بناء الدولة المدنية بعد وفاة الرسول الكريم ﷺ.. “حادثة السقيفة”
بقلم د. علي الصلابي
من الثابت تاريخياً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُعين للمسلمين من يقوم بأمر الدولة الإسلامية بعد وفاته، بل لم يحدد الطريقة التي تتبع في اختيار الحاكم بعده، وإنما أوضح القواعد العامة التي يجب أن يراعيها الحاكم في سيرته في الناس، ويبين بسيرته وأقواله المثل العليا التي يجب التمسك بها، والمحافظة عليها من جانب الحاكم والمحكومين على السواء، وأعطى الإسلام فرصة للاجتهاد وفق الأصول والثوابت والقيم والمبادئ، وراعى تغير الزمن والمكان، وتوالي الأجيال، وتقلبات الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وغيرها مما يتحكم في النظام السياسي ويؤثر فيه، ومن ثم ترك الرسول صلى الله عليه وسلم أمر اختيار الحاكم، ونظام الحكم للناس ليقرروا ما يناسب متطلبات الزمان والمكان والظروف المتغيرة.
لما علم الصحابة بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة في اليوم نفسه، وهو يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة، وتداولوا الأمر بينهم في اختيار من يلي الخلافة من بعده، والتف الأنصار حول زعيم الخزرج سعد بن عبادة رضي الله عنه. ولما علم المهاجرون باجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة، شعروا بخطر داهم يمكن أن يشق عصا مواطني الدولة، ويشتت جهودهم، ويمزق وحدتهم، ويهدد كيان دولتهم، وكان بإمكان المهاجرين عقد مؤتمر خاص بهم، والبحث في الموضوع وحدهم، ولكن من حنكتهم السياسية، ورجاحة عقولهم، وفطنتهم، وحكمة أبي بكر وعمر وأبي عبيدة رضي الله عنهم، حرصوا على الحضور مع إخوانهم لمواجهة الأمر بالعقل والتدبير الحسن، وهذا هو الحل المناسب للموضوع، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قلت لأبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار. ولما اقترح على المهاجرين تجاوز الأنصار قال عمر رضي الله عنه: والله لنأتينهم؛ لأن مصلحة الأمة والدولة فوق كل مصلحة، ولابد من الشورى. ولو لم يحضروا لحدث واحد من الأمرين كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلاً منهم بعدنا: فإما بايعناهم على ما نرضى، وإمّا نخالفهم فيكون فساد”.
لما بلغ خبر اجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة إلى المهاجرين، وهم مجتمعون مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه لترشيح من يتولى الخلافة، قال المهاجرون لبعضهم: انطلقوا بنا إلى إخواننا من الأنصار، فإن لهم في هذا الحق نصيباً. قال عمر رضي الله عنه: فانطلقنا نريدهم، فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلان صالحان، فذكرا ما تَمالأعليه القوم. فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ قلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار. فقالا: فلا عليكم أن لا تقربوهم، اقضوا أمركم. فقلت: والله لنأتينهم. فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا هم مجتمعون، وإذا رجل مزمِّل بين ظهرانيهم، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا سعد بن عبادة. فقلت: ما له؟ فقالوا: يُوعك. فلما جلسنا قليلاً تشهَّد خطيبهم، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام، وأنتم ـ يا معشر المهاجرين ـ رهط منَّا، وقد دفَّتْ دافة من قومكم، فإذا يريدون أن يختزلونا من أصلنا، وأن يحضنونا من الأمر. فلما سكت أردت أن أتكلم ـ وكنت قد زوّرت مقالةً أعجبتني أريد أن أقدّمها بين يدي أبي بكر ـ وكنت أداري منه بعض الحدَّة، فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر: على رسلك.
فكرهت أن أغضبه، فتكلم أبو بكر، فكان هو أحلم مني وأوقر، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بداهته مثلها، أو أفضل منها حتى سكت. فقال: ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل، ولن يُعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسباً وداراً، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، فبايعوا أيهما شئتم ـ فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا ـ فلم أكره مما قال غيرها، وكان والله أن أقدّم فتضرب عنقي لا يُقرِّبني ذلك من إثم؛ أحب إليّ من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر، اللهم إلا أن تسوِّل إليَّ نفسي عند الموت شيئاً لا أجده الآن.
فقال قائل من الأنصار: أنا جذيلها المحكّك وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير، يا معشر قريش. فكثر اللغط، وارتفعت الأصوات، حتى خشيت من الاختلاف، فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده، فبايعته، وبايعه المهاجرون، ثم بايعه الأنصار.
في رواية أحمد.. فتكلم أبو بكر رضي الله عنه فلم يترك شيئاً أنزل في الأنصار، ولا ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم من شأنهم إلا وذكره، وقال: ولقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو سلك الناس وادياً وسلكت الأنصار وادياً سلكت وادي الأنصار»، ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد: «قريش ولاة هذا الأمر» فبَرُّ الناس تبع لبرِّهم، وفاجر الناس تبع لفاجرهم، قال: فقال له سعد: صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء. كيف نقرأ تاريخياً ما حدث في سقيفة بني ساعدة؟
وهذه القناعة لم تنشأ من فراغ، ولم تكن رغبة دنيوية في الحكم، بل كان لها أسبابها، فالأنصار كفئة أساسية ومؤسسة من فئات المجتمع الإسلامي، كانوا يرون في أنفسهم أنهم مؤهلون لهذا الأمر، وكانت الدوافع خوفهم وحرصهم على الدولة الإسلامية من التفرق والتنازع، فهم يرون أنهم الأجدر لمجموعة من الأسباب، من أهمها:
أ ـ أنهم هم وليس غيرهم من مدحهم الله بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *} [الحشر:9].
ب ـ تأييدهم لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم منذ بداية الأمر، وأنَّ قادتهم ونقباءهم هم بايعوه أول مرة عند الصفا وفي بيعتي العقبة، وتضحياتهم التي لا تعد ولا تحصى من أجل الإسلام، كما أنهم كانوا أساس الإسلام ومادته، ولقد كانوا هم الأكثرية في بادئ الأمر؛ لأن المهاجرين كانوا قلة، وقد سلموا بلدهم وأرضهم لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وجعلوا أنفسهم وأولادهم وأموالهم وإمكاناتهم تحت تصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ج ـ مديح رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بشكل خاص، وفي أكثر من مناسبة، ووصيته صلى الله عليه وسلم بهم، ونذكر من ذلك وصيته صلى الله عليه وسلم بهم بقوله: «أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم».
و ـ خبرتهم وحنكتهم في أمر السياسة التي اكتسبوها من جراء ملازمتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم طيلة فترة بناء الدولة الإسلامية، فقد كانوا معه خطوة بخطوة لم يفارقوه أبداً.
استطاع أبو بكر أن يدخل في نفوس الأنصار فيقنعهم بما رآه هو الحق، من غير أن يُعرِّض المسلمين للفتنة، فأثنى على الأنصار ببيان ما جاء في فضلهم من الكتاب والسنة، وقد ذكر ابن العربي المالكي أن أبا بكر استدل على أن أمر الخلافة في قريش بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأنصار خيراً، وأن يقبلوا من محسنهم، ويتجاوزوا عن مسيئهم، ومما احتج به أبو بكر على الأنصار قوله: إن الله سمانا «الصادقين» وسمّاكم «المفلحين» إشارة إلى قوله تعالى: { لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ *وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ*} [الحشر: 8 ـ 9].
وبين الصديق في خطابه أن مؤهلات القوم الذين يرشحون للخلافة أن يكونوا من يدين لهم العرب بالسيادة، وتستقر بهم الأمور، حتى لا تحدث الفتن فيما إذا تولى غيرهم، وأبان أن العرب لا يعترفون بالسيادة إلا للمسلمين من قريش؛ لكون النبي صلى الله عليه وسلم منهم، ولما استقر في أذهان العرب من تعظيمهم واحترامهم. وبهذه الكلمات النيرة التي قالها الصديق اقتنع الأنصار بأن يكونوا وزراء معينين، وجنوداً مخلصين، كما كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وبذلك توحد صف المسلمين.
رأى أبو بكر الصديق أن يرشح كلاً من عمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجراح، فعمر من المحدثين الملهمين بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما أبو عبيدة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل أمة أمين، وأمين، هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح».
ثم برز مرشح آخر قدم نفسه، وهو من الأنصار، وهو الحباب بن المنذر رضي الله عنه، ويبدو أنه له فهم آخر، وهو من عُرف بـ(ذي الرأي)، فقدم نفسه في حملة إعلامية أمام الجميع، بأنه صاحب الرأي والمشورة، وهو الجواد والكريم، وأوضح عمر رضي الله عنه أن إقامة أميرين بمثابة: وضع قوة في مواجهة قوة أخرى، مما يفضي حتماً إلى التنازع، وقال: هيهات أن يجتمع اثنان في قرن. سيفان في غمد واحد لا يصطلحان وتوحدت وجهات النظر بعد نقاش وحوار، ووضعت الرئاسة في محلها الصحيح.
وجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قد آن الأوان لتقديم مقترح لا يختلف فيه اثنان من الصحابة، شخص له من الامتيازات والمناقب والشمائل، ما لا يعد ولا يحصى، فقدّم أبا بكر الصديق وقال له: ابسط يدك نبايعك. فلما جاء عمر وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما ليبايعا أبا بكر الصديق، سبقهم صحابي من الأنصار هو بشير بن سعد الخزرجي رضي الله عنه، وكان موقفاً نبيلاً منه، فبايعه ـ رضي الله عنه ـ المهاجرون، ثم الأنصار، وحسم الأمر لأبي بكر رضي الله عنه، وكانت هذه البيعة تمثل بيعة أهل الحل والعقد في الأمة.
وبعد أن بايع أهل الحل والعقد وأهل الشورى في الدولة أبا بكر الصديق رضي الله عنه كرئيس للدولة؛ لم يكتف عمر بن الخطاب رضي الله عنه بذلك لما يمتلك من حكمة رجل السياسة والرأي، فجمع الناس في اليوم الثاني، وأعلن البيعة لأبي بكر، ورئيساً للدولة وفق المصطلحات السياسية المعاصرة، فبايعه الناس جميعاً، ولم يتخلف إلا من كان له عذر، وهم قلة يعدون على أصابع اليد، وقد بايعوا فيما بعد.
لقد كان في أبي بكر الصديق رضي الله عنه من المواصفات ما لم تكن في غيره، بحيث اجتمعت عليه الأمة بهذا الشكل، فقد تحلى بصفات وملكات وأخلاق نادرة أهّلته لرئاسة الدولة، منها:
أ ـ امتاز بأنه ظل طوال حياته بعد الإسلام متمتعاً بثقة رسول الله صلى الله عليه وسلم به، وشهادته له، واستخلافه إياه في القيام ببعض أركان الدين الأساسية، وفي مهمات الأمور، والصحبة في مناسبات خطرة دقيقة لا يستصحب فيها الإنسان إلا من يثق به كل الثقة، ويعتمد عليه كل الاعتماد.
ب ـ تميَّز بالتماسك والصمود في وجه الأعاصير والعواصف التي تكاد تعصف بجوهر الدين ولبه، وتحبط مساعي صاحب رسالته.
ج ـ تميز في فهمه الدقيق للإسلام، ومعايشته له في حياة النبي صلى الله عليه وسلم على اختلاف أطواره وألوانه من سِلْم وحرب، وخوف وأمن، ووحدة واجتماع، وشدة ورخاء.
د ـ تميز بشدة غيرته على أصالة هذا الدين وبقائه على ما كان عليه في عهد نبيِّه غيرة أشد من غيرة الرجال على الأعراض والكرامات، والأزواج والأمهات، والبنين والبنات.
هـ ـ يكون دقيقاً كل الدقة وحريصاً أشد الحرص في تنفيذ رغبات الرسول صلى الله عليه وسلم.
و ـ كان أبو بكر من الزاهدين في متاع الدنيا والتمتع به؛ زهداً لا يُتصور فوقه إلا عند إمامه وهاديه سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم، وألا يخطر بباله تأسيس الملك والدولة وتوسيعها لصالح عشيرته وورثته، كما اعتادت ذلك الأسر الملوكية الحاكمة في أقرب الدول والحكومات من جزيرة العرب كالروم والفرس.
وقد اجتمعت هذه الصفات في سيدنا أبي بكر وغيرها، وتمثل بها في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته، واستمرت معه حتى توفاه الله تعالى، بحيث لا يسع منكر أن ينكره، أو مشكّك يشك في صحته، فقد تحقق بطريق البداهة والتواتر.
أبرز ما دار في سقيفة بني ساعدة مجموعة من المبادئ، منها: أن قيام الأمة لا تقام إلا بالاختيار، وأن البيعة هي أصل من أصول الاختيار وشرعية القيادة، وأن الخلافة لا يتولاها إلا الأصلب ديناً والأكفأ إدارة، فاختيار الخليفة رئيس الدولة وفق مقومات إسلامية، وشخصية، وأخلاقية، وأن الرئاسة لا تدخل ضمن مبدأ الوراثة النسبية أو القبلية، وأن إثارة (قريش) في سقيفة بني ساعدة باعتباره واقعاً يجب أخذه في الحسبان، ويجب اعتبار أي شيء مشابه ما لم يكن متعارضاً مع أصول الإسلام، وأن الحوار الذي دار في سقيفة بني ساعدة قام على قاعدة الأمن النفسي السائد بين المسلمين، حيث لا هرج ولا مرج، ولا تكذيب ولا مؤامرات، ولا نقض للاتفاق، ولكن تسليم للنصوص التي تحكمهم حيث المرجعية في الحوار إلى النصوص الشرعية.
————————————————————————————————————-
مراجع:
- علي محمد الصّلابي، الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبو بكر الصديق، شخصيته وعصره، دار ابن كثير، دمشق، ص 108، 132-189 – 264.
- علي محمد الصَّلابي، الإيمان بالقرآن الكريم، دار ابن كثير، دمشق، ط2، 2013م، ص 185.
- فتحية النبراوي، دراسة في عصر الخلفاء الراشدين، الرياض، 1977، ص 30.
- محمد سعيد رمضان البوطي، لا يأتيه الباطل، دار الفكر. دمشق، 2007م ص 217 -219.
- محمد سليم العوا، في النظام السياسي للدولة الإسلامية، دار الشروق، القاهرة، 2007م، ص 73.
(المصدر: مدونات الجزيرة)