بسم الله الرحمن الرحيم
بيان موقف علماء من الأمة من الثورة السورية ومحاولات دعم النظام الظالم وإعادته للجامعة العربية وتسويقه للمجتمع الدولي
الحمد لله القائل : (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ) سورة هود الآية 113
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة مهداة من بشّر أمته بالنصر والفرج القائل: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلمه ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) رواه البخاري (2310) ومسلم (2580) .
ورضي الله تبارك وتعالى عن صحابته أجمعين وعن آله الطيبين ومن سار على نهجهم وتحلى بأخلاقهم إلى يوم الدين وبعد:
فقد حز في نفوسنا أن تقوم السلطات السعودية بتوجيه دعوة رسمية إلى طاغية الشام بشار الأسد للمشاركة في القمة العربية التي عقدت في مدينة جدة في أكناف بيت الله الحرام، وهذه طعنة توجهها السلطات السعودية إلى المستضعفين والمضطهدين في سوريا، و تنكر لحق آلاف الشهداء -بإذن الله- الذين اغتالتهم يد الغدر النصيرية، وتبييض لصفحة الطاغية الذي ارتكب جرائم شنيعة بحق شعبه على مدى سنوات عجاف.
وإن الله تعالى كما حرم الظلم حرم الإعانة عليه وحرم تأييد وإعانة الظالم والركون إليه فقال سبحانه: ﴿ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ ﴾ [سورة هود: 113].
وفي تفسيرها يقول ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما : “ولا تميلوا إلى الذين ظلموا”.
فالركون والميل إلى الظالم ذنب يستحق صاحبه دخول النار.
فهذا النهي الرباني يشمل نصرة الباطل واهله وتقريب أهله وتمكينهم ومداهنتهم.
ودعوة هذا الطاغية لهذه القمة فيه من الإعانة لهذا الظالم ما لا يخفى على أحد فهي إنعاش سياسي كبير ، وتجديد دماء لهذا النظام المجرم ، وإعطاؤه من المصداقية ما يذهب معه حق الشهداء والمستضعفين، ووقوف في صف الباطل يذهب به حق المظلومين من المسجونين والمهجرين وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “مَنْ أعانَ ظالِمًا لِيُدْحِضَ بباطِلِهِ حقًّا، فَقَدْ بَرِئَتْ منه ذمَّةُ اللهِ ورسولِهِ” صححه الألباني في صحيح الجامع.
قال ابن الأثير رحمه الله: “أي لم يعد في حفظ الله فقد ألقى بنفسه في التهلكة”
وإننا الموقعين على هذا البيان من علماء الأمة مؤسسات وأفراداً نؤكد الآتي:
أولاً: نستنكر دعوة هذا المجرم لهذه القمة ونعتبرها إعانة لهذا الظالم على ظلمه و خذلانا للمسلمين المظلومين، وترويجاً لهذا النظام المشؤوم، الذي لا ترجى مكارمه ولا تؤمن غوائله.
ثانياً: ندعو أمة الإسلام إلى الوقوف صفاً واحداً نصرةً وتأييداً للمدافعين عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم كما إننا نناشد المسلمين في كل الأقطار أن ينصروا إخوانهم وأن يسعوا بكل ممكن في رفع الظلم عنهم ، وإن عجزوا فلا أقل من عدم الإعانة عليهم بشيء .
ثالثاً: ندعو أحرار العالم وشرفاءه إلى المزيد من فضح هذه العصابات المجرمة ومن يقف خلفها وماتفعله من قصف للمدنيين العزل وحصار خانق بمنع الطعام والشراب والدواء
وفي ختام صرختنا وندائنا نسأل الله تعالى أن يمكن لأهلنا في سوريا وللأحرار في كل مكان سبيل نصر وتمكين وأن يجمع كلمتهم على الحق المبين وأن يوحد صفوفهم وقلوبهم، إنه خير مسؤول وأكرم مأمول.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الموقعون على البيان:
المؤسسات:
1.منتدى العلماء
2.رابطة علماء المغرب العربي
3.رابطة علماء أهل السنة
4.مركز تكوين العلماء بموريتانيا
العلماء:
1. د. محمد الحسن بن الددو الشنقيطي رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا
2. سعيد بن ناصر الغامدي الأمين العام لمنتدى العلماء
3. أ.د. عبد الفتاح العويسي
4. د.محمد الصغير رئيس الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلامﷺ
5. جمال عبدالستار الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة
6. د. وصفي عاشور أبو زيد عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
7. د.حسن سلمان عضو رابطة علماء المسلمين
8. أ.د. محمد حافظ الشريدة مشرف علی رسائل الدكتوراة في جامعة الجِنان بلبنان
9. الشيخ د. نواف تكروري رئيس هيئة علماء فلسطين
10. د. محمود سعيد الشجراوي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
11. الشيخ رضوان نافع الرحالي عضو رابطة علماء المغرب العربي .
12. د. شكري مجولي
13. الشيخ مخلص برزق عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو هيئة علماء فلسطين