مقالاتمقالات مختارة

بعد هدم العراق.. الآن يتم تنصيره خطوة خطوة

بعد هدم العراق.. الآن يتم تنصيره خطوة خطوة

بقلم د. زينب عبد العزيز

أعلنت جريدة «لاكروا» (الصليب) التابعة للفاتيكان، يوم 18/12/2020،

أن البرلمان العراقي أقر رسميا يوم 17/12/2020 «جعل يوم عيد الميلاد عيداً رسميا تحتفل به الدولة».

وأتي هذا القرار بعد عامين من المناقشات مع البابا فرانسيس.

وقد صدرت الموافقة من الحكومة العراقية تمهيدا للزيارة التاريخية التي ينوي البابا القيام بها للعراق من 5 إلى 8 مارس القادم (2021).

وكانت الكنيسة في العراق تناشد الحكومة منذ سنوات لتبنّي هذا الاقتراح.

وفي 17/10/2020 الماضي تقدم المونسنيور روفائيل ساكو، رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق، بطلب إلي رئيس الدولة برهام صالح.

وبعد شهر تمت الموافقة بهذه السهولة.. وابتداء من هذا العام، الذي كان من المخطط فيه تنصير العالم لولا كورونا،

التي أطاحت بالكثير من الخطط، سيصبح عيد الميلاد عيدا قوميا مفروضا على المسلمين في العراق،

في بلد يمثل فيه المسيحيون قبل العدوان الأمريكي الإجرامي أقل من 2 % من الأغلبية المسلمة!!

أمل مسيحيي العراق

وقام روفائيل ساكو بتقديم الشكر لرئيس الدولة وهيئة البرلمان «التي أقرت هذا العيد من أجل صالح مواطنيهم المسيحيين، وأنه يمثل رسالة كبري وأمل كبير للمسيحيين ولكل العراق».

وقد علق المونسنيور بازيليو يالدو أسقف بغداد «أنه قرار تاريخي واحدي ثمار زيارة البابا فرانسيس القادمة للعراق»..

فالبابا لا يتحرك لزيارة دولة إلا ووضع بصمته الصليبية قبل وأثناء وبعد الزيارة..

وقبل ذلك كان يتم الاحتفال بعيد الميلاد في ضاحية كركوك، شمال العراق،

حيث يتجمع المسيحيون دون ان يتم تعميمها أو فرضها على الأغلبية المسلمة..

كما سبق هذا القرار تعيين أول مسيحية في الحكومة العراقية هي السيدة إيفان فايق يعقوب، الكلدانية، مدرسة علم الأحياء،

كوزيرة مسئولة عن مسائل الهجرة وإعادة الذين هاجروا أيام العدوان الأمريكي الغاشم،

القائم على أكذوبة الأسلحة البيولوجية، غير الموجودة، وإعدام صدام حسين انتقاما لأغراض أخري..

وإن كان موقع «فيدس» الفاتيكاني يقول إنهم هربوا أو هاجروا «بسبب الجهاديين الإسلاميين»!!

جهود فرنسا لحماية مسيحيي الشرق

وتقول وكالة «أليتيا» الفاتيكانية أن القاضي شارل برسوناز قد قدم تقريرا لإيمانويل ماكرون حول

«جهود فرنسا لحماية التراث في الشرق الأوسط ومساندة شبكة التعليم الخاصة بالمسيحيين في المنطقة.

وخلف مسألة حماية التراث ومساندة المسيحيين توجد مسألة مواطنة مسيحيو الشرق التي هي الأساس»..

و«مسألة مواطنة مسيحيو الشرق» هذه تعني في كل الوثائق الفاتيكانية والسياسية الفرنسية:

العمل على إلغاء مسمي «أقلية» من نظام أي دولة بها أقليات مسيحية، وفرض إدماجهم ك مواطنين «أصليين»،

من ضمن أصحاب أو سكان الدولة الأصليين. حتى وإن كان ذلك بالتلاعب في دساتير الدولة وغيرها من القوانين..

ويواصل سيادة القاضي في تقريره قائلا:

«إن الجماعات المسيحية تحتل مكانا فريدا مميزا ولا يُعوّض بالنسبة لمصير الأمم التي ينتمون إليها،

إذ يمثلون عنصرا حيويا وشديد الفاعلية.

فعلي الرغم من الإحباطات المتعددة فهم يناضلون من أجل مبادئ هي نفسها مبادئ فرنسا: الحرية، المساواة، الأخوة، الانفتاح، وروح النقد».

وهذا «المكان الفريد المميز» يعني أنهم يعيشون تحت إمرة الفاتيكان والحكومة الفرنسية وخاضعين لهما في مخططاتهما ومشاريعهما ويتضامنون معهما..

وكان الرئيس الفرنسي قد أعلن أنه سيعقد في الخريف الماضي مؤتمرا جديدا في باريس حول مسيحيو الشرق.

ويندرج هذا التقرير ضمن التوجهات التي يتبناها ماكرون منذ توليه رئاسة الإليزيه.

وهي نفس التوجيهات التي قالها في خطابه الافتتاحي لمعرض «مسيحيو الشرق: ألفا عام من التاريخ»، في معهد العالم العربي بباريس آخر 2017..

واهتمام الفاتيكان وفرنسا، ابنتها الكبرى، بمسيحيي الشرق والشرق الأوسط يرجع إلى أنهم؛

يمثلون مداخل آمنة تابعة لهما يتسللون من خلالها لعمل ما يريدون في هوية البلد، أيا كان الوقت الذي ستأخذه أية جريمة.

فالوقت لا يعنيهم وما أكثر ما أعلنها رجال الفاتيكان وأتباعه. والعيب لا يقع عليهم بكل تأكيد وألم وإنما على من يتعاونون ويتنازلون بل ويبيعون..

ويضحكون على الأطفال السذج بحفنة ألعاب تافهة يترأسها بابا نويل وسط ركام العراق وحطامها..

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى