إعداد مروان الدرقاش
لقد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في صنع التغيير في حياة الكثير من الناس على المستوى العاطفي والمهني والاجتماعي والعلمي، وفي مجالات اكتساب الخبرة وبناء الذات؛ فبتحويل العالم إلى مجتمع واحد استطاعت هذه المواقع فتح قنوات متعددة لنقل العلوم والخبرات وتبادل الثقافات وزيادة مدارك مرتاديها، وزادت من توثيق ثقافة الحوار وتقبل الآخر، والبحث عن الأفضل دائماً الذي يوجد عن الآخرين ولا يوجد عندنا.
الربيع العربي
ثورات «الربيع العربي» كانت إحدى ثمرات هذه المواقع، واتضح بشكل كبير تأثيرها على الشباب في تحشيد الجهود، وتوجيه الرسائل، وخلق قنوات إعلامية متعددة لنشر الآراء وإيصال الصوت والصورة، ونقل مشاهد حية من المظاهرات والممارسات القمعية التي تمنع السلطات ظهورها على شاشات الإعلام الرسمي؛ وهو ما جعل كل مشارك أو مراقب لهذه التظاهرات مراسلاً إعلامياً أداته الوحيدة كاميرا هاتفه النقال وحسابه على «فيسبوك» أو «تويتر».
هذا الزخم الإعلامي والتوجيهي الذي وفرته مواقع التواصل الاجتماعي في بداية انطلاق ثورات «الربيع العربي» أعطاها رصيداً جديداً من الاهتمام في عالمنا العربي على وجه الخصوص؛ ففي مصر على سبيل المثال، كان عدد مستخدمي «فيسبوك» في يونيو 2011م حوالي 12 مليوناً، تضاعف ليصل إلى 27 مليون مشترك في ديسمبر 2015م، 52% منهم دون سن 25 عاماً، حسب تقرير لشركة «إيماركتينج إيجيبت» المصرية، ثم أصبح في عام 2017م نحو 33 مليون مستخدم.
أما في ليبيا، فتسجل سنوياً نسبة زيادة في أعداد مشتركي «فيسبوك» تزيد على 100%، بينما زاد عدد مستخدمي «فيسبوك» في تونس مليوناً وأربعمائة ألف مستخدم خلال سنة واحدة من عام 2016 إلى 2017م.
على مستوى العالم العربي، كان عدد مستخدمي «فيسبوك» في أغسطس 2011م نحو 32 مليون مستخدم، لكنه قفز ليصل إلى 156 مليون مستخدم مع بدايات عام 2017م، وهي زيادة كبيرة جداً.
بالنسبة لليمن، تبقى مقدار الزيادة في عدد المشتركين أقل من الدول السابقة، وذلك يرجع لأسباب اقتصادية وسوء أداء المؤسسات التي تعتمد عليها خدمة الإنترنت.
أما بالنسبة لسورية، فقد تراجع عدد المشتركين نتيجة حظر السلطات لموقع «فيسبوك» في سورية؛ بسبب ادعاءات بأنه يقف خلف كل الأحداث التي جرت خلال السنوات السبع الماضية.
حرية التعبير
ما زال تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على المجتمعات العربية وخاصة فئة الشباب كبيراً، حتى بعد الاستقرار النسبي الذي وصلت إليه بعض بلدان «الربيع العربي»، نتيجة هامش حرية التعبير الذي زاد بعد هذه الثورات، وجعل الكثير من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تتحول إلى منابر إعلامية للترويج السياسي وللحوارات والنقاشات والجدال بين التيارات المختلفة ومؤيديها.
كما أن الانتشار الواسع لهذه المواقع بين الناس جعلها أداة في كثير من الأحيان لترويج الشائعات والأخبار الكاذبة والمضللة، نتيجة صعوبة التأكد من مصادر المعلومات فيها، وقدرة كل مستخدم على استخدام هذه المواقع لترويج ما يشاء من أخبار؛ وهذا كان له أثر سيئ على زيادة حدة الخلافات والاستقطاب السياسي والفئوي، وأثّر سلباً في استقرار الحياة ببعض الدول التي ما زالت تعاني مخاضاً مريراً في تلمس طريقها نحو الاستقرار.
إلا أن الأثر الكبير الذي تركته مواقع التواصل الاجتماعي على حياة فئة الشباب على وجه الخصوص لا يختص بالحياة السياسية فقط، بل طال مناحي أخرى؛ مثل التعليم والفن والعمل الإنساني والأهلي والعمل الخيري واهتمامات وهوايات أخرى وجدت في هذا البراح الواسع مساحة كافية للانطلاق وكسر القيود واجتياز الحدود للوصول إلى كل ما يريده المستخدم دون أي صعوبة وبتكلفة زهيدة وزمن أقل.
العولمة
لقد أصبحت هذه المواقع شيئاً أساسياً في حياتنا، وأصبح الحديث عن إهمالها أو تجاوزها أو منعها شيئاً من الماضي الذي يصعب الرجوع إليه أو العمل على تحقيقه.
إنها العولمة في أجلى صورها، وأعمق تجلياتها، دخلت كل بيت وأسرت كل قلب.
وفيما يلي مقدار الزيادة في أعداد مستخدمي «فيسبوك» بين عامي 2016 و2017م في البلدان العربية:
1- مصر زيادة بمقدار 14 مليون مستخدم.
2- الجزائر زيادة بمقدار 9.3 مليون.
3- العراق زيادة بمقدار 7.2 مليون.
4- السعودية زيادة بمقدار 5.7 مليون.
5- المغرب زيادة بمقدار 5.3 مليون.
6- الإمارات زيادة بمقدار 2.7 مليون.
7- الأردن زيادة بمقدار 1.6 مليون.
8- تونس زيادة بمقدار 1.4 مليون.
9- ليبيا زيادة بمقدار 1.1 مليون.
10- لبنان زيادة بمقدار مليون.
11- قطر زيادة بمقدار 928 ألفاً.
12- السودان زيادة بمقدار 827 ألفاً.
13- الكويت زيادة بمقدار 782 ألفاً.
14- عُمان زيادة بمقدار 671 ألفاً.
15- الصومال زيادة بمقدار 558 ألفاً.
16- اليمن زيادة بمقدار 421 ألفاً.
17- فلسطين زيادة بمقدار 314 ألفاً.
18- البحرين زيادة بمقدار 280 ألفاً.
19- موريتانيا زيادة بمقدار 185 ألفاً.
20- جيبوتي زيادة بمقدار 74 ألفاً.
21- جزر القمر زيادة بمقدار 32 ألفاً.
(المصدر: مجلة المجتمع)