بيان هيئة علماء فلسطين حول جريمة إحراق المصحف في السّويد
قال تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} التوبة: 32
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين؛ وبعد:
فقد أقدمت حكومة السويد مجدّدًا على ارتكاب جريمة حرق نسخة من المصحف بحماية الشرطة في يوم عيد الأضحى المبارك في انتهاك صارخ وعدوان خطير على كتاب الله تعالى وحرمات المسلمين.
وإنّنا في هيئة علماء فلسطين إذ ندين بأشدّ العبارات وبالغ الغضب هذه الجريمة الخطيرة فإننا نؤكّد الآتي:
أولًا: إنّ جريمة حرق المصحف تتحمّل حكومة السويد وسلطاتها الرسمية مسؤولياتها وتبعاتها ونتائج ردود الأفعال عليها وذلك لأنّها تشرّع وترسّخ الكراهية وتزرع الحقد بين بني البشر تحت عنوان من حرية التعبير الوهميّة التي لا تمارَس إلّا بحقّ مقدّسات المسلمين.
ثانياً: ندعو حكومات العالم العربي والإسلامي إلى أن يكون لها موقف عملي غير الاستنكار والشجب فهذا يكون مقبولاً من مؤسسات أو منظمات شعبية أو مدنية، أما الدول التي تملك من أوراق القوة ما تجبر به هؤلاء المتغطرسين على احترام رموز ومقدسات المسلمين فلا يقبل منها الشجب والاستنكار فقط.
ثالثاً: ندعو المسلمين في مختلف بقاع الأرض إلى التعبير عن غضبهم على هذه الجريمة بطريقة واضحة وصريحة وحضاريّة، وندعوهم إلى تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصاديّة والثقافيّة والسياسيّة للمؤسسات الرسميّة السويديّة، انتصارًا للقرآن الكريم ورفضًا للعدوان عليه.
رابعاً: نطالب منظمة التعاون الإسلامي بالتحرك الفاعل والحقيقي لتجريم هذه الأفعال، وممارسة الضغوط السياسيّة والاقتصاديّة من الدول الأعضاء فيها على أيّة حكومة تتبنى وتحمي الجرائم بحقّ مقدسات المسلمين ورموزهم، والعمل على استصدار التشريعات الدولية التي تجرّم هذه الأفعال وتجرّم الاعتداء على جميع الأديان.
خامساً: ندعو المسلمين إلى أن يكون ردّهم على هذه الجريمة مزيدًا من الرجوع إلى كتاب الله تعالى وتحكيمه في حياتهم والاعتصام به، ففيه عزّتهم وكرامتهم ومنهاج فلاحهم في الدارين.
قال تعالى: {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} سورة الأنبياء: 10
هيئة علماء فلسطين
11/ذو الحجة/1444هـ
29/يونيو/2023م
المصدر: هيئة علماء فلسطين