بيان حول الاقتحام الصّهيوني المزمع للمسجد الأقصى في يوم التروية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين؛ وبعد:
فإنّ هيئة علماء فلسطين تتابع ببالغ الغضب ما تزمع المجموعات الصّهيونيّة القيام به من اقتحامٍ حاشدٍ للمسجد الأقصى المبارك فيما يسمّى “ذكرى خراب الهيكل” وذلك في “يوم التروية” الثّامن من شهر ذي الحجة من عام 1442هـ الموافق ليوم الأحد الثامن عشر من شهر تموز “يوليو” عام 2021م
وأمام هذا العدوان الخطير المتجدّد فإنّ هيئة علماء فلسطين تؤكّد على الآتي:
أولًا: يحاول الصّهاينة في هذا الاقتحام المتوقّع تعويض فشلهم الذّريع في اقتحام الثّامن والعشرين من شهر رمضان الماضي وسيعمدون إلى محاولة الاقتحام بأعدادٍ كبيرة وإقامة طقوسهم في باحات الأقصى المبارك لإثبات سيادتهم المزعومة عليه، وهذا يؤكّد أنّ هذا الحدث ليس عابرًا بل هو مفصليّ وخطيرٌ يوجب على الأمّة أن تتحرّك بطاقاتِها المختلفة لإفشالِه.
ثانيًا: إنّ التّجارب المتعدّدة أثبتت أنّ الاعتكاف في الأقصى المبارك والمرابطة فيه هي من أنجع السبل والآليّات لإفشال هذا النّوع من الاقتحامات، ومن هنا تدعو هيئة علماء فلسطين أهلنا في القدس وفي الأراضي المحتلّة عام 1948م وفي الضّفة الغربيّة للزّحف الكثيف للاعتكاف في الأقصى المبارك ابتداءً من يوم السّابع من ذي الحجّة إلى مساء يوم عرفة التّاسع من ذي الحجّة، وهذا الاعتكاف من أعظم أنواع الاعتكاف فهو اعتكافٌ ورباطٌ ومراغمةٌ للعدوّ وإغاظةٌ له وإفشالٌ لكيده ومكره، وهو من النّفير الواجب على كلّ قادرٍ مستطيع، قال تعالى: {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} التّوبة: 41
وقال تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} التوبة: 120
ثالثًا: تدعو الهيئة أهلنا في الضّفة الغربيّة إلى إشعال الأرض لهيبًا تحت أقدام الصّهاينة المغتصبين والخروج في مظاهراتٍ حاشدةٍ تنديدًا واستنكارًا لهذه الجريمة المزمعة من قطعان المستوطنين بحماية القوات الصّهيونيّة، وإنّ هذا من أعظم ضروب الجهاد ذودًا عن مسرى النبيّ صلى الله عليه وسلّم ودفاعًا عن حرمة الدّين التي يصرّ الصّهاينة على انتهاكها جهارًا نهارًا بلا رادعٍ، ولن يردعهم إلّا قوّة أهلنا الأبطال وانتفاضهم في وجه هذه العربدة الصّهيونيّة. قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ ۚ نِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ} الأنفال: 39-40
رابعًا: تدعو الهيئة الفصائل الفلسطينيّة إلى التّداعي العاجل لبحث آليّات المواجهة اللازمة وسبل ردع الصّهاينة عن تماديهم في العدوان على مسرى النبيّ صلى الله عليه وسلّم، وتوحيد صفّهم في هذه المعركة التي تتوحّد عليها الأمّة قاطبة؛ معركة القدس والمسرى.
خامسًا: تدعو الهيئة علماء الأمّة إلى استنفار جهودهم والعمل الحثيث في الأيّام القادمة على حشد طاقات الأمّة في مواجهة العدوان المزمع، وإسناد أهلنا في القدس والأقصى معنويًا وماديًا من خلال المواقف المؤثّرة والبيانات الفاعلة واللقاءات التي تثمر إجراءات عملية تخاطب أهلنا في فلسطين من جهة، وأبناء أمتنا الإسلاميّة من جهة ثانية، قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} التوبة: 105
سادسًا: تدعو الهيئة أبناء أمتنا الإسلاميّة بشرائحها المختلفة إلى استنفار جهودها في المجالات كافّة _في الساحات والميادين وفي وسائل الإعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعيّ وغيرها_ لدعم ومساندة أهلنا المرابطين في الأقصى ومجابهة هذا الاقتحام المزمع والعمل على إفشاله.
والله غالبٌ على أمره، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون
هيئة علماء فلسطين
2/ذو الحجة/1442هـ
12/7/2021م
المصدر: هيئة علماء فلسطين في الخارج