بمشاركة البشير والقره داغي.. علماء الأمة يعقدون مؤتمرًا عالميًا لنصرة مسلمي تركستان الشرقية
انطلقت بمدينة اسطنبول التركية، الجمعة، فعاليات “المؤتمر العالمي لنصرة قضية تركستان الشرقية”، بتنظيم جميعة علماء مسلمي تركستان الشرقية، وبمشاركة علماء ومفكرين وسياسيين وإعلاميين.
وبدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي يختتم اليوم الأحد -12 يونيو الجاري-، بالنشيد الوطني لتركستان الشرقية، ثم رفعت شعار “إلا رسول الله”، ووقف خلالها المشاركون دقيقة تعبيرًا عن رفضهم للإساءات الهندية للرسول محمد صل الله عليه وسلم.
وسلّطت الجلسة الافتتاحية، الضوء على الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها الصين بحق مسلمي تركستان الشرقية المُحتلة منذ عام 1949.
وناقشت الجلسة تاريخ تركستان الشرقية، ومعاناة شعبها من الاحتلال الصيني، وأشارت إلى الجهود التي يقوم بها علماء تركستان الشرقية في نصرة الدين وتوعية العالم بقضيتهم بالرغم مما يتعرضون له من سجن واعتقال وتعذيب.
البشير: الإيغور جسم من الأمة الإسلامية الكبرى
ودعا الدكتور عصام البشير نائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الأمة إلى الاستقامة على الدين والتوحد على الكلمة في مواجهة الأعداء والتسامي فوق الاختلاف والاجتماع على نصرة الحق.
وقال عصام البشير، إن أقلية الإيغور جسم من الأمة الإسلامية الكبرى التي توحدت على كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة وعلى توحيد المعبود ووحدة العابدين (إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) الأنبياء 92.
وأضاف البشير، مهما وقع على اخواننا في تركستان من محاولات تذويب الهُوية وهتك الأعراض وقتل الأنفس والأرواح وتشريد الناس وتهجيرهم رغم كل هذه المعاناة فلا يأس ولا إحباط ولا قنوط، فالأمة حية وقادرة أن تستأنف مسيرتها في النصرة والتدافع.
وتابع الأمة قادرة على أن تستجمع قواها مرة أخرى انطلاقاً من قوة العقيدة والإيمان وانطلاقاً من قوة الوحدة والترابط وانطلاقاً من قوة الساعد والسلاح.
وبعث البشير رسائل إلى أقلية الإيغور وأهل تركستان الشرقية، أولها: أن نصر الله لابد له من مقدمات منطقية، أن ننصر الله بالاستقامة على منهاجه وشرعه ودينه وطاعته (..إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ..) محمد 7.
وثانيها “الوحدة” بأن يكونوا على قلب رجل واحد من حيث الوحدة والمؤازرة والنصرة والتعاضد (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) الأنفال 73.
وثالثها إلى -علماء الإيغور وأهل تركستان- السمو عن الجراح والاختلاف والصراع الداخلي وأن يكونوا على مستوى التحدي والمعركة والتدافع بالوحدة والتآلف والتكاتف وحل الخلافات والترفّع عن سفاسف الأمور.
القره داغي: أقلية الإيغور مظلومة
بدوره قال الشيخ الدكتور علي القره داغي الأمين العام للاتحاد، إن مؤتمر نصرة قضية الإيغور يتعلق أبحاثه بقضية اخواننا في تركستان الشرقية الذين يعانون من ظلم كبير يشهد له الأعداء والأصدقاء جراء الجرائم الصينية بحقهم.
وأشار القره داغي، بأن الاتحاد -منذ التأسيس حتى الآن- لم ينسى قضية الإيغور وتركستان الشرقية، وهي تُعدُ جزءً أساسياً من اهتماماته من خلال الاجتماعات والمؤتمرات ولجنة الأقليات المسلمة والبيانات والتصريحات.
وأوضح فضيلته بأن الاتحاد قدم رسائل للحكومة الصينية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والحقوقية، وضح فيها فظاعة انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق مسلمي الإقليم “الإيغور”.
وتابع الأمة الإسلامية مفرقة وممزقة متنوعة في ألوانها، قسم منها في التطبيع مع الصهاينة، وقسم آخر يتجه نحو التطبيع والتكريم مع العنصريين الهندوسيين الذي يسيئون إلى الحبيب المصطفى ﷺ، وقسم آخر داخل في أحضان الغرب، وقسم آخر في أحضان الشرق، إلا من رحم ربي.
ولفت القره داغي، إلى أن الأمة الاسلامية بعمومها صاحية وقائمة بالحق إن شاء الله، وأن العلماء لن ينسوا -قضية الإيغور- ويقفون معهم بكل إمكانياتهم المتاحة بالدعاء والتضرع والدموع نصرة وعونا وسندا لقضيتهم ولقضايا الأمة.
وأكد بأن الاتحاد والعلماء يشهدون بأن قضية -الإيغور وتركستان الشرقية- حق، ويشهدون بأنهم مظلومون ظلماً شديداً في النفس بالقتل والتعذيب وفي الأعراض بمحاولة الانتهاك والاعتداء، وفي الأرض والأطفال وفي كل حياتهم.
وختم فضيلته الحديث بدعوة العلماء بالوقوف مع هذه القضية، ودعوة حكام المسلمين إلى تبني قضايا الأمة جميعها.
كما دعا منظمة التعاون الإسلامي للاهتمام بهذه القضية وقضايا الأقليات المسلمة، من خلال عقد مؤتمر يبحث قضايا الأمة والاعتداءات بصورة عامة ولا سيما ما يحدث في تركستان الشرقية وماينمار والهند وغيرها.
وحثّ فضيلته وسائل الإعلام بالوقوف مع هذه القضية وبيان حقيقتها وكشف وفضح الممارسات الإجرامية الصينية التي تُتخذ ضد الإيغور.
وكرمت جمعية علماء تركستان الشرقية فضيلة الشيخ الدكتور عصام البشير، والشيخ علي القره داغي، نظير جهودهما في مختلف القضايا الأمة، وما جسدوه من نشر الوعي والدعوة وترسيخ قيم الخير بإسهاماتهم وتوجيهاتهم.
أقلية الإيغور
وتمثل أقلية الإيغور الغالبية ضمن نحو مليون شخص أفادت تقديرات الأمم المتحدة بأنهم محتجزون في معسكرات في شينجيانغ في إطار ما تقول الحكومة المركزية إنها حملة لمكافحة الإرهاب.
وتشمل الاتهامات التي يوجهها بعض النشطاء والساسة الغربيون إلى الصين، التعذيب والعمل القسري والتعقيم.
وتنفي الحكومة الصينية الاتهامات بارتكاب انتهاكات فيما تطلق عليها مراكز التدريب المهني في الإقليم الواقع في أقصى غربي البلاد، وتقول إن المزاعم بانتهاكات جنسية ممنهجة لا أساس لها من الصحة.
المصدر: الاتحاد + الأمة + وكالات