“بيان للناس – الموسم 2” | قيمة العمل “شمولية مفهوم العمل في القرآن الكريم”
د. عبد المجيد النجار
بمعنى أن الانسان قد كلف بمهمة هذه الحياة هي تعمير الأرض تعميرًا ماديًا وتعميرًا معنويًا لأن هذا التعمير لا يمكن أن يتم الا بالعمل الا بأن يمارس الانسان هذا العمل سواء العمل اليدوي أو العمل الفكري أو العمل المتمثل في الخدمات أو العمل المتمثل في التربية أو القيام على شؤون البيت والأولاد والأطفال وكل هذا من العمل، وقيمة الانسان انما هي فيما يعمل فالإنسان البطال لا قيمة له، والانسان العامل المنتج ترقى قيمته بقدر ما يرقى في عمله، ولهذا فان القران الكريم أمرنا بالعمل” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” والعمل ليس مرتبط بالحاجة حتى الثري جدا الذي له من الأموال ما يكفيه ولا يحتاج لمال يجب عليه أن يعمل لأنه خلق ليعمل لأنه خلق ليعمر والتعمير لا يكون الا بالعمل، العمل قيمة عظمى ينبغي علينا نحن كمسلمين أن ننبه الناس اليها وان نحييها بالضمير الديني للمسلمين، فقد شهدت هذه القيمة قيمة العمل تدهورًا كبيرًا في الضمير الايماني للمسلم، بالرغم من علو هذه القيمة في القران الكريم وفي الهدي القرآني.
د. عمر قارقوماز:
أ. عبد المجيد نبدأ أهلاً وسهلاً في برنامج مفاهيم قرآنية، في هذه الحلقة نريد ان نناقش قيمة العمل، شمولية مفهوم العمل في القرآن الكريم، تفضل أستاذي الكريم.
د. نور الدين الخادمي:
إذا كان الإنسان مكلفًا بأن يكون معمرًا في الأرض فإن كل ما يحقق أو يسهم في تحقيق هذه العمارة التي مهمة الإنسان فإنه ينطبق عليه اسم العمل، ولهذا فإن القرآن الكريم نجد حثًا وأمرًا قاطعًا للناس اجمعين بأن يكونوا عاملين، يعملوا ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” لهذا فإن العمل هو مفهوم شامل قد يكون العمل باليد وقد يكون العمل بالفكر، فالتفكير والبحث هو عمل، وقد يكون العمل بالإدارة وبالخدمات، وقد يكون العمل بالتربية في البيت، فكل هذا من أنواع العمل لأنه يؤدي أو يسهم في انجاز مهمة العمارة في الأرض، وقيمة الانسان ربطت بالعمل فالإنسان الذي لا يعمل وينفق وقته هباءًا قيمته تتدنى كثيرًا وترتفع هذه القيمة في سلم الإنسانية كلما كان هذا الانسان أكثر عملًا واكثر انجازًا وأكثر انتاجاً، هناك بعض الأخطاء وبعض المفاهيم التي نالها عند المسلمين بعض الخلل في هذا الزمن أو ذاك، على سبيل المثال أصبح هناك ومنذ زمن أن العمل الإداري وأن العمل الوظيفي في المكاتب هو العمل الذي يعتبر شريفًا ومهمًا وأُخّر أنواع الأعمال الأخرى اليدوية مثل الزراعة مثل النجارة وإلى آخره، والحقيقة هذا الخلل في المفهوم لأن العمل في باليد في المهن في الزراعات في الصناعات هو عمل شريف أيضًا ولا يتم عمران إلّا به وفي ثقافتنا الدينية وفي أوامر القران وأوامر السنة النبوية ما يشير إلى هذا ويؤكد عليه، فالنبي الكريم صافحه رجل يده خشنة متفطرة، يعني متشققة من الفلاحة والزراعة فقبلها وقال هذه يد يحبها الله، هذا يدل على أن العمل متعدد، كذلك من الأخطاء التي نراها اليوم أن المرأة عملها في المنزل وتربيتها لأولادها واهتمامها بشؤون البيت لا يعتبر عملًا ويكتب في وثيقة الهوية لا عمل لها وهذا خطأ لأنه كيف يكون عمل، نحن نقول أن المرأة يجب أن تعمل أينما وجب العمل، كيف يكون عمل المرأة في صناعة المكانس وصناعة الملابس عملاً معتبراً ومهمًا ثم لا يكون عملًا أو يكون عمل صغير عند البعض صناعة الرجال وصناعة النساء في البيوت بالتربية فإذن عمل المرأة في بيتها هو من العمل الذي يجب أن يثمن حتى ماديًا يجب أن يثمن هناك بعض البلاد المتقدمة الآن أصبحت تثمن هذا العمل، إذن عندما نتكلم عن هذا العمل كمفهوم قرآني يجب أن نصحح فيه بعض المفاهيم والأخلال التي تسربت إلى بعض المسلمين.
د. عمر قارقوماز: شكرا جزيلا أستاذ خادمي كما تفضل أستاذ نجار فإن العمل جزء من أسباب العمران كيف نستفيد كمفهوم قراني للعمل في تطوير العمران وتطوير البلاد والعمل الإنساني.
نتأمل في بعض الآيات القرآنية منها الآية القرآنية ” وقل اعملوا” قول يؤدي إلى عمل أو عمل يترتب على قول، قوله تعالى” لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون” هذه الآية لها معنيان اثنان المعنى الأول أن من يقول لا بد أن يستحضر لا بد عليه أن يستحضر العمل المرافق للقول، خطيب الجمعة حتى عندما يتحدث عن الصدق والأمانة لا بد أن يكون بمستوى ذلك زعيم الحزب السياسي عندما يتحدث عن مشروع عن انجاز عن عدالة لا بد أن يكون له شيء من ذلك أو كل ذلك بحسب الظروف والسياقات، هذه الآية المعنى الأول، المعنى الثاني لهذه الآية” لم تقولوا مالا تفعلون” كأن القرآن يشير هنا إلى الالتفات إلى أقدار التحقق مما يرفع من أقوال وشعارات الذين يرفعون الشعارات ويقولون أقوالًا ليس لها أقدار من التحقق في الواقع انما هم يدخلون تحت مدلول هذه الآية الكريمة ولذلك القرآن كأنه يقول اياكم ان تتحدثوا أحاديث شعبوية عامة عاطفية لا أثر لها في الواقع، النزعات الشعبية التي تعرف الآن في عالم السياسة والفكر التي ترفع شعارات فضفاضة حماسية تزايد على الآخرين من غير أن تبني شعاراتها على خطط ومناهج وتشخيص وتدقيق ومشروعات حقيقية قادرة على التحقق على أرض الواقع هذه نزعات أقرب ما تكون الى القول المعزول عن العمل، لماذا العمل المبني على القول؟ لأن العمل هو الإنتاج هو الإنجاز العمل هو التعمير وكل عمل نافع سواء أكان عملاً فكرياً أو يدويًا أكان عملاً سياسيًا أم مجتمعيًا أم كان عملاً تعبديًا بالمعنى المعروف للعبادة، أو العام من عمارة أرض من استثمار رزق أو تطوير شعب، تحقيق سيادة، إقامة ثورة عادلة شعبية إنسانية إلخ.. كل تلك الأعمال انما هي بالمفهوم القرآني أعمال صالحة وربنا سبحانه وتعالى قال” إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات” الصالحات هنا اسم جنس يطلق على كل عمل صالح بالفكر أو باليد بالفرد أو الجماعة بالسياسة أو الإدارة أو الأسرة أو المجتمع، نحن إذن نتحدث عن مفهوم قرآني كلي يبدأ من عمل الدنيا إلى عمل الآخرة.
د. عمر قارقوماز: شكرًا وصلت رسالتك، أ. علي قره داغي ما هو واجب المجتمع والدولة في تنفيذ أسباب العمل؟
د. علي قرة داغي: أولاً حقيقة العمل في الإسلام شامل للداخل القلوب كما نحن في اللغة نسمي أفعال القلوب واللسان والجوارح وكذلك شامل لكل شيء فيه حركة نحو انتاج، فالعمل هو، ولذلك القران الكريم حقيقة لم يمدح العمل مطلقًا، وانما دائماً حدد العمل بالأعمال الصالحات، حتى أسباب الخسران” والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات” ثم داخل عمله الصالح القرآن الكريم أوجب أن يكون هذا العمل الصالح له مراتب من أهم مراتبه من الصلاح إلى الأصلح لأن الصلاح يمكن أن يتحقق له البقاء والوجود لكن لا يمكن أن يتحقق به التطور والتقدم لذلك شجعنا الإسلام نحو العمل الأفضل والأحسن ” ليبلوكم أيكم أحسن عملًا” وهو متكرر ومتجدد، بالنسبة للمجتمع واجب عليه توفير العمل، خاصة الدولة وهذا ما يدل عليه فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وهو حديث عظيم جدًا، حينما جاء شخص إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله فنظر اليه الرسول صلى الله عليه وسلم فرآه قادرًا على العمل، فلم يسمع له قال: ” إذا أنت سألت يأتي يوم القيامة ولم يبقى في وجهك مزعة” يعني مكان يعني حذره منها، قال له ايش عندك قال عندي محصول وكذا، قال ائت به، عمل مزايدة فباعه الرسول صلى الله عليه وسلم بدرهمين، قال خذ درهم لإطعام والاستهلاك وما إلى ذلك، والدرهم الثاني اشتري به فأسًا وحبلًا ولا تأتي إليّ إلّا بعد 15 يومًا فذهب الرجل وكل يومٍ يكسب درهمين درهم ينفقه على نفسه ودرهم يدّخره، فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وفرح الرسول، وهذا دليل أيضًا على أن توفير العمل مطلوب جدًا وأن هذه المطالبة لا ينبغي أننا نوفر العامل نعطي شخص ونتركه، وإنما يجب أن نتابعه كما تابعه الرسول صلى الله عليه وسلم، وبهذه المناسبة أيضًا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وضع برنامجًا ومنهاجًا عظيمًا لقضية، بدلًا من أن يقال الان المثل الصيني: لا تعطني سمكة إنما علمني كيف أصطاد، استثمر سيدنا عمر بن عبد العزيز الزكاة أموال الزكاة لهذا الجانب، فوضع برنامجًا خلال عمره في الخلافة قصير وهو سنتين وستة أشهر و17 يومًا و11 ساعة، استطاع خلال هذه الفترة الوجيزة أن يصل بالمجتمع من الفقر المدقع إلى الكفاف ثم الى الكفاية ثم إلى تمام الكفاية من خلال تعليم الأمة أدوات الإنتاج، من خلال شراء أدوات الإنتاج، وهذا ما نحن نوجه أمتنا المجتمع قصدي انو حتى لو الدولة لا تستطيع فالمجتمع يستطيع من خلال الجمعيات والبرامج أن نستثمر أموال الزكاة للإنتاج وليس للاستهلاك فقط.
د. عمر قارقوماز: نعم، أستاذ قسّوم العالم الإسلامي المناطق الإسلامية بشكل عام تملك ثروة طبيعية وثروة بشرية وثروات كثيرة يعني لكن لا عمل في البلاد الإسلامية بل هناك بطالة كبيرة جدا ونحن نتحدث عن توفير العمل وغير ذلك، هناك دولة صغيرة اسمها سنغافورة ليس لديها موارد طبيعية وهناك دولة واعدة قادمة وهي رواندا كانت فيها مشاكل كبيرة والان بإدارة جديدة بدأت تكافح الفساد بدأت تنهض بشكل كبير ما هي المشكلة في البلاد الإسلامية، أين العمل وتوفير العمل وأين المبادئ القرآنية المفاهيم القرآنية لم تطبق في أرض الواقع؟
د. عبد الرزاق قسّوم:
أولاً: سبق في حلقة سابقة ونحن نتحدث عن العبادة قلنا أن العبادة هي اثبات وجود المسلم، الآن نحن نتحدث عن العمل نقول بأن العمل والعمل الصالح بالخصوص هو اثبات وجود الأمة والمجتمع لماذا لأن البناء والنهضة والتقدم لا يتم إلّا بالعمل، ولذلك الإسلام يحث على العمل حتى أنه قال الحديث النبوي” إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها” بمعنى أن الانسان مطلوب منه أن يكون عاملاً في أي وقت حتى في قيام القيامة، هذه النقطة الأولى.
النقطة الثانية: المجتمعات الحديثة مكننت يعني أصبحت جعلت من العمل بالآلة هو الوسيلة لتقدم الأمم، نحن في المجتمعات الإسلامية ليس فقط أننا لم نتحكم في التكنولوجيا للعمل ولكن حتى اليد العاملة بطالة، لا تنتج ولا تشتغل وويل لأمة لا تأكل مما تزرع ولا تلبس مما تصنع، يعني المثل الشائع، ولذلك هناك هوة أو فصل بين ما نملكه من مواد طبيعية وبين الوسائل المخصصة لذلك، وقد سقتم أنتم أمثلة على ذلك من بعض الدول التي كانت في منتهى التخلف لكن عندما وعت تخلفها استطاعت أن تلحق بالأمم بفضل استغلال العمل وما إلى ذلك، والدكتور عبد المجيد تكلم عن العمل الآلي في مقابل الصناعة التقليدية في البيت، اولاً الصناعة اليدوية النسيج أو العناية بالأطفال وفي بعض الدول أصبحت العناية بالأطفال وظيفة تدفع الدولة مقابلها للأم مقابل أنها تربي الأبناء، إذن نحن في البلدان الإسلامية مطلوب منا أن تصعد أعمالنا إلى مستوى أقوالنا أو أن تنزل أقوالنا إلى مستوى أعمالنا.
د. عمر قارقوماز: نعم، شكرًا، أستاذ صلابي في العالم الإسلامي بشكل عام لا يوجد توفير العمل للشباب والذين يعملون في الشباب في المصانع أو المؤسسات ليس لهم حقوق أين حقوق العمال في المجتمعات الإسلامية؟ واليساريين يدافعون عن حقوق العمال أكثر من المتدينين لماذا يا أستاذ؟
د. علي الصلابي:
طبعًا بداية العمل والإنتاج نرجع للحرية، حرية، يعني بمعنى الأنظمة لما تكون تمثل وتعبر عن احتياجات شعبها بأنها منتخبة حكومات وطنية حقيقية ليست امتداد لاستعمار خارجي للسيطرة على اقتصاد البلاد، أو قرارها سياسي أو قرارها الأمني فيحدث هذه الفوضى وتعطيل هذه القدرات أو استغلال هذه الثروات لدول أخرى واستضعاف هذا الشعب، فيبقى النماذج التي تحكي عنها على رأس حكومات منتخبة حكومات وطنية، الشعب في أي لحظة من اللحظات يزيحها مالم يحقق لها مطالبها واحتياجاتها، هذا من النظر.
أما من ناحية العمل نحن كمسلمين أو مرجعيتنا القران الكريم، نجد النبي صلى الله عليه وسلم عمل في التجارة، نجد سيدنا داوود عليه السلام حاكم عمل في الحكم في حد ذاته” يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض واحكم بين الناس بالحق” نجد سيدنا موسى عليه السلام رعى وتم 10 سنوات وهذا عمل، نجد سيدنا يوسف عليه السلام “قال اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم” وتقدم لوزارة المالية والاقتصاد وقاد عمل جليل وعظيم فمفهوم العمل بالنسبة لنا نحن، مفهوم راسخ يربطنا بالله وبمفهوم العبودية الشامل، نجد حتى في الآيات القرآنية ” يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون” فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض”.
شفت حتى التعبير” فانتشروا في الأرض” الأطباء والمهندسين، العلماء، ألوان الطيف انتشروا، “وابتغوا من فضل الله” أي الكسب والرزق والسعي فالمفهوم والنظرية أو القيم أو المبادئ هي تلبي أشواق الفطرة والعقل وتربطه بالله العظيم سبحانه وتعالى لكن الفوضى والاضطرابات لغياب الحرية عن مجتمعاتنا وسيطرة الاستبداد والدكتاتورية التي تجعل الفوضى الممنهجة واستغلال هذه الشعوب المستضعفة.
د. عمر قارقوماز: شكرا، أستاذ قورماز نحن فترات طويلة في العالم الإسلامي حاربنا الأمية سميناهم محو الأمية، وارسلنا كل أبنائنا الى الجامعات، لكن بعد أن أرسلنا أبنائنا فلذات أكبادنا إلى الجامعات بعد التخرج لم يجدوا عملاً والآن نحو دخلنا في مرحلة جديدة، محو البطالة من محو الأمية إلى محو البطالة كيف سنجد عمل للشباب، نوفر عمل للشباب في مجتمعات الإسلامية؟
د. محمد قورماز:
إضافة إلى ما تفضل شيوخنا المشكلة كبيرة في هذا المفهوم القرآني في العمل، اقتصار العمل إلى أعمال تعبدية وقارن الله سبحانه وتعالى في عشرات من الآيات الايمان والعمل الصالح كما تفضل الشيخ علي والشيخ خادمي، ولكن لا يوجد في القرآن قائمة لأعمال صالحة، وهذه مبدأ ومفسر الشهير التركي (اسم شخص تركي) هو يعرف العمل الصالح، صالح لثلاثة أشياء، صالح بداية إلى رضا الله، وثاني صالح لمصلحة الناس، والثالث صالح لفطرة الناس، يعني لو كان صالح أي عمل ” من عمل عملًا صالحًا” و:” من يعمل مثقال ذرة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره” أي عمل صالح لرضا الله وصالح لمصلحة الناس وصالح لفطرة الناس هو عمل صالح، وعلماء السلف أدخلوا العمل بالأركان الى تعريف الإيمان، الإقرار باللسان والتصديق بالقلب والعمل بالأركان، لكن نحن ضيقنا معنى كلمة العمل، وفي الحقيقة اذا وصلنا إلى، إذا ركزنا على إجابة سؤالكم، البطالة والشباب وكل هذا يتعلق بعمل الفكري بالإنتاج العلمي والإنتاج الفكري، نعم الرسول صلى الله يقول ” خير العمل كسب يد العامل اذا نصح” كسب العامل مهم، ولكن العمل الفكري في البداية أشار اليه الأستاذ نجار، يعني اذا نقص عمل فكري وعمل علمي اذن لا يوجد عمل يدوي، أو الناس سيتركون الأعمال الجيدة، الأعمال الصالحة العالمية، ويركزون على كسب معيشتهم فقط، العمل ليس كسب المعيشة فقط، العمل مع الايمان هو مفهوم قرآني عالمي وعلينا أن بداية أن لا نقتصر على كلمة العمل مع الايمان العمل الصالح، ألّا نقتصر على الأعمال التعبدية فقط، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ” الكلمة الطيبة صدقة، الكلمة اللينة صدقة، التبسم صدقة، ومن غرس غرساً فهو له صدقة” يعني توسيع معنى العمل كما وسعه الله سبحانه وتعالى في كتابه هذا المفهوم القرآني.
د. عمر قوقماز: نعم، شكرًا شكرا، اساتذتي الكرام شكرًا لكم جزيلاً لأنكم أعطيتم أبعادًا مختلفة لمفهوم العمل في القران بارك الله فيكم ونراكم في حلقة جديدة ان شاء الله
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)