بسم الله الرحمن الرحيم
بيان الموقف الشرعي من إقامة معرض للملابس الخليعة في بلاد الحرمين
الحمد لله القائل: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾، [النور: الآية 30] والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: (لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد). أخرجه مسلم، وبعد فإن الله عز وجل نص في كثير من آيات القرآن على التعامل بحذر ما بين الرجل والمرأة الأجنبية، فقال مخاطبا المؤمنين: ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ﴾ [الأحزاب: 53]، وقال مخاطباً المؤمنات: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِى فِى قَلْبِهِۦ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾ [الأحزاب: 32]، وغير ذلك من النصوص التي وضعت معالم واضحة للتعامل مع النساء حفاظاً على مقصد من مقاصد الشريعة الغراء ألا وهو حفظ العرض، وإننا في منتدى العلماء قد سمعنا بإقامة معرض لأزياء خليعة في بلاد الحرمين، وقريبا من بيت الله الحرام، غير مكترث صاحب هذه الفعلة القبيحة بقدسية المكان، ولا مشاعر المسلمين الذين ينظرون إلى هذه البلاد على أنها منطلق الوحي ومهبط الرسالة، وإننا إذ سمعنا بهذا الفعل القبيح نؤكد ما يلي:
أولاً: نذكر المسلمين في هذا البلد الغيور بما أوجبه الله عليهم من غض البصر وحفظ الفروج، وأن ذلك خير لهم وأزكى من الانحدار في هذا الانحطاط الذي يريده لهم هذا النظام، الذي يعمل بكل ما أوتي من قوة وجهد على ترسيخ الانحلال ومحاربة الفضيلة.
ثانياً: نؤكد أن هذه الأفعال تعد من إشاعة الفاحشة بين المسلمين التي توعد الله أهلها بعذاب أليم، فقال: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ ۚ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19].
ثالثاً: نذكر علماء هذا البلد بما أوجب الله عليهم، من واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾، وهذا في حق عامة المسلمين وهو في حق علمائهم أوجب.
رابعاً: ندعو جميع المسلمين في البلد وغيره إلى مقاطعة هذه الأفعال السيئة، ونحذر القائمين على المناشط من غضب الله ونذكرهم بقوله تعالى: ﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍۢ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ﴾ [النحل: 112]، والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.