بين الانتقاد والتأييد والخيبة والتفهم.. دول إسلامية تعلن مواقف وإجراءات بعد قرار السعودية بشأن الحج
سادت حالة من الألم والحزن في أوساط ملايين المسلمين، بعد قرار السعودية تقليص أعداد المشاركين في حج هذا العام، وقصره على بضع مئات من المواطنين والمقيمين في السعودية؛ بسبب وباء كورونا.
وتفاوتت ردود فعل الدول الإسلامية على القرار السعودي، ففي حين بادر بعضها لتأييد الخطوة، انتقدها البعض الآخر، بينما لاذت معظم الدول الإسلامية بالصمت ولم تصدر حتى الآن أي موقف بشأنها.
وفيما يأتي أبرز المواقف والإجراءات المعلنة حتى الآن في بعض الدول الإسلامية، بعد القرار السعودي بإقامة شعيرة الحج هذا العام بأعداد محدودة من جنسيات مختلفة من داخل المملكة العربية السعودية، مع إجراءات احترازية.
إجراءات تركية
وقالت رئاسة الشؤون الدينية التركية إنه لن يضيع حق من فاز بقرعة الحج هذا العام، وستتم إعادة الأجور لهم، وسيدخلون قوائم الحجيج مباشرة العام المقبل دون الحاجة لقرعة جديدة.
وبلغ عدد المسجلين في تركيا لأداء فريضة الحج هذا العام 83 ألفا و430 حاجا، تم اختيارهم بالقرعة من بين نحو مليون شخص قدموا طلبات للمشاركة في قرعة الحج.
المغرب.. احتفاظ بنتائج القرعة للعام القادم
ولم تختلف الإجراءات المقررة في المغرب عن تلك التي أعلنت في تركيا ودول إسلامية أخرى، حيث قررت اللجنة الملكية للحج في المغرب -اليوم الثلاثاء- إرجاع مصاريف الحج التي سبق إيداعها من طرف من تم انتقاؤهم سابقا للمشاركة في حج هذا العام، مع الاحتفاظ بنتائج عملية القرعة الخاصة للموسم المقبل.
وأبلغت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب المواطنين بالآلية المعتمدة لاسترجاع مبالغهم النقدية، بعد قرار السلطات السعودية إقامة حج هذا العام بعدد محدود من المواطنين والمقيمين.
إيران: قرار غير لائق
انتقدت مؤسسة الحج والعمرة في إيران قرار السعودية بشأن حصر أداء مناسك الحج هذا العام على المواطنين والمقيمين في المملكة، ووصفت ذلك بأنه قرار غير لائق.
وأضاف بيان للمؤسسة أن الدول الإسلامية كانت تنتظر أن تقوم السعودية بالتواصل معها، بهدف الاستماع إلى وجهات نظرها والاستفادة من أفكارها والتعاون لمواجهة أزمة تفشي فيروس كورونا.
وكان رئيس مؤسسة الحج الإيرانية علي رضا رشيديان، قد قال سابقا إن الرياض لا ترد على مراسلات واتصالات المؤسسة والاستفسارات بشأن قرار المملكة حول مناسك الحج لهذا العام.
مصر.. شكر وتأييد
وأعرب رئيس مجلس الوزراء المصري عن شكر الحكومة المصرية للمملكة العربية السعودية الشقيقة، وتقديرها لقرار قصر موسم الحج هذا العام على أعداد محدودة من المقيمين في المملكة، مؤكدا أن هذا القرار يأتي متسقا مع مقاصد الشريعة وما توليه من أهمية بالغة للحفاظ على الأرواح، في هذه الظروف الاستثنائية المتعلقة بجائحة كورونا.
وقالت وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج إن المواطنين الذين سجلوا أسماءهم في موسم الحج هذا العام سيتم ترحيل أحقيتهم للعام المقبل، وبالتالي لن يفقدوا أولويتهم لأداء الفريضة فور عودة الأمور لطبيعتها.
روسيا.. دعم للقرار
وأعلن مجلس الإفتاء في روسيا -اليوم الثلاثاء- تأييده لقرار السلطات السعودية بشأن إجراءات الحج هذا العام، وحث المؤمنين على انتظار الحج في العام المقبل، وفقا لبيان نشر على موقع المجلس.
وقال نائب رئيس مجلس المفتين في روسيا روشان أبياسوف -بحسب البيان- “إن الإدارة الروحية لمسلمي روسيا ومجلس الإفتاء في روسيا برئاسة المفتي الشيخ رافيل عين الدين، يؤيدان بشكل كامل القرار الذي اتخذته السلطات السعودية للحد من عدد الحجاج هذا العام”.
خيبة أمل
وتسبب قرار المملكة تنظيم حج “محدود جدا” يضم فقط المقيمين داخل السعودية، بخيبة أمل لملايين المسلمين، على الرغم من تفهم البعض وتأييد البعض للقرار.
وكانت الخطوة منتظرة منذ مدة، فقد ألغت بعض الدول بالفعل خطط مشاركة مواطنيها في الحج، إلا أن الإعلان جاء مخيبا للآمال رغم ذلك بالنسبة للمسلمين الذين يدفعون مبالغ كبيرة وينتظرون وقتا طويلا للتمكن من أداء هذه الفريضة.
وقالت قمرية يحيى (68 عاما) من إندونيسيا -أكبر بلد مسلم في العالم من حيث عدد السكان- “كانت لدي آمال كبيرة بزيارة مكة”، وأضافت “كنت أحضر لذلك منذ سنوات. لكن ما العمل؟ هذه مشيئة الله، إنه القدر”.
وسبق أن منعت إندونيسيا مواطنيها من السفر إلى الحج في وقت سابق هذا الشهر.
وفي الرياض، قال السعودي يزيد دجاني لوكالة الصحافة الفرنسية إنه يتفهم القرار، موضحا أنه يتوجب الالتزام بشكل أكبر بالإجراءات الاحترازية.
بينما رأى أحمد الخوري -وهو مواطن أردني يقيم في الرياض- أنه لا يوجد سبب “لإلغاء أو تأجيل الحج”، موضحا أن “المرض ممكن إدراكه وعلاجه وليس قاتلا بشكل كبير”.
(المصدر: الجزيرة)