مقالاتمقالات المنتدى

تحذير المسلم الفطن من الوقوع في الفتن

تحذير المسلم الفطن من الوقوع في الفتن

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

يقول اللّه عزّ وجلّ: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ﴾ ويقول تعالی: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ قال العلّامة السّعدي: (يخبر اللّه تعالى أنّه يثبّت عباده المؤمنين الذين قاموا بما عليهم من إيمان القلب التّامّ الذي يستلزم أعمال الجوارح ويثمرها فيثبّتهم اللّه تعالی في الحياة الدّنيا عند ورود الشّبهات بالهداية إلى اليقين وعند عروض الشّهوات بالإرادة الجازمة على تقديم ما يحبّه اللّه تعالی على هوى النّفس وفي الآخرة عند الموت بالثّبات على الإسلام والخاتمة الحسنة وفي القبر عند سؤال الملكين)

وقال رسول اللّه ﷺ: {سَتَكُونُ فِتَنٌ القاعِدُ فيها خَيْرٌ مِنَ القائِمِ والقائِمُ فيها خَيْرٌ مِنَ الماشِي والماشِي فيها خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي ومَن يُشْرِفْ لها تَسْتَشْرِفْهُ ومَن وجَدَ مَلْجَأً أوْ مَعاذًا فَلْيَعُذْ بهِ} وقال ﷺ: {إنَّ السعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتَنَ إنَّ السعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتَنَ إنَّ السعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفِتَنَ ولَمَن ابتُلِيَ فصَبَر؛ فَوَاهًا} قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إذا تعرّض العبد بنفسه إلى البلاء ‌وكله ‌اللّه تعالی ‌إلى ‌نفسه)

وممّا يعين المؤمن علی النّجاة من شباك الفتن: الدّعاء فيتعوّذ باللّه ﷻ من الفتن ما ظهر منها وما بطن ويسأل مولاه ربّ العالمين أن يثبّت فؤاده علی الدّين وأن يهديه الصّراط المستقيم وأن يعافيه في الدّارين وممّا يساعد علی النّجاة من الفتن كذلك: المحافظة على الأذكار في الليل والنّهار والاستعاذة باللّه من مضلّات الفتن قال حذيفة رضي اللّه عنه: (ليأتينَّ على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا بدعاءٍ كدُعاء الغريق) وكان ﷺ يكثر أن يقول: {يا مقلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلبِي على دينِك} ومن السّنّة أن يردّد المسلم هذا الدّعاء: ﴿رَبَّنَا ‌لَا ‌تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ قال الإمام ابن كثير: (أي لا تملها عن الهدى بعد إذ أقمتها عليه ولا تجعلنا كالذين في قلوبهم زيغ من الذين يتّبعون ما تشابه من القرآن ولكن ثبّتنا على صراطك المستقيم ودينك القويم وهب لنا من عندك رحمة تثبّت بها قلوبنا وتجمع بها شملنا وتزيدنا بها إيمانًا)

واعلموا أيّها الأعزّاء أنّ الالتجاء للّه فاطر الأرض والسّماء في أوقات الفتن من أهمّ الأسلحة لمواجهة المحن!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى