بيان رابطة علماء المسلمين حول اعتداءات اليهود على المسجد الأقصى
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فقد قال تعالى: “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ” (البقرة ١١٤).
وفي مشهد مروع في فجر يوم الجمعة الموافق ١٤رمضان المبارك من سنة١٤٤٣ هـ قامت القوات الصهيونية الغاصبة بجريمة اقتحام حرمة المسجد الأقصى المبارك -أولى القبلتين- ومسرى رسولنا صلى الله عليه وسلم، وقامت بإطلاق وابل من القنابل والرصاص المعدني المغلف بالمطاط على المصلِّين العزَّل الركّع السجود ، مما أدى الى إصابة أكثر من ٥٠٠ من رواد المسجد وعماره .
وتأتي هذه الجريمة النكراء ضمن سلسلة لا تنقطع عالميا، من استهداف مساجد المسلمين ومقدساتهم وشعائرهم ، دون ما لغيرهم من معابد في شتى بقاع الدنيا ؛ ويجري هذا في ظل تخاذل موجع من العرب والمسلمين كافة إلا من رحم الله، وفي وسط تآمر دولي وصمت عالمي مريب !
وإزاء هذا الأذى المتواصل والكيد الممنهج لأهل الإسلام في عقائدهم وشرائعهم ومشاعرهم ؛ فإن رابطة علماء المسلمين تريد أن تضع امام المسلمين الحقائق التالية :
· أن تلك الجرائم التي تتواصل في حق أقدس مقدساتنا ؛ لا نرى من يجرؤ على مثلها ضد صومعة ولا كنيسة ولاكنيس ولا معبد وثني، دون ان تواجه برد أو ردع أو عقاب ، فضلا عن الاستنكار والشجب من المؤسسات والهيئات والمنظمات في العالم كله !
· أن الهدف الخبيث وراء هذا الاقتحام إنما هو محاولة لتنفيذ مخطط صهيوني يسعى منذ زمان لسلب المسلمين حقهم المشروع الأصيل في أرض المسجد الأقصى الذي أسري بنبيهم صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إليه، وإحلال طقوس اليهود الدينية فيه تمهيداً لإقامة هيكلهم الثالث المزعوم.
· أن محاولات الاقتحام هذه ؛ ما كانت لتحدث لولا تهافت دعاة التطبيع ومسارعتهم لإرضاء اليهود وإعطائهم عهود الأمان والاطمئنان بعد الاعتراف بشرعية كيانهم الغاصب لأرض بيت المقدس كلها، ومدينة القدس في مقدمتها، حيث يعدونها بقسميها الشرقي والغربي عاصمة موحدة ابدية للدولة اليهودية .
· إن جرائم الاقتحام المتكرة للمسجد الأقصى تأتي ضمن خطوات المخطط المرسوم سلفا لاستكمال جوهر المشروع الصهيوني، وهو إقامة دولة ( إسرائيل الكبرى)، وهو ما تطور منذ سنوات قليلة إلى مشروع لدولة الشرق اوسطية الفيدرالية تحت الشعار المستعار المسمى بديانة الاخوة الإبراهيمية.
وعليه: فإن رابطة علماء المسلمين تدعو المنتمين لهذا الدين جميعاً أن يتداركوا ثاني مسجد بناه إبراهيم عليه السلام لإقامة ملة التوحيد، ويعملوا بكل سبيل مشروع لاستنقاذه قبل ان يهدم ثم يتحول إلى معبد طقسي للصهيونيتين ،؛ اليهودية والنصرانية، تذبح فيه قرابين الشرك والخرافة على ماينادي به اليوم احبارهم ورهبانهم .
وتؤكد رابطة علماء المسلمين على ان الدفاع عن مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم بكل ما أوتينا من قوة من أوجب الواجبات علينا جميعًا حكَّامًا ومحكومين بل هو واجب العصر ،الذي يتوجب عليهم أن يتداعوا إليه لردِّ عدوان المعتدين ونصرة إخوانهم المرابطين من أهل فلسطين
، مستعينين بالله وداعين أن يلهم جميع الامة أْمرًا رشيدًا، يعِزُ فيه أولياءه، ويذل أعداءه، ويجمع عموم المصلين في ساحات المسجد الأقصى منصورين مجبورين
اللهم آمين
صادر عن
الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
الأحد 16 / رمضان / 1443هـ
الموافق 17 / ابريل / 2022م