تحذير المرابطين من التّهويل أو التّهوين (١)
بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال تعالی: ﴿قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا.وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ أي: قل لهم يا نبيّ اللّه ﷺ: لن يصيبنا خير ولا شرّ إلا وهو مقدّر ومكتوب علينا في اللّوح المحفوظ هو مولانا وحافظنا وناصرنا وعلى اللّه فليتوكّل المؤمنون وإليه فليفوّضوا أمورهم على الرّضا بتدبيره وقال ﷺ: {عجبا لأمر المؤمن إنّ أمره كلّه له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له} إنّ كثيرا من النّاس في هذه الأيّام بين إفراط وتفريط مع الأسف الشّديد بسبب الظّروف الصّعبة التي يعيشها شعبنا الفلسطينيّ الأبيّ من جوع وخوف وقتل وتشريد ومعلوم أنّ خير الأمور أوسطها فلا للتّهويل وتحطيم المعنويّات وبثّ الرّعب ونشر الإشاعات ولا للتّهوين واللا مبالاة والإهمال وترك الأعمال وإليكم هذه الوصايا أيّها الإخوة الأحباب: 1. ضرورة الأخذ بالأسباب والتّوكل قبل ذلك وبعد ذلك علی ربّ العباد فما شاء اللّه كان وما لم يشأ لم يكن 2. عدم ترويج الشّائعات وإماتتها في مهدها والحرص علی رفع معنويّات النّاس والابتعاد عن القيل والقال والمراء والجدال قال ﷺ: {ومن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت} 3. الأمل بفرج اللّه عزّ وجلّ قال تعالى: ﴿فإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً﴾ لا جرم أنّ النّصر مع الصّبر وأنّ الفرج مع الكرب وأنّ في رحم كلّ ضائقة أجنّة انفراجها ومفتاح حلّها ولن يغلب عسر يسرين ولو كان العسر في جحر لطلبه اليسر حتّى يدخل عليه 4. أخذ الدّروس والعبر من تاريخ أمّتنا الماجدة فقد مرّت على المسلمين محن وظروف قاسية أشدّ من التي نحياها اليوم ومن ثمّ عادت الحياة إلى طبيعتها بفضل ربّنا الحيّ القيّوم!