مقالاتمقالات مختارة

بِشارة مسجد الجزائر.. وعَدَد مُسلمي الهند!

بِشارة مسجد الجزائر.. وعَدَد مُسلمي الهند!

بقلم محمد سليم قلالة

فَرِح الجزائريون بعودة صلاة الجمعة كما لم يفرحوا من قبل. منهم مَن بكى، ومنهم من دعا، ومنهم من اعتبر. ولكنهم جميعا عَرَفوا مُجدَّدا قيمة هذه الصلاة وقيمة الجمعة وفضل الجماعة. توافدوا رغم الوباء بالآلاف للصلاة لأول مرة في ثالث أكبر مسجد في العالم. وكانت بالفعل لحظاتٍ مشهودة لإعادة رصِّ الصفوف واستعادة عزة هذا الدين في هذا البلد الذي دفع الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن عزة الإسلام والمسلمين.

لم يكن أحدٌ من المسلمين، في الجزائر أو في غيرها من بلاد العالم، يتصوَّر بأن يأتي يومٌ تَغلقُ فيه المساجد أبوابها. وتُعلَّق صلاة الجمعة والجماعة إلى حين. لم يحدث هذا طيلة التاريخ الإسلامي، منذ افتتاح أول مسجد للصلاة في الإسلام. ما كان أيُّ مسلم يتصوَّر أنه سيَغلق مساجده طواعية. ولكن قَدَّر الله ما شاء فعل بعد 1442 سنة من افتتاح أول مسجدٍ في الإسلام…

ما الدرس من ذلك؟ وكيف ينبغي أن نعود؟ ولِمَ الإشارة إلى الهند؟

لا شك أن ملايين المساجد عبر العالم، كانت تلعب دورا لا يُستهان به، في جَمْع كلمة المسلمين، وفي تعميق معارفهم الفقهية والعلمية، وفي تربيتهم على أخلاق الإسلام. لعلنا لم نك نُدرِك أهميتها ولا دورها ولا قيمتها بالنسبة لحياتنا ووجودنا، حتى ما إذا حلَّ بنا هذا الوباء وبدأنا نسمع نداء المؤذن يقول: “الصلاة في الرِّحال” أو “الصلاة في بيوتكم”، انتبهنا أنه كان بين أيدينا كنزٌ ثمين لم نكن نقدِّره حق قدره، ولم نُثَّمنه حق تثمينه: المسجد.

لذا، فإنه حرِّي بنا اليوم أن نُعدَّ سياسة جديدة للمساجد، إن في إدارتها أو دورها أو رسالتها.

في إدارتها وفق قواعد الصحة والأمان والنظافة لجموع المصلين، وفي دورها الذي ينبغي ألا يتوقف على جمع الناس للصلاة ليتفرقوا بعد حين، بل عليه أن يتعدى إلى نشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وترسيخ قيمه في الأجيال الصاعدة. وفي رسالتها التي ينبغي أن تكون جامعة لكلمة المسلمين مُبِّينة لنهج الإسلام في الحياة القادر وحده على إنقاذنا وإنقاذ البشرية من أهوال الانحطاط القادم.

إنَّ بالعالم الإسلامي قرابة 04 ملايين مسجد، أحد أقدسها مازال محتلا من قبل الصهاينة (القدس الشريف). وتقول الإحصائيات إنه إذا كان أكبر عدد من المساجد اليوم يوجد ببلد مسلم (إندونيسيا بأكثر من 800 ألف مسجد)، سيكون أكبر عدد المساجد من هنا إلى سنة 2050 ببلد غير مسلم، بل وسيجتمع أكبر عدد من المسلمين في العالم في دولة غير مسلمة، هي الهند التي سيبلغ بها عدد المسلمين بعد 30 سنة من الآن 311 مليونا مقابل 273 مليونا في باكستان و257 مليونا في إندونيسيا و230 مليونا في نيجيريا (كبرى الدول المسلمة سنة 2050)… وهي بشارة واضحة أن المستقبل لهذا الدين، ولمساجد هذا الدين… كما هي بشارة حاملة لرسالة أمل، أن يُكرِم اللهُ تعالى الجزائريين بافتتاح أوسع مساجدهم وثالث أكبرها وأعلاها منارة في العالم بعد أشهر من الغلق الذي لا يعلم حكمته إلا هو.

(المصدر: صحيفة الشروق الالكترونية)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى