تحت رعاية الأمير الحسن بن طلال وبمشاركة القره داغي انعقاد اللقاء الحواري حول “عالمية الزكاة: الأبعاد والتمثلات المؤسسية”
عُقِد يوم الإثنين، لقاء حواري حول عالمية للزكاة، إحياءً لدورها في مكافحة الفقر والبطالة والتخلف والمرض، تحت عنوان “عالمية الزكاة: الأبعاد والتمثلات المؤسسية – نحو مؤسسة عالمية للزكاة والتكافل الإنساني”، حضوريا وعبر تقنية الاتصال عن بُعد.
وأُقيمت الندوة بحضور صاحب السمو الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي، وبمشاركة عدد كبير من الوزراء الحاليين والسابقين والمسؤولين عن الجمعيات العلمية والخيرية، وبعض مسؤولي الأمم المتحدة، والأمين العالم للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور علي القره داغي، وممثل عن شيخ الأزهر.
الزكاة تزيد الخير والإحسان
وفي كلمته قال سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، إن “الزكاة هي تعبير عملي عن الكرامة والأخوة الإنسانية فهي تعزز الروح الجماعية وتزيد الخيرية والإحسان”.
وأكد سموه أهمية النظر للزكاة كمفتاح لبناء عتبة التنمية لدى من يستحق للتركيز على كرامة الإنسان كمحور لوضع السياسات، والاستثمار بالرأس المال الإنساني.
ولفت سموه إلى أن الغاية الأساسية من إيجاد مؤسسة عالمية إنسانية للزكاة والتكافل هي الوصول إلى مفهوم الخيرية الفعالة التي لا تستثني أحدا وتقوم على انتقال الأفكار من الأنا إلى “النحنوية”.
وأشار سموه إلى ضرورة إيجاد آليات لعمل المؤسسة لتفويض وتمكين المحتاجين من خلال فهم الأبعاد المختلفة للحرمان وربطها ببعضها البعض من أجل وضع رؤيا وآليات عمل لتفويض وتمكين من يحتاج.
دور علماء المسلمين في مؤسسة الزكاة
وتناول الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي محي الدين القره داغي، أهمية إنشاء مؤسسة عالمية للزكاة والمبررات الأساسية ذلك، مبيناً أن العالم يسير نحو فروق كبيرة بين الأغنياء والفقراء وتدهور في أوضاع الطبقة الوسطى في مختلف الدول.
وأشار القره داغي إلى الأهداف الداعية إلى إنشاء مؤسسة الزكاة والرسالة والرؤية القائمة عليها المؤسسة، مؤكدا دور الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وإسهامه الكبير خصوصا وأنه -الاتحاد- يضم من العلماء واللجان الجادة القادرة على المساهمة.
وكان الوزير الأسبق ونائب رئيس منتدى الفكر العربي الدكتور جواد العناني، أوضح أن الزكاة ليست ضريبة تؤخذ من أموال الأغنياء بل هي وسيلة لغرس مشاعر الرأفة بين الناس ولتوطيد علاقات التعارف والألفة بين طبقات المجتمع المختلفة، مشيراً إلى أن الزكاة قادرة على إيجاد الكثير من الحلول المتعلقة بتنمية المجتمعات والنهوض بها من خلال توزيعها بشكل منظم.
وتناول وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة، التحديات والإشكاليات التي تواجه الزكاة واقتصارها على المحليات في الدول داعياً إلى الابتعاد عن النظر إليها بنظرة ضيقة.
مركز دولي لمستجدات الزكاة
وأشار وكيل الأزهر الشريف الدكتور محمد الضويني في كلمته بالنيابة عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، إلى أن الزكاة فريضة عالمية وأن هذه الصفة العالمية لها انبثقت من عالمية الإسلام.
ودعا الدكتور الضويني إلى خطة لإنشاء مركز دولي يعمل على البحث في مستجدات الزكاة، وينشر ثقافة الزكاة وأحكامها عالمياً، ويقدم دراسات وافية حول المستحقين للزكاة.
وأشار وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأسبق الدكتور وائل عربيات، إلى أن إنشاء مؤسسة عالمية للزكاة يقلل من أثر التضخم الاقتصادي العالمي منوهاً إلى خطورة اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء، والانقسام الإنساني والعالمي نتيجة زيادة أعداد الفقراء وانحسار الثروات بين مجموعات معينة.
وقدم وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأسبق الدكتور هايل الداود، خلاصة حول الأفكار والمقترحات التحضيرية لمشروع مؤسسة عالمية الزكاة، مؤكدا أن قيام مشروع مأسسة عالمية الزكاة يُعد أولوية قصوى في ظل الظروف الحالية في العالم.
أهداف مؤسسات الزكاة
وتحدث رئيس منتدى العمل الإنساني العالمي ومؤسس منظمة الإغاثة الإسلامية في لندن الدكتور هاني البنا، عن الأهداف من إقامة مؤسسة عالمية للزكاة، ومصارف الزكاة الثمانية، والتحديات التي تواجه مؤسسات الزكاة العربية والإسلامية، مؤكدا ضرورة أن تحقق المؤسسة معايير العبادة من خلال البحث في أمور جمع وإنفاق وقياس الأثر للمشاريع التي تدعمها أموال الزكاة.
دور مؤسسات الزكاة والتكافل الإنساني
وتطرق المشاركون في اللقاء إلى أهمية دور المؤسسة العالمية للزكاة والتكافل الإنساني، التي كان دعا إلى إيجادها سمو الأمير الحسن بن طلال منذ عقود، ولا سيما في تنمية المجتمعات في الدول العربية والإسلامية وعلى المستوى الإنساني، مؤكدين أن مثل هذه المشاريع الحضارية ستعزز القيم الإسلامية وتصور للعالم رسالة الإسلام السمحة، وتحسن الاقتصاد العالمي، وتحد من مشاكل الفقر والبطالة، كما أكد المشاركون أهمية التشبيك مع المؤسسات الدولية والإقليمية والوطنية كافة لتحقيق مقاصد الزكاة جميعها.
وأجمع المشاركون في اللقاء على ضرورة إنشاء مؤسسة عالمية للزكاة والتكافل الإنساني تؤمن الطعام والعلاج والتعليم والسكن والعمل المنتج لكل من يحتاجه، والدعوة إلى التنسيق بين إدارات الصناديق والمؤسسات والهيئات التي تعنى بالزكاة على المستوى الدولي بمن فيهم أعضاء منظمة التعاون الإسلامي وممثلو الجاليات الإسلامية في البلاد غير الإسلامية وذلك لإنشاء “أمانة عامة ” لهيئات الزكاة في العالم الإسلامي، وتشجيع قيام اتفاقيات حول التعاون في قضايا الزكاة للدول المتقاربة جغرافياً، وعرض تجارب الزكاة في الدول العربية والإسلامية للوصول إلى قانون إنساني عالمي موحد للزكاة.
المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين + زاد الأردن