بيان رابطة علماء المسلمين الدفاع عن المسلمات في الهند
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد،
فإن رابطة علماء المسلمين تراقب عن كثبٍ ما يدور في كثير من بلدان العالم ظاهرة تزايد صور العداء المتنامي للإسلام، وشعائر الإسلام، وللمسلمين، بل إن بعض الدول تفتعل القضايا تلو القضايا في التضييق على المسلمين واستهداف شعائر الإسلام ومظاهره.
ومن شعائر الإسلام ومظاهره التي نالت حظًّا وافرًا من التشويه والاعتداء السافر شعيرة حجاب؛ من مهاجمة المسلمات المحجبات في الشوارع ونزع حجابهنَّ، ومنعهنَّ من دخول المدارس والجامعات في دول أخرى.
ولم يعد الأمر قاصرًا على ممارسات أفراد أو مؤسسات بل امتد العدوان الأثيم إلى كثير من الدول والحكومات التي شرعت في سنِّ قوانينَ وتشريعاتٍ لمنع الحجاب!
والعجيب أن المستهدفات بهذه الاعتداءات هنَّ المسلمات المحجبات وحدهنَّ؛ بينما الراهبات النصرانيات يُحترمنَ ويُقدَّرنَ ولا يجرء أحد على التعرض لهنَّ بأي سوء!
وأعجب من هذا ذلك التجاهلُ المريب والصمت الرهيب من الحكومات والدول والمؤسسات والهيئات الإسلامية!
ومِن آخر هذه الحوادث ما تتعرض له المسلمات في الهند من منعهن من دخول المدارس والجامعات بالحجاب، ومن اعتداء الهندوس عليهن في الشوارع ونزع حجابهن بالقوة، ورمي القاذورات عليهنَّ وسط تقاعس بل وتواطؤ رجال الأمن والشرطة.
وإن رابطة علماء المسلمين إزاء هذه الاعتداءات المتكررة على المسلمين والمسلمات في الهند، وانطلاقًا من قوله تعالى: {وَالمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة: 71]، وقوله سبحانه: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال: 72] -انطلاقًا من ذلك كله؛ فإنها تدعو المسلمين جميعًا إلى اتخاذ مواقف عملية جادة في نصرة إخوانهم وأخواتهم في هذه البلاد الجائرة؛ كلٌّ بحسبه. وقد قال صلى الله عليه وسلم: «المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ الله فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ الله عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ…» [رواه البخاري] وسبل النصرة والدعم كثيرة ومتنوعة، ومنها:
1)الاستنكار والتظاهر أمام سفارات الهند في مختلف الدول.
2)دعوة التجار والشركات في بلاد المسلمين عامّة ودول الخليج خاصة إلى ترك استجلاب العمالة الهندوسية، ومراجعة أوضاع من لديهم من عمال هندوس ثبت تورطهم أو مدنهم في حملات استهداف المسلمين.
3)استثمار وسائل التواصل الاجتماعي في بيان قضية المسلمات وتوعية المسلمين بما يدور في العالم من محاربة لهذا الدين وللمسلمين، وتوحيد الكتابة في ذلك على وسم #الهند_تمنع_الحجاب، مع نشر المقاطع الدالة على اعتداء الهندوس على المسلمات.
4)تبني قضية الدفاع عن المسلمات في الهند عبر وسائل الإعلام المختلفة وخاصة القنوات الفضائية، وعقد اللقاءات الحوارية مع العلماء، والحقوقيين، والمسؤولين من مختلف الدول، وتحريك الرأي العام لوقف مثل هذه الاعتداءات، ولردع الدول الأخرى من التفكير في مثل هذه الأعمال.
5)دعم المدارس والجامعات الخاصة بالمسلمين في الهند، لتوفير جو آمن للطالبات بين إخوانهم المسلمين.
6)الوقوف مع علماء المسلمين في الهند ودعمهم وتأييدهم، وتعريف المسلمين بهم، وحثهم على استمرار مناصرة المسلمات والدفاع عن حقوقهن.
7)ترجمة كل ما يكتب في الدفاع عن المسلمات إلى اللغات المحلية في الهند، وإلى اللغة الإنجليزية، وإعادة نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتعلم المسلمات أن وراءهن من يدافع عن قضاياهن.
8)استثمار الخطباء والكتاب لهذا الحدث في التذكير بأهمية التمسك بالحجاب وإظهار شعار الإسلام، وحث المسلمات على العودة إلى دينهم، وخاصة في البلاد العربية التي انتشر فيها التبرج والعري والأفعال المخالفة لشرع الله المطهر.
9)عقد اللقاءات بين العلماء والمربين والخطباء والدعاة للتفكر في حلول عملية لتغيير واقع أمة الإسلام، ولنصرة قضايا المسلمين، وعدم الاكتفاء بإخراج البيانات والخطب الرنانة.
10) الدعاء والابتهال إلى الله أن ينصر من ينصر دينه، وأن يخذل كلَّ من يحارب دينه، وأن يثبت المسلمات على الحقِّ، وأن يُبرم لهذا الأمة أمرًا رشدًا، يُعزُّ فيه أهل الطاعة، ويُذلُّ فيه أهل الكفر والفسوق والعصيان.
نسأل الله عز وجل أن يوفقنا جميعا لنصرة دينه، وأن يثبت أخواتنا في الهند وفي كل مكان على هذا الدِّين، وأن يردَّ كيد الكائدين في نحورهم، وأن ينصرنا على القوم الكافرين.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
بيان صادر عن الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
الثلاثاء 14/رجب/1443هـ
15/فبراير/2022م
