تأملات جهادية
بقلم د. فؤاد البنا
🎯رجال المواقف:
خير رجال المسلمين من يعيشون لأجل إحياء الناس تحت ظلال الشريعة الوارفة، ويظلون على أهبة الاستعداد إن دعا داعي الجهاد، حيث يمسكون بأعنة نفوسهم، ويطيرون على أجنحة إقدامهم، وكلما سمعوا هيعة أو فزعة اقتحموا الأهوال، دون أن يهابوا المنون.
🎯جهاد الحياة:
إذا كان مبدأ “الجزاء من جنس العمل”، من أهم قواعد عدل هذا الدين، والعدل أسمى مقاصده وأسنى غاياته، فإن غاية الجهاد تتضح من جزاء الشهداء.
فقد جعل الله الشهداء أحياء عنده يرزقون؛ لأنهم ابتغوا بجهادهم جلب الحياة الكريمة للناس، بعيدا عن شرور الاستعباد واﻹفقار، وعن مرارات الإهانة والهيمنة، والتي يعمد إليها جنود إبليس بسياساتهم؛ لاعتقادهم أنهم خير الورى، وأن الله ما خلق الناس إلا عبيدا لهم!
🎯مكافحة الفتنة:
إن الغاية العظمى للجهاد في القرآن الكريم، هي مكافحة فتنة الكبراء للصغار، واﻷقوياء للمستضعفين، مهما كانت أديانهم ومذاهبهم وأوطانهم، حيث قال تعالى:{ وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} والفتنة هي الإكراه والإذلال، ولأن الجهاد شرع ضد الفتنة، ولأن المجاهدين يذبّون الفتنة عن المستضعفين؛ فإن الله يعطيهم جملة من الخلائب والعطايا، أولها أن ذنوبهم تسقط مع أول قطرة تراق من دمهم ولو كانت مثل زبَد البحر، ذلك أنهم يوقفون شلال الخطايا بجهادهم، وثانيها أن الله يقيهم (فتنة) القبر جزاء ما حموا المستضعفين من (فتنة) العتاة الجبارين الذين يقبرون الناس وهم أحياء!
🎯لهو الرجال:
إن الرجال الذين يهتمون بالواجب أكثر من الحق، ويقدمون المجتمع على الذات، تجدهم دائبي العمل في ما يمكن، ودائمي الاستعداد لمواجهة الأخطار ومحاصرة التحديات، ولإلجام قرون الاعتداء وإطفاء نيران الفتن.
ولهذا فإن مزاحهم جد، ولهوهم استعداد، ولعبهم تدريب، ذلك أنهم ينبثقون من مشكاة النبوة، حيث قال صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن: “ستفتح عليكم أرضون ويكفيكم الله، فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه”. [مسلم ].
🎯عبادة الكرماء:
الجهاد عبادة الكرماء وقربى الأسخياء وزلفى الأجواد، فمن أكرم ممن يبذل ماله وولده ونفسه، من أجل أن يحيا الناس أحرارا كرماء؟!
🎯عبادة متعدية:
يتعلق الجهاد بحقوق الناس، وبذلك فإنه في طليعة العبادات المتعدية التي يصل خيرها إلى أعداد كبيرة من الخلق، ولهذا فإن أجره يضاعف إلى سبعمائة ضعف، وإلى أضعاف مضاعفة كما ورد في القرآن الكريم.
ومن جوائز هذه العبادة المتعدية، أن المجاهد إن مات في رباطه: “أجري عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه”، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم.
🎯نطفة:
إذا طبقت الأمة الأمر الرباني: “انفروا”؛ فلتنتظر البشارة الرحمانية: “فاستبشروا”؛ لأن الله إذا وعد لا يخلف الميعاد، وإذا أعطى فلا منتهى لعطائه.
🎯قطرة:
من كتب وألّف بدم قلبه ما ينفع الناس، مبتغياً بذلك أن تكون كلمة الله هي العليا، فهو مجاهد في سبيل الله.
🎯 بورك المجاهدون 🎯