اسم الكتاب: تجديد الفقه السياسي في المجتمع الاسلامي .. تأصيل ونقد.
اسم المؤلف: د. أحمد بن سعد الغامدي.
عدد الصفحات: 197 صفحة.
الناشر: دار ابن رجب.
نبذة عن الكتاب:
تعهد الله البشرية بالأنبياء والرسل على مدار تاريخها الطويل، ثم ختم هذه الرسالات برسالة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام .
فأنزل عليه أعظم كتاب، وبعثه في أعظم مكان، وسخر له أعظم أصحاب .وقد ورثه أصحابه في قيادة الأمة ففتحوا العالم وحفظوا الدين، ثم تتابع الخلفاء على قيادة الأمة إلى أن ختموا بالخلافة العثمانية التي سقطت بتآمر الأعداء ثم مزقوا الأمة إلى أكثر من خمسين دولة ، لكل دولة منها شعب وإمام، ونشروا فيها المعاصي والآثام ، وزينوا لهم كل حرام .
ثم ظهر في كل بقعة فئات صنعها الأعداء أو صنعوا أنفسهم على ما يحب الأعداء فتسلموا زمام الأمة فنشروا فيها الظلم والجور، وأظهروا فيها الفسق والفساد حتى لا تكاد تفرق بين المجتمع المسلم وغير المسلم إلا في مظاهر دينية قليلة.
وقد لحق الأمة من الظلم والجور ما أضعف قوتها وكسر شوكتها .فظهر في بلدانهم زعماء من بني جلدتهم حاربوا الدين وحاصروا أهله وألغوا شريعته وأفسحوا المجال لكل ما يناقضه ويزاحمه مما كان له أسوأ الأثر على الدين وأهله.
ثم ظهرت بواكير الإرادة الإلهية في رفع هذا الظلم وإزالة أهله في عصر يعيش فيه غير المسلمين حياة العدل والكرامة التي حرم منها المسلمون أو غالبية المسلمين وخاصة الشعوب العربية التي كان لها النصيب الأوفر من ذلك الظلم والاستبداد.
فانطلقت في المغرب العربي الإسلامي أولى حركات التحرر من الأنظمة الجائرة ثم تتابعت في دول عربية أخرى رغم ما تعرضت له من قتل وتعذيب واعتقـال وترهيب، وهي ماضية متحملة عازمة على رفع الظلم وتنفس الحرية.
والمتتبع لهذه الحركات يرى أنها حركات شعبية بحتة لم يقدها رؤساء ولم يفت فيها علماء، بل العلماء كان كثير منهم ضدها ومحارباً لها بناء على فتاوى جاهزة ورؤية للأحداث قاصرة، ثم ما لبث كثير منهم أن لحق بهذه الحركات .
والسبب في تلك الرؤية القاصرة أن هؤلاء العلماء لم يحققوا في مسائل العلم ولم يدرسوا الواقع الدراسة الكافية، وإنما استصحبوا فتاوى جاهزة أفتى بها علماء متقدمون لعصرهم، ولم يفتوا بها لعصور الأمة إلى قيام الساعة، إذ لكل جيل أهله الذين هم أدرى بواقعه وظروفه ومتطلباته وعليه أن يجتهد هو بما يحقق نصرة الدين وعز المسلمين لا بما يضعف الدين ويذل المسلمين .
وسيأتي قول ابن القيم إن شاء االله تعالى وفيه ((ومن أفتى الناس بمجرد المنقول في الكتب على اختلاف عرفهم وعوائدهم وأزمنتهم وأمكنتهم وأحوالهم وقرائن أحوالهم فقد ضل وأضل)).
فواقعنا غير واقعهم وظروفنا غير ظروفهم، وقياس واقعنا على وتجن عليهم، واقعهم وظروفنا على ظروفهم فيه ظلم لأولئك العلماء، كما أن الاستدلال على الواقع بتلك النصوص الشرعية التي استدل بها أولئك الأعلام على واقعهم، فيه تجن على النصوص وتحميلها مالا تحتمل.
ولهذا فـلا بد من بحث جديد وإحياء للفقه السياسي الذي يجب أن يقود الأمة ً من جديد معتمدا فيه على نصوص الشريعة وملاحظة الظروف التي عاشتها الأمة وتعيشها اليوم.
فإن الفقه السياسي الذي كتب قبل اليوم فقه كانت له ظـروفه لكنه اليوم لم يعد كثير منه صالحا وملابساته واجتهاداته وتنظيراته، لتحقيق طموحات الأمة.
ولهذا فقد قام الباحث بكتابة هذا البحث الموجز بأسلوب سهل مبسط راعى فيه الإيجاز والاختصار، حيث لم يضُمِّنه إلا أهم القضايا الأولية في هذا الفقه، وذلك بعد قراءات واسعة ومراجعات متكررة لغالبية ما كتب في هذا الباب .
ويقول الكاتب أنه يرجـو أن يكون دافع لأهل العلم والتخصص؛ ليعيدوا قراءة هذا الفقه بروح المسئولية واليقظة لا بروح التقليد والجمود الذي جنى على الأمة ما لم يجنه عليها أعداؤها.
ويتابع: “إنني على يقين أن هـناك عقليات قـد تكونت في ظل ضعف الأمـة وتجـذرت في أعماقها مفاهيم خاطئة تفزع من كل جـديد وترفض كل تجديد ظناً منها أنها تحمي عقيدة الأمة وتحافظ على وحدتها، وهذه النوعية من الناس يحسن بها أن تعيد فهمها لدين االله وأن تتحرر من الجمود والتقليد، وأن تنظر في أحوال الأمة وما أصابها من ظلم واستبداد حطم كرامة الفرد المسلم وكسر عزته وأضاع المجتمع وأفقده ثروته وجعله مجتمعاً ذليلا بين الأمم، حتى بلغ بهم الذل إلى أن يشفق عليهم أعداؤهم لما يرون من بطش حكامهم بهم واستباحتهم دماءهم ، ثم تأتي أصوات ضعيفة تفسر الدين وفق ضعفها وعجزها ظناً منها أنها تنصر دينها وتحمي أمتها..”.
وقد ضمَّن الكاتب البحث بثلاثة مباحث يعالج كل مبحث منها جانبا من جوانب القضية وأسماه ((تجديد الفقه السياسي في المجتمع الإسلامي – تأصيل ونقد)) مع أنه لم يشتمل إلا على قضايا أساسية هي أهم القضايا التي يحتاج كل مسلم أن يعرفها .
وقد حرص على التسهيل في العرض ليكون واضحاً لكل القراء .وقد اشتمل هذا البحث على مقدمة وإضاءة وثلاثة مباحث .
فأما المقدمة فهي التي استفتح بها البحث. وأما الإضاءة فستأتي بعدها وهي عن مراحل التاريخ السياسي في الأمة .
وأما مباحث الكتاب فهي :
المبحث الأول: قواعد وتأصيل علمي
المطلب الأول: قواعد مهمة في الفقه السياسي.
المطلب الثاني: التأصيل العلمي للفقه السياسي.
المبحث الثاني: مقدمات وتأصيل عملي.
في تمهيد ومطلبان:
التمهيد: عن أهمية الفقه السياسي.
المطلب الأول: مقدمات.
المطلب الثاني: التأصيل العملي.
المبحث الثالث: النقد.
تقديم: عن مصنفات الفقه السياسي.
المطلب الأول: نقد المصنفات السلطانية القديمة.
المطلب الثاني: نقد طرق الاستدلال.
المطلب الثالث: ثلاث رسائل مهمة.
الخاتمة: وفيها أهم النتائج.