«بهاراتيا جاناتا» حزب سياسي بأفكار ومعتقدات قومية هندوسية متعصبة
تأسس حزب «بهاراتيا جاناتا» ويعني «حزب الشعب الهندي» عام 1980، بأفكار ومعتقدات قومية هندوسية متعصبة،
وهو الحزب الحاكم الحالي لجمهورية الهند. وأحد الحزبين السياسيين الرئيسيين في الهند إلى جانب المؤتمر الوطني الهندي.
بحلول عام 2019، كان الحزب أكبر الأحزاب السياسية في البلاد من ناحية التمثيل في البرلمان الوطني ومجالس الدولة،
والحزب السياسي الأكبر في العالم من ناحية العضوية الأساسية.
حزب «بهاراتيا جاناتا» هو حزب يميني، وعكست سياساته تاريخيًا موقفًا قوميًا هندوسيًا.
يمتلك الحزب صلاتٍ أيديولوجية وتنظيمية مع «راشتريا سوايامسيفاك سانغ» الذي يفوقه قِدمًا بكثير.
تعود جذور حزب «بهاراتيا جاناتا» إلى حزب باراتيا جانا سانغ، الذي تشكل في عام 1951 من قبل سياما براساد موخيرجي.
بعد فرض حالة الطوارئ في عام 1977، اندمج حزب جانا سانغ مع عدة أحزاب أخرى ليشكلوا حزب جاناتا،
الذي هزم حزب المؤتمر الذي تعيّن عليه هزيمته في الانتخابات العامة لعام 1977.
بعد ثلاث سنوات في السلطة، انحل حزب جاناتا في عام 1980 واجتمع الأعضاء السابقون لجانا سانغ لتشكيل حزب «بهاراتيا جاناتا».
على الرغم من عدم تحقيقه لنجاح في البداية، إذ فاز بمقعدين فقط في الانتخابات العامة لعام 1984، ازدادت قوته على خلفية حركة «رام جانمابومي».
بعد الانتصارات في العديد من انتخابات الولايات والأداء الأفضل في الانتخابات الوطنية،
أصبح حزب «بهاراتيا جاناتا» أكبر حزب في البرلمان في عام 1996،
ومع ذلك كان يفتقر إلى غالبية في المجلس الأدنى للبرلمان، واستمرت حكومته 13 يومًا فقط.
بعد الانتخابات العامة لعام 1998،
شكل الائتلاف الذي تزعّمه حزب «بهاراتيا جاناتا» والذي عُرف بالتحالف الوطني الديمقراطي تحت قيادة رئيس الوزراء «أتال بيهاري فيجبايي» حكومةً استمرت لعام واحد.
في أعقاب انتخاباتٍ جديدة استمرت حكومة التحالف الوطني الديمقراطي، برئاسة «فاجبايي» مرةً أخرى، على رأس عملها لولاية كاملة،
وكانت أول حكومة غير تابعة للمؤتمر الوطني الهندي تقوم بذلك.
في الانتخابات العامة لعام 2004،
تلقّى التحالف الوطني الديمقراطي هزيمةً غير متوقعة، وكان حزب «بهاراتيا جاناتا» حزب المعارضة الرئيسي في السنوات العشر التالية.
قاد رئيس وزراء ولاية كجرات لمدة طويلة ناريندرا مودي ولايته إلى انتصار كاسح في الانتخابات العامة لعام 2014.
منذ تلك الانتخابات، قاد مودي حكومة التحالف الوطني الديمقراطي كرئيس للوزراء واعتبارًا من فبراير 2019 حكم التحالف 18 ولاية.
الأيديولوجيا الرسمية الخاصة بحزب بهاراتيا جاناتا هي النزعة الإنسانية المتكاملة، التي كان ديندايال أباديايا أول من صاغها في عام 1965.
أعرب الحزب عن التزامه بهيندوتفا، وعكست سياساته تاريخيًا مواقف قومية هندوسية.
نادى حزب «بهاراتيا جاناتا» بالنزعة الاجتماعية المحافظة وبسياسة خارجية تمحورت حول مبادئ قومية.
اشتملت قضاياه الرئيسية على إلغاء الوضع الخاص لإقليمي جامو وكشمير وبناء معبد رام في أيوديا وتطبيق قانون مدني موحَّد.
ومع ذلك، لم تتابع حكومة التحالف الوطني الديمقراطي 1998-2004 أيًا من هذه القضايا المثيرة للجدل.
وركّزت بدلًا من ذلك على سياسة اقتصادية ليبرالية إلى حد كبير منحت الأولوية للعولمة والنمو الاقتصادي على حساب الرعاية الاجتماعية.
ومنذ صعوده ناهض الأقليات المسلمة في البلاد، ومارس سياسات عنصرية بحقها.
في عام 1986، بدأ حزب «بهاراتيا جاناتا» يحقق صعودا ملحوظا في الانتخابات،
ونجح في نشر أجنحته عبر أطراف الهند،
وفي عام 2014 اكتسح الانتخابات التشريعية التي شارك فيها قرابة 845 مليون ناخب، حيث فاز في 274 دائرة من إجمالي 543.
وفي 20 أبريل/ نيسان 2015، أعلن قادة الحزب أنه
«أصبح الحزب السياسي الأكبر في العالم، إذ تجاوز عدد أعضائه 100 مليون بعد حملة تسجيل استمرت 6 أشهر».
وفي 24 مايو/آيار 2019،
وبعد انتخابات تشريعية، شهدت منافسة شرسة غير مسبوقة، امتدت لسبع مراحل كاملة،
حقق حزب «بهاراتيا جاناتا» الحاكم انتصارا تاريخيا، عزز سيطرة التيار القومي على النظام السياسي في الهند.
من أبرز الأدوات التي اعتمد عليها «بهاراتيا جاناتا» في حشد أصوات الناخبين الهندوس،
تركيزه على تعرض الهندوس للتهميش والاستبعاد من دوائر صنع القرار على مدار عقود من سيطرة حزب المؤتمر الوطني،
موجها إليه اتهامات بأنه يميل لمهادنة المسلمين على حساب المعتقدات الهندوسية.
كما ربط صناع الدعاية الانتخابية بين التصويت للحزب وحماية المعتقدات الهندوسية،
وارتبط ذلك بتأسيس أكثر من 45 ألف فرع لمنظمة «راشتريا سوايامسيفيك سانج» اليمينية الهندوسية المتطرفة،
التي انتشرت في مختلف الولايات لحشد الناخبين الهندوس للتصويت لصالح الحزب.
«الهند للهندوس»!!
بعد وصول حزب «بهاراتيا جاناتا» للسلطة، وتحديدا في 20 ديسمبر 2014،
تم توجيه اتهام إلى مجموعة متشددة مرتبطة بالحزب الحاكم بأنها حولت بشكل قسري إلى الهندوسية نحو 50 أسرة مسلمة في مدينة أغرا، مستغلة الفقر المدقع لهذه الأسر.
وناقشت المعارضة داخل البرلمان الهندي آنذاك، أن هذه المجموعات تحاول الترويج لخطة؛
تهدف إلى هيمنة الهندوس من خلال استمالة مسلمين ومسيحيين للتحول إلى الهندوسية، رافعين شعار «الهند بأكملها أرض للهندوس».
وفي 24 سبتمبر/ أيلول 2017، نشرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية على موقعها الإلكتروني مقطعا مصورا لسياسية هندية رفيعة المستوى تصفع شابة على وجهها لعلاقتها مع شاب مسلم.
كانت هذه السياسية هي «سانجيتا فارشنى»، زعيمة الجناح النسائي في حزب «بهاراتيا جاناتا»،
حيث صفعت شابة تبلغ من العمر 18 عاما وهي تصرخ بها قائلة:
«أليس لديك أي خجل، هل تعتقدي أنك كبرتي؟ لا يمكنك حتى أن تعرفي من هو الهندوسي ومن هو المسلم؟».
وعبرت هذه الحادثة عن حجم العقيدة المتطرفة التي يحملها قادة الحزب تجاه المسلمين، حتى في أدق الأمور الحياتية الدارجة.
المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية