الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وبعد …
لقد تابعت رابطة علماء المسلمين قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، والذي أعلنه في خطابه مساء الأربعاء 2017/12/6 . بخصوص نقل سفارة بلده إلى القدس ، والاعتراف بالقدس الشريف عاصمة أبدية لما يسمى بدولة إسرائيل ، في انتهاك واستهتار صارخ للقوانين والمواثيق الدولية ، وتعد سافر على أرض فلسطين والشعب الفلسطيني ، والأمة الإسلامية كلها .
وترى الرابطة أن هذا القرار الباطل سيكون له آثاره السلبية ، وانعكاساته الخطيرة على أرض الواقع ، لما للقدس من مكانة وأهمية دينية ، وتاريخية ، لدى الأمة الإسلامية .
والرابطة إذ تؤمن ببطلان هذا القرار وترفض تنفيذه ؛ فإنها تؤكد بهذا الصدد على ما يلي :
أولا : إن للمسجد الأقصى المبارك مكانةً عظيمةً عند المسلمين جميعاً ، وقد ذكر في القرآن الكريم ، والسنة النبوية ، فضله ، ومكانته ، ومنزلته ، فمن ذلك قوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقصى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ ءَايَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) . وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” لا تُشدُ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ، ومسجد الرسول ، والمسجد الأقصى ” متفق عليه .
ثانيا : إن القدس أرض محتلة من قبل الصهاينة الغاصبين ، وهي أرض إسلامية وعربية ، و عاصمة أبدية لدولة فلسطين .
ثالثاً : على حكام العرب والمسلمين تحمل مسؤوليتهم التأريخية إزاء هذا الحدث ، وتوظيف أدوات فاعلة وحقيقية للضغط على الإدارة الأمريكية للعدول عن هذا القرار ، ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني بمختلف أشكاله وصوره .
رابعاً : تحث الرابطة الشعوب العربية والإسلامية على الانتصار للقدس ، وتدعوها إلى النّزول إلى الساحات والميادين بمسيرات و فعاليات جماهيرية رفضاً لتنفيذ هذا القرار.
خامساً : ندعو علماء ودعاة الأمة للقيام بواجبهم نحو أمتهم ومقدساتهم ،وبيان أهمية ومنزلة ومكانة القدس والأقصى الدينية والتأريخية، ونحث خطباء المساجد في العالمين العربي والإسلامي على تخصيص خطبة الجمعة المقبلة للحديث عن القدس ، وتداعيات تنفيذ هذا القرار ، وبيان ما يجب على الأمة شعوباً وحكاماً من خطوات عملية فاعلة لاسقاطه .
سادساً : ندعو المؤسسات والجهات القانونية والحقوقية ، للقيام بواجبها تجاه قضية القدس .
سابعا : ندعو الأحزاب والبرلمانات العربية للقيام بواجبهم تجاه قضية القدس ، والتصدي لهذا المشروع الصهيوني الظالم .
ثامناً : ندعو الشعب الفلسطيني بكل فصائله وأفراده ومؤسساته للتوحد ، ودرء الانفصال والانشقاق ، والاختلاف والتنازع ، وجمع الصف ، لنصرة قضيتهم وتحرير أرضهم ، قال الله تعالى : ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) فاتحادكم قوة ، واختلافكم ضعف وهوان وذلة .
تاسعاً : على وسائل الإعلام نصرة قضية القدس ، وإظهارها وكشف مخططات وممارسات أعداء الأمة اتجاه فلسطين والقدس .
نسأل الله العلي الأعلى أن ينصر دينه ، ويعز عباده ، ويهلك أعداءه، والحمد لله رب العالمين .
الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين .
بيان صادر عن
الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
الخميس 19 / ربيع الأول / 1439هـ
7 / ديسمبر / 2017م
(المصدر: رابطة علماء المسلمين)