بيان حول العدوان الصّهيونيّ الهمجي على قطاع غزّة
بسم الله الرحمن الرحيم
(انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)
التوبة: 41
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدّين وبعد:
فقد شنّ العدوّ الصّهيونيّ عدوانًا همجيًّا جديدًا على غزّة العزّة، فارتكب المجازر ودمّر المباني وروع الآمنين مع إطلالة شهر رمضان المبارك، وإنَّنا في هيئة علماء فلسطين في الخارج إزاء هذا العدوان الإجراميّ نؤكّد على الآتي:
أولا: تؤكّد الهيئة بأنَّ ردّ هذا العدوان واجب شرعيّ على كلّ قادر على القيام بما يردّ به العدوان من فعل ومال وقول وجهد، قال تعالى: ” قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ” التوبة:14
ثانيا: إنَّ أهل غزّة اليوم يمثّلون اليوم رأس الحربة في مواجهة المشروع الصّهيونيّ وصفقة القرن وهم الطائفة الثابتة المنصورة التي قال فيها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلاّ ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ”ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس”
فالواجب على المسلمين كافة الالتفاف حولها والذود عنها وعدم إسلامها وخذلانها ودعمها بكل الوسائل المتاحة؛ لتكون عنوان الصمود والنصر المبين بإذن الله تعالى.
ثالثًا: إنَّ أبطال غزّة ما زالوا يسطرون أروع ملاحم البطولة والفخار، ولئن كان أهلنا في غزّة يألمون فإنّ عدوّنا يألم بأشدّ ممّا يألم أهلنا، وأهلنا يرجون من الله ما لا يرتجيه العدوّ الجبان، وهذا ممّا يزيد في العزيمة والإصرار فقد ولى الزمان الذي كان شعبنا يتألم فيه وعدونا هانئ مسرور مرتاح، قال تعالى: “وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا” النساء: 104
رابعًا: تدعو الهيئة علماء الأمّة على اختلاف مؤسساتهم لا سيما الاتحاد العالميّ لعلماء المسلمين إلى التّحرّك العاجل من خلال تشكيل وفود من علماء الأمة تزور البلاد المختلفة للقاء المسؤولين والعلماء وتحميلهم مسؤوليّاتهم، وحشد الطاقات واستنفار الجهود لدعم المجاهدين ووقف العدوان بكلّ الوسائل الممكنة
خامسًا : إن الأمّة الإسلاميّة اليوم رغم ما بها من جراح نازفة تتحمل مسؤولية عظمى في دعم أهلنا في غزة من مجاهدين ومدنيين على حد سواء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن أخلف غازيا في أهله بخير فقد غزا” وأما التكالب العالميّ على أهلنا والسياسات الإجرامية في منع وصول الرّفد إليهم تجعل الجهاد بالمال أشد توكيدا من أي زمن مضى.
سادساً: نحيّي أهلنا الثابتين الصّامدين في غزّة العزّة، ومجاهدينا الأبطال القابضين على الزّناد، المتربصين بالصّهاينة وعملائهم، الذائدين عن كرامة الأمة كلّها، والصّابرين على لأواء الطريق، وتقبّل الله شهداءنا الأبرار وشفى الجرحى، وما هو إلّا الفجر بعد هذا الليل، وما هو إلّا النّصر بإذن الله تعالى.
هيئة علماء فلسطين في الخارج
30/شعبان/1440
الموافق 5/5/2019م