تحذير الأشرار من موالاة الكفّار!
بقلم أ.د. محمد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
حرّم الواحد القهّار موالاة الكفّار وجعلها سببًا للردّة عن الإسلام ودخول النّار فقال: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ وقال اللّه تعالی: ﴿تَرى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ﴾ وقال ﷺ: {إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ فِي اللّهِ وَتُبْغِضَ فِي اللّهِ} واتّفق العلماء الكبار على أنّ موالاة الكفّار والرّضا عن دينهم وحبّ ظهورهم على المسلمين من موجبات الرّدّة عن الدّين وقد قال الإمام الطّبريّ في تفسير قوله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ } أي: لا تتّخذوا أيّها المؤمنون الكفّار أنصارًا توالونهم على دينهم وتظاهرونهم على المسلمين وتدلّونهم على عوراتهم ومن يفعل ذلك فليس من اللّه في شيء وقد برئ من اللّه وبرئ اللّه منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر! وقال الإمام ابن حزم: من لحق بدار الكفر والحرب مختارًا محاربًا لمن يليه من المسلمين فهو بهذا الفعل مرتدّ! ولا جرم أخي في اللّه أنّ نصرة أعداء اللّه من أخطر صور الموالاة بل لقد عدّها الإمام محمّد بن عبد الوهاب من نواقض الإسلام العشرة فقال: والثّامن: مظاهرة المشركين أو معاونتهم على المسلمين! وقال العلّامة عبد اللّه بن حميد فيمن تولّى الكفّار الأشرار وأعانهم على المسلمين: هذه ردّة من فاعله يجب أن تجري عليه أحكام المرتدّين كما دلّ على ذلك الكتاب والسّنّة وإجماع الأمّة! وقال العلّامة أحمد شاكر عن حكم التّعاون مع الإنجليز أثناء حربهم المسلمين بأيّ نوع من أنواع التّعاون قلّ أو كثر بأنّه الرّدّة الجامحة والكفر الصّراح لا يقبل فيه اعتذار ولا ينفع معه تأوّل ولا ينجّي من حكمه عصبيّة حمقاء ولا سياسة خرقاء ولا مجاملة هي النّفاق سواء أكان ذلك من أفراد أو حكومة أو زعماء كلّ هؤلاء في الكفر والرّدّة سواء! وقال الإمام ابن باز: أجمع علماء الإسلام على أنّ من ظاهر الكفّار على المسلمين وساعدهم بأيّ نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم أمّا الكافرون من الحربيّين فلا تجوز مساعدتهم بأي شيء بل إنّ مساعدتهم على أمّة المسلمين من نواقض الدّين لقوله تعالی: ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ وقال العلّامة صالح الفوزان: وإنّ من مظاهر الموالاة للكافرين إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين ومدحهم والذّبّ عنهم.. وهذا من نواقض الإسلام وأسباب الرّدّة! نقول باختصار للفجّار الذين يحاربون الأبرار ويوالون الكفّار لقد ارتددتم عن الدّين وإن لم تتوبوا فمصيركم إلی النّار وبئس القرار!