بيانات

بيان منتدى العلماء عن الترويج للمنكرات في بلاد الحرمين في شهر رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان منتدى العلماء عن الترويج للمنكرات في بلاد الحرمين في شهر رمضان

الحمد لله رب العالمين، القائل: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لا يَشْعُرُونَ) (البقرة: 11). والصلاة والسلام على رسول الله، القائل: “والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّه أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجابُ لَكُمْ” (رواه الترمذي).
أما بعد:
فإن ما يجري في بلاد الحرمين، في هذا الشهر الفضيل من انحلال وفجور، ونشر للفساد والترويج له، يؤلم قلب كل مسلم غيور على دين الله وعلى مهبط الوحي … وتتجلى هذه الظواهر في الفعاليات والتجمعات والبرامج المسماة بالرمضانية لإعطائها صبغة دينية وهي برامج مخالفة للدين لما تتضمنه من محرمات ومفاسد كالاختلاط والصخب واللهو الصاد عن طاعة الله وغير ذلك من الأعمال الفاسدة والمشاريع التغريبية التي تجمع المخالفات الشرعية والمفاسد الأخلاقية والأضرار الاجتماعية،وتستهدف التخلي عن المصالح الدينية والمنافع الشرعية، مما سيؤدي إلى زرع الفتن وإفساد الجيل الناشئ بالرعونات الأخلاقية والإخلال بقيم المجتمع القائمة على الإسلام.واحترام مواسمه ومشاعره وبلاد نزل فيها الوحي وخرج منها نور الإسلام
قال تعالى عن قوم لوط: (فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا جَعَلۡنَا عاليها سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَیۡهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّیلٍ مَّنضُودٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَۖ وَمَا هِیَ مِنَ الظالمين بِبَعِید) (سورة هود، الآية 82).
إن (منتدى العلماء) وهو يتابع بكل أسى وحزن ما يحدث في هذا الشهر الفضيل، يؤكد على الآتي:
أولاً: ندعو الحكومة السعودية إلى إيقاف هذا الفساد الممنهج فيما بقي من هذا الشهر الكريم ، الذي يعود على المجتمع بالدمار والخراب والتفكك، قال سبحانه وتعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُون) (سورة هود، الآية 117).
ثانيًا: نطالب السلطات السعودية بإلغاء هذه الفعاليات، المؤذنة بعذاب الله والذلة على فساد حتى في النظر السياسي المجرد فقد شوهت سمعة المملكة وقللت من قيمتها ومكانتها الدينية

ثالثًا: ندعو علماء الأمة ودعاتها، وبالأخص هيئة كبار العلماء في السعودية، إلى القيام بواجبهم الشرعي ودورهم الحقيقي دفاعًا عن فضائل الإسلام وشريعته، وتبيين الحكم الشرعي في ذلك، والتنديد بهذه المخالفات؛ فهم ورثة الأنبياء.
رابعًا: ندعو العقلاء في المملكة إلى الوقوف أمام محاولات فرض المنكرات على المجتمع، والتكاتف لحماية الأبناء والبنات. كما ندعو الشعب السعودي لمقاطعة هذه الفعاليات ونؤكد أن هذه منكرات وأن الدعوة إليها، والمشاركة فيها يعتبر مشاركة في المنكرات، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (سورة المائدة، الآية 2).
حفظ الله بلاد المسلمين من كل شر وفتنة، وحمى الله أهلها من كل مناد للهلاك والبوار، وأعاذنا جميعًا من موجبات سخطه، وهدانا إلى صراطه المستقيم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
صادر عن منتدى العلماء

حرر في ٢٠ رمضان ١٤٤٦هـ – ٢٠مارس ٢٠٢٥م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى