بموازاة الحرب على غزة.. ماذا يفعل الاحتلال بالضفة؟
-مدير مركز “يبوس”: إسرائيل عملت على عسكرة الضفة عبر تقطيع أوصالها بحواجز عسكرية
– أستاذ علوم سياسية بجامعة الخليل: إسرائيل تعي أنه لا ضمانات لبقاء الضفة خارج المواجهة
– مدير مركز القدس للدراسات: الضفة الغربية تبدو مشتعلة رغم التضييق الإسرائيلي على الحركة
بينما تواصل إسرائيل حربها المدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، تنفذ أيضا حربا موازية في الضفة الغربية المحتلة في محاولة منها لعرقلة فتح جبهة جديدة ضدها.
خبراء سياسيون يقولون للأناضول، إن إسرائيل عملت على عسكرة الضفة الغربية، وقطعت أوصالها بحواجز عسكرية وبوابات، وشنت حملة اعتقالات طالت نحو 2520 فلسطينيا، وهاجمت بؤر المقاومة في جنين وطولكرم.
ورغم ذلك، يرى الخبراء أنه “لا ضمانات لبقاء الحال في الضفة الغربية على ما هو عليه“.
وخلال الحرب على غزة، نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية واسعة، قتل خلالها 194 فلسطينيا، غالبيتهم شمال الضفة.
عسكرة الضفة
مدير مركز “يبوس” للدراسات الاستراتيجية، سليمان بشارات، أشار إلى أن “إسرائيل عملت على عسكرة الضفة الغربية، عبر تقطيع أوصالها بالحواجز العسكرية“.
وقال للأناضول إنه “لا بد من الإشارة إلى أن حالة العمل النضالي في الضفة الغربية ينحكم لمجموعة من المتغيرات؛ في مقدمتها الإجراءات الإسرائيلية من عمليات عسكرية وإغلاقات واقتحامات وعمليات قتل“.
وأضاف: “منذ السابع من أكتوبر، هناك تصاعد كبير في هذه الممارسات الإسرائيلية التي تحول دون منح الفلسطينيين حق المشاركة بالفعاليات الجماهيرية التي تعبر عن رفضهم للحرب على غزة“.
وزاد أن “الجيش الإسرائيلي يستغل الغطاء الدولي في حربه على غزة لتنفيذ عمليات اقتحام أكثر قوة وتركيزا بالضفة، كما حدث في مخيمي جنين وطولكرم، والتي أسفرت عن استشهاد العديد من المواطنين وتدمير البنية التحتية، ما أثر أيضا على قدرة المجموعات المسلحة في الانخراط بشكل أكبر بالعمل المقاوم“.
وقال بشارات إن “هناك عملية عسكرة وإغلاق لمحافظات الضفة من خلال إقامة العشرات من الحواجز العسكرية الإسرائيلية التي بطبيعة الحال تحول دون تمكن وصول المواطنين لنقاط الاحتكاك مع جنود الاحتلال من جانب، ومن جانب آخر أيضا تشكل قطعا أمام قدرات المسلحين في استهداف العديد من المواقع العسكرية الإسرائيلية بالضفة“.
وأضاف: “هذا كله انعكس بشكل مباشر أو غير مباشر على السمة العامة للعمل النضالي بالضفة“.
ولفت بشارات إلى “غياب الحضور الفصائلي لقوى المقاومة بالضفة التي تعرضت لعملية تفكيك ما بعد الانتفاضة الثانية، وهو ما يعني ضعف الإمكانيات الحقيقية لبناء قدرات مقاومة بالضفة شبيهة بتلك الموجودة بقطاع غزة“.
لا ضمانات لعزل الضفة عن المواجهات
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوبكي، قال للأناضول إن “إسرائيل تعي أنه لا ضمانات لبقاء الضفة خارج المواجهة“.
وأضاف أن “هناك تفكير عقلاني في مجلس الحرب الإسرائيلي بشأن التعامل مع الضفة عبر بقاء السلطة ودفع أموال الضرائب للحكومة الفلسطينية“.
وأشار إلى أن “التحرك في الضفة الغربية بحاجة إلى إرادة سياسية ليكون تحركا شعبيا جماهيريا“.
وبين الشوبكي أن “السلطات الإسرائيلية اتخذت مجموعة من الإجراءات الاستثنائية في الضفة بعد 7 أكتوبر، ملخصها التضييق على حركة المواطنين وقدرتهم على التنقل عبر إغلاق البلدات والمدن بالحواجز الترابية والبوابات، ما حال دون التواصل والقدرة على ممارسة أعمال جماهيرية“.
ولفت إلى أن “الجيش الإسرائيلي نقل الحواجز نسبيا من مناطق الاحتكاك إلى داخل المدن، ليصعب وصول المسيرات إلى نقاط الاحتكاك“.
الشوبكي أوضح أيضا أن “إسرائيل تنفذ حملة اعتقالات كبيرة في الضفة الغربية لشخصيات تتوقع مساهمتهم في تحريك الشارع، أي أنها نفذت ضربات استباقية“.
الخبير الفلسطيني قال إن “إسرائيل تخشى من تحرك الشارع أكثر من العمل العسكري الفردي“.
وأشار أيضا إلى العمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل في الضفة لضرب البؤر العسكرية كما في مخيمي جنين ونور شمس، مستغلة الانشغال الدولي بالحرب على غزة.
الضفة مشتعلة
ويرى مدير مركز القدس للدراسات، أحمد رفيق عوض، أن “الضفة الغربية تبدو مشتعلة، رغم السياسات الإسرائيلية التضييقية على الحركة” داخلها.
وأضاف للأناضول: “بات الشارع الفلسطيني لا يميل إلى المشاركة في الهبات الشعبية الكبيرة، غير أن الحالة النضالية مشتعلة في عدد من العمليات التي تنفذ في الضفة“.
ولفت إلى أن “إسرائيل تمارس سياسة تظن أنها مجدية لمواجهة المقاومة في الضفة، عبر اعتقال المئات وإغلاق الشوارع والزج بالمستوطنين لمواجهة وضرب الفلسطينيين“.
المصدر: الاناضول