بيان بخصوص اختطاف هيئة الشؤون الاجتماعية “السوسيال” في السويد لأطفال المسلمين

بيان بخصوص اختطاف هيئة الشؤون الاجتماعية السوسيال في السويد لأطفال المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد…

فإنَّ مِنْ أعظم واجباتِ المسلمين تجاه إخوانهم نصرتَهم وإعانتَهم ودفعَ الضرر عنهم

قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) التوبة:٧١.

وقال تعالى: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) الأنفال  ٧٢، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلِمُه” رواه البخاري
وفي رواية مسلم والترمذي: “ولا يخذله”.

نتابع في  (منتدى العلماء) ببالغ الأسى والحزن – خبر قيام السلطات السويدية ، انتزاع أطفال المسلمين، ونستنكر ما وصلت إليه حالة حقوق الإنسان في الأمة من إهدار، وإن منتدى العلماء وهو يتابع هذه الحادثة المؤسفة – يؤكد على ما يلي:

أولاً:  إنّ ما تتذرع به دولة السويد من قوانين ضد ما تسميه “التعنيف وانتهاك حقوق الطفل” لا يُنَزَّل سوى على الآباء المخمورين ومتعاطي المخدرات والمرضى النفسيين؛  أو الحالات الشاذة غير السوية، وهم قلة قليلة، لكنه لا يصح عقلاً ولا شرعاً ولا في العُرفِ السليم أن يُنزَّل على الأُسر التي تُعلم أبناءها الشرف والأخلاق، وتُربيهم على مبادئ دينهم الحنيف.

ثم إن قبول شكوى الطفل من والديه مطلقاً بمجرد غَضْبَهٍ من عدم تحقق مطالبه؛ يجب أن يُنظر فيها بالعدل والتحري، ولا يصح أن يُقبل قوله مطلقاً نظراً لقصوره.

ثانياً: نعلن  في منتدى العلماء  تضامننا  مع أسر الضحايا ورفضنا التام لهذه الممارسات غير المشروعة، والتي تنافي الأخلاق الإنسانية والمبادئ الدينية والقوانيين الدولية.

ثالثاً: يطالب منتدى العلماء  السلطات  السويدية بسرعة إطلاق سراح الأطفال المختطفين وإعادتهم إلى أحضان أمهاتهم وآبائهم، ووقف تلك الممارسات اللّا إنسانية ضدَّ الغُرباء الضعاف الذين هربوا من لظى الحرب وقسوة الشتات والحرمان إلى حيثُ ظنوا أنهم سيجدون عوضاً جميلاً في حياتهم ومعاشهم ومستقبل أطفالهم.

رابعاً: يطالب منتدى العلماء  المنظماتِ الحقوقيةَ وعلى رأسها منظّمة التعاون الإسلامي والمنظمة العربية لحقوق الإنسان وكل منظمات حقوق الإنسان في العالم “أن تقوم بدورها تجاه ما يتعرض له المهاجرون المسلمون من ظلم واضطهاد في السويد.

خامساً: ندعو علماء الأمة ودعاتها لمناصرة إخوانهم المظلومين والتنديد بهذه القضية والتفاعل معها  والقيام بواجبهم الشرعي في مساندة ودعم أسر المختطفين وإشعارهم  بأن المسلمين جميعًا معهم في محنتهم، نشاركهم مشاعرهم ونتعاطف معهم، فإنَّ من أعظم حقوق المسلم على المسلم نصرته وألاَّ يتركه مع من يؤذيه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم، لا يظْلَمهُ ولا يُسْلِمَهُ، ومن كان في حاجةِ أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربةً، فرَّج الله عنه كربةً من كُرَبِ يوم القيامة، ومن سترَ مسلمًا سترَهُ الله يومَ القيامة “.أخرجه مسلم،  كما ندعوا عموم أبناء الأمة الإسلاميّة وأحرار العالم إلى إعلان تضامنهم ومناصرتهم بالأشكال والوسائل المختلفة لقضية  خطف الأطفال.

سادساً: ندعو وسائل الإعلام العربيةَ والإسلاميةَ والحرة العالمية والدوليةَ بتناول قضية  الاختطاف – إعلاميًا لتشكيل رأي عامٍّ ضاغطٍ من أجل  تغطية هذه القضية.

سابعاً: يُحيي  منتدى العلماء ويثمن دور المؤسسات والمنظمات والنقابات والأفراد في السويد وغيرها  الذين يتضامنون مع أسر الأطفال  المظلومين  وقضيتهم العادلة، ويدعوا المؤسسات والمنظمات المدنية والحقوقية والاستمرار في الضغط بكافة الوسائل المشروعة حتى يتم إعادة الأطفال إلى أسرهم.

وفي الختام نسأل الله تعالى أن يعجل للأمة الإسلامية  بالفرج وأن يرد الأولاد إلى أهليهم سالمين، كما نسأله تعالى أن يعز الإسلام والمسلمين ويبرم لأمتنا أمر رشد يُعِزُّ فيه الصالحين، ويمكن فيه للصادقين، إنه سميع قريب.

منتدى العلماء

حرر في: 17من رجب سنة 1443 للهجرة

الموافق  18 من فبراير  2022 للميلاد