الأمم إلى رسالة يسوع، أو المسيحيَّة، لم تكن شائعة زمن الحواريين، خاصَّة وأنَّها تتناقض مع ما ورد في إنجيل متَّى ذاته عن انحصار الدَّعوة في بيت إسرائيل “لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ” (إنجيل متَّى: إصحاح 15، آية 24).
كما ينطبق على إنجيل متَّى، لا يوجد دليلٌ قاطعٌ على أنَّ إنجيل مرقس من تأليف التّلميذ مرقس، حتَّى أنَّ الموسوعة البريطانيَّة (مجلَّد 2، ص951) قد أقرَّت بأنَّ كاتب هذا الإنجيل مجهول، مضيفةً أنَّ الآيات 9 إلى 21 في الإصحاح 16 والأخير في الإنجيل مشكوك في أنَّها أضيفت لاحقًا، وهي الآيات الَّتي تتضمَّن الأمر بنشر الدَّعوة بين سائر شعوب الأرض “اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ” (إنجيل مرقس: إصحاح 16، آيتان 15-16). ويذكر المفكّر الفرنسي المسلم موريس بوكاي في كتابه الشَّهير La Bible, le Coran et la Science (1976م)، المترجَم تحت عنوان دراسة الكتب المقدَّسة في ضوء المعارف الحديثة، أنَّ تلك الآيات غير موجودة في أقدم مخطوطات العهد الجديد، تحديدًا المخطوطة السّينائيَّة (Codex Sinaiticus) والمخطوطة الفاتيكانيَّة (Codex Vaticanus). أمَّا عن إنجيل لوقا، فبرغم أنَّ القدّيس لوقا كان من تلامذة بولس الرَّسول، فهناك اختلافات بين ما يُنسب إلى الأوَّل من كتابات وبين ما ورد في رسائل بولس، من ذلك مسألة الخلاف حول إسقاط شعيرة الختان عن المسيحيين الجُدد.
نأتي إلى إنجيل يوحنَّا، الَّذي لا يختلف عن سابقيه في الجدال حول هويَّة كاتبه، لدرجة أنَّ موريس بوكاي أشار في كتابه آنف الذّكر (1976م) إلى احتماليَّة اشتراك أكثر من شخص في كتابته. يسرد كاتب إنجيل يوحنَّا الأحداث بضمير الغائب، كأنَّه لم يشهد وقوعها، وتجده في مواضع أخرى يتحدَّث بصيغة المتكلّم، جمعًا ومفردًا. ويتميَّز إنجيل يوحنَّا عن سائر الأناجيل القانونيَّة بأنَّه الوحيد الَّذي تناول مسألة ألوهيَّة يسوع المسيح صراحةً، في “أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ” (إصحاح 10: آية 30)، و “الَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ” (إصحاح 14: آية 9)، وفي “أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ” (إصحاح 14: آية 10). لا يتوقَّف اختلاف إنجيل يوحنَّا عن الأناجيل الأخرى عند ذلك الحدّ؛ بل هناك تناقض في تاريخ صلْب يسوع، ويغفل هذا الإنجيل عن الإشارة إلى شعيرتي القربان المقدَّس والعشاء الأخير. هذا وقد صرَّح الدُّكتور أحمد شلبي في كتابه مقارنة الأديان: المسيحيَّة، نقلًا عن دائرة المعارف الفرنسيَّة (جزء 5، ص117)، بأنَّ الكاتب الحقيقي للعهد الجديد هو بولس الرَّسول وأتباعه، وأنَّ أسماء كتبة الأناجيل الأربعة مجرَّد أسماء مستعارة.
تأخُّر تدوين الأناجيل
يذكر الباحث محمَّد السَّعدي سببًا آخر لا يقلُّ أهميَّةً عمَّا سبق بخصوص موثوقيَّة الأناجيل القانونيَّة، وهو تدوين الأناجيل بعد صلْب يسوع النَّاصري، المفترَض أنَّه حدث ما بين عاميّ 30 و33 ميلاديًّا، بفترة طويلة، تراوحت بين 30 و70 عامًا. ينقل الباحث عن الموسوعة البريطانيَّة قولها إنَّ أوَّل الأناجيل تدوينًا، وهو إنجيل مرقس، دُوّن ما بين عاميّ 65 و70 ميلاديًّا؛ وتلاه إنجيل متَّى، الَّذي كُتب ما بين عاميّ 70 و80 ميلاديًّا؛ بينما كُتب إنجيل لوقا عام 80 ميلاديًّا تقريبًا؛ وكان إنجيل يوحنَّا الأخير من حيث الخروج للنُّور، بأن كُتب نهاية القرن الميلاديّ الأوَّل، أي عام 100 ميلاديًّا تقريبًا. ويعلّق السَّعدي بقوله “وهكذا ظلَّت روايات الأناجيل شفهيَّة أكثر من ثلاثين حتَّى أخذت طريقها للتَّدوين. وهذا الفاصل الزَّمني بين الأحداث وتدوينها كافٍ لنسيان كتبة الأناجيل تفاصيل الأحداث وترتيبها الزَّمني” (ص24). هذا ويبرّر بعض علماء المسيحيَّة هذا التَّأخُّر في التَّدوين بالاضطهاد الَّذي تعرَّض له أتباع يسوع النَّاصري، من تقتيل وتعذيب، والاعتقاد في قُرب عودة يسوع، بناءً ما على وعَد به في إنجيل يوحنَّا بأن يعود روحًا في جسد المعزّي “وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ” (إنجيل يوحنَّا: إصحاح 14، آية 26). تجدر الإشارة في هذا السّياق إلى عدم معاصرة كتبة الأناجيل للأحداث الَّتي رووها، وعلى رأس تلك الأحداث محاكة يسوع أمام اليهود وبيلاطس وهيرودس، وصْلبه وقيامته، وظهوره المتكرّر أمام الحواريين، كما يروي إنجيل يوحنَّا (إصحاح 21).
تعدُّد الأناجيل المرفوضة كنسيًّا
يصل عدد الأناجيل غير القانونيَّة إلى خمسمائة إنجيل، رُفض غالبيُّتها، ولم يُقبل إلَّا الأناجيل الأربعة الَّتي صارت قانونيَّة بعد مجمع نيقيَّة المسكوني الَّذي عقده الإمبراطور البيزنطي قسطنطين العظيم عام 325 ميلاديًّا، والَّذي أقرَّ بألوهيَّة يسوع المسيح؛ ومن ثمَّ رفَض كافَّة الأناجيل الَّتي أقرَّت بنبوَّته وبشريَّته. يستشفُّ الباحث من ذلك أنَّ المسيحيين الأوائل لم يعتقدوا في أنَّ كتابة الأناجيل لا بدَّ وأن يستند إلى الوحي، وأنَّ عقيدة الثَّالوث، الَّتي أقرَّها مجمع قسطنطينيَّة عام 381 ميلاديًّا، فُرضت فرضًا بعد تحريف العقيدة الحقَّة تأثُّرًا بالعقائد الوثنيَّة القديمة، الَّتي اعتقدت في تأليه البشَر واقتران الإله بأنثى من بني آدم وإثمار الاقتران عن طفل إلهي يعدُّ تجسيدًا للإله السَّماوي، كما ينطبق على الآلهة الوثنيَّة كريشنا وبوذا ومثرا ويوليوس، ولعلَّ أقرب نموذج للعقليَّة البيزنطيَّة هرقل، وهو نصف إله ولدته أمُّه البشريَّة من الإله زيوس. ويرى السَّعدي أنَّ تخلُّص الكنيسة من الأناجيل المخالفة لفِكر الإمبراطور البيزنطي “يحمل على الشَّك بموثوقيَّتها لأنَّها لا تقدّم لنا صورة صحيحة وشاملة عن عقائد النَّصارى المعاصرين للمسيح أو قريبي العهد به” (ص34).
اختلاف محتوى مخطوطات الأناجيل
يشير الباحث إلى مشكلة كبيرة تفاقِم صعوبة إيلاء الثّقة بالأناجيل القانونيَّة وتُضاف إلى مشكلة الفاصل الزّمني بين كتابة الأناجيل وزمن وجود يسوع النَّاصري، وهي وجود اختلافات بارزة بين المخطوطات الأولى للأناجيل بصورة تجعل من المستحيل، على حدّ وصْف الباحث، “الوصول إلى نصٍّ واحدٍ متَّفَق عليه” (ص36). وتقرُّ الموسوعة البريطانيَّة (مجلَّد 2، ص951) بأنَّ “جميع نُسخ الكتاب المقدَّس قبل عصر الطّباعة تُظهر اختلافات في النُّصوص”، وتُقدَّر تلك الاختلافات بـ “أكثر من مائة وخمسين ألفًا”، نقلًا عن السَّعدي (ص37). ويذكر موريس بوكاي في كتابه دراسة الكتب المقدَّسة في ضوء المعارف الحديثة (1976م) أنَّ كافَّة نُسخ العهد الجديد الَّتي بين يدينا اليوم ليست متطابقة، مضيفًا أنَّ علماء اللاهوت يقسّمون المخطوطات الأولى للعهد الجديد في ثلاثة مجموعات، هي مجموعة النَّصّ السُّوري، ومجموعة النَّصّ الغربي، ومجموعة النَّصّ المحايد، وهي الَّتي تطلق عليها الموسوعة البريطانيَّة مجموعة النَّصّ البيزنطي، ومجموعة النَّصّ الغربي، ومجموعة النَّصّ السَّكندري. وتدخل في سياق هذا الحديث مشكلة أخرى، هي تناقُض روايات الأناجيل مع العهد القديم، ممَّا يعني أنَّ كتبة الأناجيل حاولوا التَّوفيق بين محتوى الأناجيل ونبوءة قدوم المخلّص في العهد القديم، ولكنَّهم أضافوا إلى تلك النُّبوءة عقيدة الصَّلب والفداء، الَّتي لم يخبر عنها العهد القديم. تقول النُّبوءة عن المخلّص في سفر دانيال “لِيُؤْتَى بِالْبِرِّ الأَبَدِيِّ، وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ، وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ” (سفر دانيال: إصحاح 9، آية 24)؛ وتقول عنه في سفر اشعياء “وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ. وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ.” (سفر اشعياء، إصحاح 11: آيتان 1-2).
تشابُه عقائد الأناجيل مع عقائد الأمم الوثنيَّة
لعلَّ من أهمّ المسائل الَّتي يطرحها الباحث مسألة تشابُه الأناجيل فيما تكشف عنه من عقائد مع عقائد الأمم الوثنيَّة، ومنها الهندوسيَّة والبوذيَّة والبرهميَّة والفرعونيَّة القديمة، علاوة على تأثُّرها بالفلسفات الإغريقيَّة؛ وتأتي عقائد الحلول والتَّجسُّد والتَّثليث على رأس تلك العقائد. ينقل السَّعدي عن الدُّكتور أحمد شلبي في كتابه مقارنة الأديان: المسيحيَّة (1984م) رأيه القائل بأنَّ البابليين كانوا أوَّل مَن آمن بعقيدة الثَّالوث الإلهي في الألفيَّة الرَّابعة قبل الميلاد، وكان ذلك دأب الهندوس، الَّذين اعتقدوا أنَّ الإله يمثّله ثلاثة أقانيم: فشنو وبرهما وسيفا، حيث شكَّل كلٌّ جانبًا من جوانب ذلك الإله. يشير شلبي إلى تأثُّر دولة البطالمة، الَّتي حكمت مصر منذ القرن الرَّابع قبل الميلاد وحتَّى عام 30 ق.م.، حينما سقطت على يد الرُّومان، بعقيدة التَّثليث عند الفراعنة؛ حتَّى أنَّ بطليموس الأوَّل أسَّس معبد السرابيوم لعبادة الثَّالوث الوثني أوزيريس وإيزيس وحورس. وقد ساد في القرون الأخيرة قبل الميلاد وحتَّى القرن الأوَّل الميلادي مذهب فكري استند إلى تعاليم الفيلسوف الإغريقي أفلاطون، الَّذي عاش في القرن الرَّابع قبل الميلاد، وبخاصَّة إلى الجوانب الرَّوحيَّة والكونيَّة في تعاليم أفلاطون، مع مزجها بالعقائد الدّينيَّة اليهوديَّة والفرعونيَّة. ويعدُّ الفيلسوف اليهودي فيلون السَّكندري من روَّاد هذا المذهب، الَّذي تطوَّر في القرن الثَّاني الميلادي إلى بات معروفًا باسم الأفلاطونيَّة الحديثة (Neoplatonism). ويؤمن هذا المذهب بأنَّ الألوهيَّة تتجلَّى في ثالوث، يتكوَّن من عنصر فائق وسامٍ هو الواحد، وخالق الكون المادّي (ديميورغ)، وتجسُّد الإله في صورة ماديَّة بفعل خالق الكون المادّي.
الإله الهندوسي كريشنا مصلوبًا
يرى الدُّكتور أحمد شلبي كذلك، كما يخبر في مقارنة الأديان: المسيحيَّة (1984م)، أنَّ عقيدة الصَّلب لفداء البشريَّة لم تستحدثها المسيحيَّة، إنَّما هي تدبُّ بجذورها في العقائد الوثنيَّة، ومن بينها الهندوسيَّة، الَّتي تؤمن بأنَّ كريشنا، تجسيد الإله فشنو، قدَّم نفسه ذبيحة لفداء البشر، “ويصوّرونه مصلوبًا مثقوب اليدين والرّجلين”؛ وينطبق الأمر ذاته على الإله اندرا في نيبال وبلاد التّبت، الَّذي صُلب وثُقب جسده بالمسامير للتَّكفير عن آثام البشريَّة (ص163-164)، نقلًا عن السَّعدي (ص62).
الإله الهندوسي كريشنا يحمل الصَّليب
هذا وقد أورد إبراهيم خليل أحمد، وهو قُس إنجيلي سابق حصل على دبلوم كلية اللاهوت الإنجيليَّة بالقاهرة عام 1948م ثمَّ ماجستير في الفلسفة واللاهوت من جامعة برنستون بالولايات المتَّحدة الأمريكيَّة عام 1952م ثمَّ اعتنق الإسلام، في كتابه محمَّد ﷺ في التَّوراة والإنجيل والقرآن (1989م) مقارنة تفصيليَّة بين قصَّة الإله البابلي بعل وقصَّة يسوع النَّاصري، نقلًا عن السّير آرثر فندلاي في كتابه صخرة الحق، الَّذي أشار فيه إلى العثور على لوحة أثريَّة في بابل تكشف عن ذلك التَّشابه (ص76). ويرصد إبراهيم خليل أحمد ذلك التَّشابه كما يلي (ص101):
المبادئ البابليَّة مقتبسة من اللوحة الأثريَّة | المبادئ المسيحيَّة من البابين 27 و28 من إنجيل متَّى |
1.أُخذ بعل أسيرًا | 1.أُخذ عيسى أسيرًا |
2.حوكم بعل في قاعة المحكمة | 2.حوكم عيسى في قاعة بيلاطس |
3.ضُرب بعل | 3.جُلد عيسى |
4.أُخذ بعل إلى الجبل | 4.أُخذ عيسى إلى الجمجمة |
5.أُطلق سراح مجرمان وأُخذ معه مجرمان | 5. أُطلق سراح مجرم (بارباس) وأُخذ معه مجرمان |
6.بعد أخْذ بعل تهدَّمت المدينة | 6.بعد موت عيسى تحطَّم الهيكل وخرج الموتى ودخلوا المدينة |
7.أُخذت ملابس بعل | 7.اقتسم الجنود ملابسه واقترعوا على لباسه |
8.ذهب بعل إلى الجبل واختفى من الحياة | 8.خرج عيسى من القبر وذهب إلى عالم الأموات |
9.ذهبت امرأة تبكي عند القبر | 9.ذهبت مريم المجدليَّة تبكي عند قبر عيسى |
10.عاد بعل إلى الحياة ثانيةً | 10.ارتفع عيسى من القبر حيًّا |
ويرصد الدُّكتور أحمد شلبي في كتابه مقارنة الأديان: المسيحيَّة (1984م)التَّشابه بين ما ورد في الأناجيل عن حياة يسوع، وما تكشف عنه ديانة متراس الفارسيَّة الوثنيَّة، الَّتي انتشرت قبل الميلاد بستَّة قرون ولم تختفِ من روما إلَّا بعد ظهور المسيحيَّة، عن حياة إلهها مثرا (ص177-178):
“مثرا ” كان وسيطًا بين الله والبشر. |
-وأنَّ مولده كان في كهف أو زاوية من الأرض. |
-وأنَّه وُلِد في الخامس والعشرين من ديسمبر. |
-كان له اثني عشر حواريًّا. |
-مات ليخلّص البشر من خطاياهم. |
-دُفِن ولكنه عاد للحياة وقام من قبره. |
-صعد إلى السَّماء أمام تلاميذه وهم يبتهلون له ويركعون. |
-كان يُدعى مخلّصًا ومنقذًا. |
-ومن أوصافه أنه كان كالحمل الوديع. |
-كان أتباعه يعمَّدون بِاسمه. |
-وفي ذكراه كل عام يُقام عشاء مقدَّس. |
ولا يتوقَّف الأمر عند بعل ومثرا وكريشنا واندرا، فالسّير آرثر فندلاي في كتابه صخرة الحق (ص45) يشير إلى تشابُه قصَّة يسوع النَّاصري مع 16 بطلًا أسطوريًّا قضوا فداءً للبشريَّة، وجميعهم يرجعون إلى ما قبل الميلاد. من هنا، يستنتج السَّعدي أنَّ المسيحيَّة، كما تقرّر الأناجيل القانونيَّة عقائدها، شُكّلت تأثُّرًا بالدّيانات الوثنيَّة السَّابقة، مفترضًا أنَّ “الأناجيل لم تقدّم لنا مسيحيَّة عيسى بن مريم (عليه السَّلام)، بل تقدّم لنا ديانة هي مزيج من العقائد والفلسفات القديمة” (ص65).
المصدر: رسالة بوست