«بيان علماء الأمّة بشأن وجوب نصرة أهل غزّة في ظل استمرار العدوان»
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:
فإنّ علماء الأمة ودعاتها يتابعون عن كثب وبحزن بالغ، واستياء شديد استمرار المجازر المروّعة التي تُرتكب جراء العدوان الصهيوني الأثيم الغاشم الجبان على إخواننا في غزة العزّة، في ظلّ الضعف في نُصرتهم، والتواطئ والخذلان في حقهم، وإن علماء الأمّة ودعاتها في هذا الصدد يؤكدون على ما يلي:
أولاً: يستنكر علماء الأمّة ودعاتها وبشدة، استمرار المجازر المروّعة، والهجمات الجبانة من قبل الصهاينة الغاصبين المعتدين على أهلنا في قطاع غزة العزّة المحاصر ظلماً وإثماً وعدواناً، مما أدّى إلى استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء، الذين لا حول لهم ولا قوّة.
ثانياً: يؤكد علماء الأمّة ودعاتها على أنّ ما يُرتكب في حقّ غزّة العزّة وأهلها، هو جريمة حرب وحشية- يجب إيقافها- تُستخدم فيها أحدث ترسانة الحرب فتكًا وتدميرًا من طائرات وصواريخ، وأسلحة مدمّرة، ضد الأطفال والنساء والأبرياء. وإنّ هذه المحرقة الصهيونية الجبانة لغزة وأهلها تُوجب وتُحتّم على الأمّة كلّها نصرتهم وتأييدهم والوقوف بجانبهم، وعدم تركهم وخذلانهم، ففي الحديث عن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:«ما من امرئٍ يخذلُ امرأً مسلمًا في موطنٍ يُنتَقَصُ فيهِ مِنْ عرضِهِ، ويُنتهكُ فيهِ مِنْ حُرمَتِهِ، إلّا خَذَلَهُ اللهُ تعالى في موطنٍ يُحبُّ فيهِ نُصرتَهُ، وما منْ أحدٍ ينصرُ مسلمًا في موطنٍ يُنتَقَصُ فيهِ منْ عرضِهِ، ويُنتَهكُ فيهِ منْ حُرمَتِهِ، إلّا نصرَهُ اللهُ في مَوْطِنٍ يُحبُّ فيهِ نُصرَتَهُ» «الجامع الصغير، السيوطي، صحيح (٧٩٨٣)».
ثالثاً: يحيّي علماء الأمّة ودعاتها رباط وجأش وصبر أهل غزة جميعهم، أطفالهم ونسائهم، ورجالهم ومقاومتهم الباسلة للعدو الصهيوني المحتل، ويثمنون جهاد وثبات شعب غزة العزة الأبيّ الذين ثبتوا رغم طول الحصار، وأبوا أن يعطوا الدنيّة في دينهم وعقيدتهم، ونقول لهم: كما ذكر الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم:﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱصۡبِرُوا۟ وَصَابِرُوا۟ وَرَابِطُوا۟ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾[آل عمران:٢٠٠]، وقال الله تعالى:﴿وَلَا تَهِنُوا۟ فِی ٱبۡتِغَاۤءِ ٱلۡقَوۡمِۖ إِن تَكُونُوا۟ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ یَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا یَرۡجُونَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِیمًا حَكِیمًا﴾[النساء:١٠٤]، وقال الله تعالى:﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾[آل عمران:١٣٩].
رابعاً: وفي هذا الصدد نؤكد أنّ على جميع علماء المسلمين وخطباءهم، وروابطهم وهيئاتهم ومؤسساتهم العلمية والدعوية القيام بدورهم المناط بهم، وبما أوجبه الله تبارك وتعالى عليهم من نصرة إخوانهم وعدم خذلانهم، وحثّ شعوب الأمّة لنجدتهم، وايقاف الحرب الظالمة الواقعة عليهم، واستنقاذ مقدساتهم. وأن يقوموا بواجبهم في إيقاظ الأمة من سباتها، والعمل على جمع كلمتها، وتوحيد موقفها في مواجهة العدو الصهيوني القائم، وإحياء سنة قنوت النوازل في صلوات المسلمين جميعاً والديمومة على ذلك حتى تُكشف الغمّة، وتقف الحرب، ويزول الكرب.
خامساً: يؤكد علماء الأمّة ودعاتها على أنّ دفع هذا العدوان
المروّع وردع أصحابه المجرمين المعتدين، لهو فرض عين لازم على الأمّة الإسلامية كلِّها كلٌ بحسب قدرته، فالمسلمون أمّة واحدة، والمؤمنون إخوة، يسعى بذمَّتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، وهم كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا، وكالجسد الواحد إذا اشتكى عضو منه اشتكى كلُّه، و{المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله}.
وفي الختام، نسأل الله العلي الأعلى أن يرحم ويتقبل شهداءهم، وأن يشفي جرحاهم، ويجبر كسرهم، وأن يحفظ الله جل وعلا غزّة وأهلها من هجمات الصهاينة الغاصبين المعتدين، وجميع ديار المسلمين، اﻟﻠّـﻬﻢ ﺍﺭﺑﻂ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺏ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﻓﻲ غزّة وﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻭﺃﻛﻨﺎﻑ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ، وكان الله تعالى لهم عواناً ونصيراً ومؤيداً وظهيراً، وﺍﺣﻔﻆ اللهم المسجد ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻣﻦ ﻋﺒﺚ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﻐﺎﺻﺒﻴﻦ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
والحمد لله ربّ العالمين.
الموقعون على البيان:
🔸المؤسسات:
١.الرابطة العالمية للفقهاء
٢. منتدى العلماء
٣.رابطة علماء إرتريا
٤. المنتدى الفقهي
٥.هيئة الأرض المقدسة
٦.جمعية آية الخيرية
٧. وقف جيل القرآن
٨.جمعية نهضة العلماء اليمنية
٩. الهيئة العالمية لأنصار النبيﷺ
١٠.رابطة علماء المغرب العربي
🔸الشخصيات:
١- أ.د. كامل صبحي صلاح
٢- د. محمد الشقيري
٣- أ.د. عبد الكريم بكار
٤- الشيخ إسلام الغمري
٥- د. محمد الصغير
٦- الشيخ جلال الدين عمر الحمصي
٧- د. عبدالله بن عبدالمجيد الزنداني
٨- د.محمد بشير حداد