تحذير المرابطين والمرابطات من تصديق الشّائعات
بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال اللّه تعالی: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ وقال تعالی: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ وقال ﷺ: {كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ} وقال ﷺ: {مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيصْمُتْ} وقال ﷺ: {إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ} وقال ﷺ: {وَهَل يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وجوهِهِم أو على مَناخرِهِم إلَّا حَصائدُ ألسنتِهِم} إنّ الشّائعات أيّها المرابطون والمرابطات: معلومات وأحاديث وحكايات وأقوال تتناقلها الفاسقات وأشباه الرّجال من دون أيّ إثباتات فهي أخبار لا يعلم أوّل من أذاعها وتولّی كبرها وهي بالمختصر سلاح فتّاك يطعن في الظّهر كلّ مرابط في الثّغر في أرض المحشر والمنشر في أصعب الظّروف وأحرج الأوقات وهذا يستلزم أن يكون المسلمون والمسلمات على حذر دائم من جميع ما يكاد لهم من مؤامرات وخاصّة في هذه الأوقات إنّ ترديد الإشاعات يؤدي بالتّالي للهزائم النفسيّة التي قد لا تقلّ خطورة عن أيّ كوارث طبيعيّة وعن خسائر الحروب البشريّة ولا جرم أنّ ترويج الشّائعات فعل حرام إخوتي الكرام حتّی لو كانت صحيحة إذا كان أصحابها لا يحبّون أن تنتشر ولا ريب أنّ الشّائعات هي أشبه ما تكون بقصف الطّائرات والمدافع وقد تجعل من الدّيار بلاقع! إنّ نفراً من حثالة الغوغاء ممّن يخوض في أعراض البرآء يقولون: نحن متأكدون من هذه الأنباء؟! ولا ريب أيّها الأخ المرابط اللّبيب أنّ هذا من الغيبة التي حرّمها خاتم الأنبياء ﷺ حين قال: {أتَدرُونَ ما الغِيبَةُ؟ قالوا اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ قالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ قيلَ: أفَرَأَيْتَ إنْ كانَ في أخِي ما أقُولُ؟ قالَ: إنْ كانَ فيه ما تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وإنْ لَمْ يَكُنْ فيه فقَدْ بَهَتَّهُ} إنّ الشّائعات من أخطر الأسلحة الفتّاكة المدمّرة لكلّ من الأفراد والمجتمعات فكم أساءت وربّ البيت لأبرياء وحطّمت من زعماء وهزمت من جيوش وهدمت من عروش وسبّبت من أزمات وقطعت علاقات وأساءت صداقات! ولذلك يجب علی كلّ عاقل نبيه أَن يتثبّت من أيّ معلومة يسمعها قبل أن يردّدها بفيه وأن يتأكّد من صحّتها قبل نشرها حيث إنّها كما قلنا قد تمزّق وحدة الجماعات وتضعف المجتمعات وتورث العداوات وتجلب الوهن وتخلّ بالأمن وتفرح الأعداء وتحزن الأصدقاء! ونقول لكم في الختام: يا قوم إيّاكم ثمّ إيّاكم أن تروّجوا أو تصدّقوا الشّائعات فتغضبوا اللّه مولاكم ربّ الأرض والسّموات!*