تأويل باطني فاسد لقوله تعالى: (قرآناً عربياً)
بقلم د. محمد عياش الكبيسي
نصيحتي هذه المرة لبعض الإخوة المشايخ الذين يعيدون نشر بعض المنشورات دون قراءتها والتدقيق في مضمونها وصحة نسبتها..
لقد صدمت أمس وأنا أقرأ على صفحة معروفة لداعية معروف منشورا باطلا بمضمونه وبنسبته!
فحوى المضمون تأويل باطني فاسد لقوله تعالى (قرآنا عربيا) قال: “إن كلمة عربي تعني الكمال والتمام..وليس لها علاقة بالعرب كقومية”
وقد حذرت سابقا من خطورة إلغاء الحقائق اللغوية بالرجوع إلى الجذر المجرد، لأن الجذر ليس هو لغة الخطاب، وخذوا هذه الأمثلة:
الربا، مفردة لها حقيقة شرعية معروفة، ولكن لو رجعنا إلى الجذر (ر ب و) فمعناه الزيادة، وعليه ممكن يأتي مفسّر جديد ليقول: إن الله حرم الزيادة في وزن الجسم مثلا .
الإنسان، له حقيقة لغوية معروفة، ولكن الجذر هو (أ ن س) وعليه يمكن أن يأتينا مفسر جديد ليقول: إن الإنسان هو كل من تأنس به ولو كان كلبا أو قطة.
وفعلا لقد قرأت لأحدهم أن (الرجال قوامون على النساء) معناه : المشاة قوامون على القاعدين، لأن الجذر ( ر ج ل ) معناه: مشى، وجذر (ن س أ) معناه تخلف أو تأخر..
وصاحب المنشور هنا معروف بباطنيته، وليس هو للشيخ الغزالي، فالعربي معروف أنه المنتسب إلى أمة العرب، هذه اللغة المعهودة في الخطاب، فالعودة إلى الجذر (ع ر ب) الذي هو البيان، شبيه بما ذكرناه من الأمثلة، ولا ندري ربما يأتينا شخص يقول: إن التركي، من ( ت ر ك) ولا علاقة له بالقوم المعروفين..
ثم يا إخوة هل جاء القرآن بلغة غير اللغة المعروفة عند العرب؟ وهل كان العرب يتكلمون بلغة أخرى؟ وأنهم احتاجوا إلى ترجمان ليفهموا لغة القرآن؟؟
هذا والله عبث بحقائق الدين والعلم واللغة والتاريخ
(المصدر: رابطة العلماء السوريين)