تحذير المرابطين من التّهويل أو التّهوين (٢)
بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
نستكمل في هذه الحلقة الحديث عن خطورة التّهويل أو التّهوين فنقول وباللّه التّوفيق: 5. عدم التّهويل الذي قد يؤدّي لتحطيم المعنويات قال خير الكائنات ﷺ: {من قال هلك النّاس فهو أهلكهم} بفتح الكاف: لأنّه ترك مناصحتهم وقصّر في ذلك فكان سبب يأسهم وهلاكهم! وبضمّ الكاف: أي هو في مقدّمة الهالكين وهو أكثرهم هلاكا لأنّه زكّى نفسه ثمّ احتقر غيره واعتزل الدّعوة! ومعلوم يا قوم أنّ مخالطة النّاس والصّبر على أذاهم خير من اعتزالهم! 6. الطّمأنينة والرّاحة النّفسيّة قال نبيّنا سيّد البريّة ﷺ: {واعلم أنّ الأمّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلّا بشيء قد كتبه اللّه لك ولو اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلّا بشيء قد كتبه اللّه عليك رفعت الأقلام وجفّت الصّحف} وما دام ذلك كذلك فلم الجبن والهلع والخوف والجزع؟! 7. التّفاؤل بالخير وعدم اليأس أو القنوط ففي المحن -واللّه- منح وفي البلايا عطايا وفي الكربات كرامات! قال ﷺ: {المؤمن القويّ خير وأحبّ إلی اللّه من المؤمن الضّعيف وفي كلّ خير احرص على ما ينفعك واستعن باللّه ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أنّي فعلت كذا كان كذا وكذا ولكن قل: قدّر اللّه وما شاء اللّه فعل فإنّ لو تفتح عمل الشّيطان} وللّه درّ القائل: ولربّ نازلة يضيق لها الفتى: ذرعا وعند اللّه منها المخرج! ضاقت فلمّا استحكمت حلقاتها: فرجت وكنت أظنّها لا تفرج! وصدق من قال: ما بين طرفة عين وانتباهتها: يغيّر اللّه من حال إلى حال! إنّنا نقول في الختام للإخوة الفضلاء الكرام: إيّاكم والتّهوين وإيّاكم والتّهويل وحسبنا اللّه ونعم الوكيل!