بيان منتدى العلماء ضد الطعن بالعلامة الشيخ عبدالمجيد الزنداني -رحمه الله-
الحمد لله القائل: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)، الأحزاب الآية ٥٨، والقائل سبحانه وتعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)، الزمر الآية ٩، والصلاة على سيدنا محمد القائل: (إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنَّما ورَّثوا العلم، فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافر)، أخرجه الترمذي وغيره، وبعد فإن الله عز وجل قد حرَّم على المسلم الخوض في عرض أخيه، حتى إنه نهاه عن مجرد ظن السوء به، فقال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)، الحجرات الآية 12، وقال نبينا صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه) أخرجه مسلم، وإذا كان هذا النهي والتحذير في حق عامة المسلمين، فمن بابٍ أولى عدم الخوض في أعراض العلماء والدعاة، فقد قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى: إن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمر عظيم.
وإن منتدى العلماء، قد فوجئ كغيره بأناس متعالمين مدعومين من جهات استخباراتية معروفة، هدفها النيل من رموز الأمة واسقاط مكانتهم، فلم يراعوا الخلافات بشتى أنواعها المذهبية، والسياسية، وغيرها إلى النيل من فضيلة الشيخ العلامة المجاهد عبد المجيد الزنداني- رحمه الله نعالى، بل إن الأمر لم يتوقف عند الأشخاص فقد تجاوزهم إلى قنوات ووسائل إعلامية ممولة من قبل النظام السعودي مثل قنوات الفتنة العربية والحدث و MBC، وإن هذا مما لا ينبغي السكوت عليه، فالبيان في معرض الحاجة واجب، وقد قال الله: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ)،آل عمران الآية ١٨٧، وبناء على ذلك، فإننا في منتدى العلماء نؤكد على ما يلي:
أولاً: أن الخوض في أعراض الناس حرام، بل إن الله عز وجل قد ضرب مثل السوء لفاعله، فقال سبحانه وتعالى: (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)، الحجرات الآية ١٢، وإن الأمر يزداد بشاعة حين يكون الذي نِيل منه هو أحد أعلام المسلمين وعلمائهم.
ثانياً: نؤكد أن إشاعة الشبهات والتهم والافتراءات الكاذبة حول المسلمين، مما ذمه الله وذمَّ أهله فقال: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) الأحزاب الآية ٥٨، فما بالك حين يتعلق الأمر بعلماء المسلمين.
ثالثاً: أن الواجب على المسلم أن يتبين ويتثبت عند كل إشاعة يسمعها، فقد قال الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا)، الحجرات الآية ٦، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) أخرجه مسلم.
رابعاً: ندعو كافة العلماء والكتاب إلى إبراز مناقب العلماء وتراجمهم، وإخراجها في صور مشرقة؛ لتكون منارات يسترشد بها النشء ويقتدي بها السالك، اقتداء بمنهج القرآن الكريم حيث يقول الله في ذلك: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)،يوسف الآية ١١١، والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل،،،
صادر عن منتدى العلماء
19 شوال 1445
28 أبريل 2024