مقالاتمقالات مختارة

بغداد ودمشق وصنعاء وسيطرة الأقليات الطائفية

بقلم سيف الهاجري

المتابع لكل ما تصرح به القوى الدولية من أمريكا إلى روسيا مرورا بأوربا بأنه لا حل عسكري في ساحات ثورة الربيع العربي والحل السياسي هو الحل الوحيد المقبول دوليا، وإذا تساءلت كيف ذلك؟ قيل لقوى الثورة ما قاله السفير الأمريكي في سوريا روبرت فورد عام 2011م للمعارضة السورية بعد قيام الثورة السورية وفقا لرواية د أحمد طعمة(نحن على استعداد للحل السياسي في سوريا ومشاركتكم في السلطة مع نظام الأسد وفق مبادئ أساسية وهي المحافظة على حدود سايكس بيكو والمحافظة على المؤسسات العسكرية والأمنية وإبعاد قوى الإسلام السياسي) هذه الخطوط والمبادئ التي تحكم موقف القوى الدولية من الثورة العربية.

فمن أهم الأدوات الوظيفية للقوى الدولية لمواجهة الثورة العربية هي الأقليات الطائفية المرتبطة بالمشروع الصفوي في بلدان الربيع العربي كما هو ظاهر وواضح من فتح الطريق لهذه الأقليات الطائفية للسيطرة على أكبر عواصم المشرق العربي بغداد ودمشق وأخيرا صنعاء لتقطع القوى الاستعمارية الطريق على وصول الثورة وقواها إلى السلطة والحكم، فهذا معناه تحرر إرادة الأمة وشعوبها من سيطرة النفوذ الأجنبي والاستبداد الداخلي وهو ما تخشاه هذه القوى الاستعمارية منذ سيطرتها على العالم العربي بعد سقوط الخلافة العثمانية.

فالحرب الإعلامية للقوى الاستعمارية والثورة المضادة على إيران ونظام الأسد والحوثي وحزب الله والحشد الشعبي الطائفي ما هي إلا حرب وهمية لذر الرماد في عيون قوى الثورة العربية وإخفاء حقيقة التفاهم بين القوى الاستعمارية والنظام العربي وإيران والأقليات الطائفية المرتبطة بها على مواجهة الثورة العربية وهذا ما كشفته أحداث السبع سنوات منذ قيام الثورة وما سيكشفه الزمن عن التفاهمات والملاحق السرية للاتفاق النووي الدولي مع إيران.

فوعي قوى الثورة بحقيقة هذه التفاهمات وأثرها على المشهد السياسي في ساحات الثورة هو أول الخطوات لقطع الطريق على هذه التفاهمات والحلول السياسي المشبوهة باسم الشرعية والنظام الدولي الذي أقامته القوى الاستعمارية منذ قرن وجعلت من سيطرتها على العالم العربي حجر الأساس للنظام الدولي والذي أصبح في مهب الريح مع هبوب رياح التحرر على العالم العربي.

(المصدر: موقع “سيف الهاجري – الأمين العام لحزب الأمة الكويتي”)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى