بعد تصريحات تهاجم تحفيظ القرآن بمصر.. “كتاتيب” الأزهر تنتصر وإقبال كبير للأطفال
أعلن الجامع الأزهر تقدم ما يقرب من نصف مليون طفل للالتحاق بـ”الكتاتيب” الأزهرية وهي حلقات لتحفيظ القرآن الكريم بمصر، في ضربة قوية لمحاولات استهداف النشء والأزهر، بعد تصريحات مسيئة قبل يومين من الاتجاه العلماني ضد تحفيظ الأطفال للقرآن الكريم.
نصف مليون طفل
وكشف الأزهر الشريف عن وصول عدد الطلبات المقدمة للالتحاق برواق الطفل لتحفيظ القرآن بالجامع الأزهر وكل فروعه المنتشرة في جميع محافظات الجمهورية، التي يبلغ عددها 507 أفرع، إلى 500 ألف طلب.
وأوضح، في بيان رسمي، أمس الإثنين، تلقت “المجتمع” نسخة منه، أن هذا الإقبال الكبير جاء بعد أن تم فتح التقديم لمدة 15 يوماً بدأت من تاريخ الإعلان في 28 أبريل الماضي.
وقال مدير الجامع الأزهر د. هاني عودة، في البيان: منذ الإعلان عن إطلاق رواق الطفل، بتوجيهات من د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تم تشكيل لجان مختصة لتلقي طلبات المتقدمين على مستوى الجمهورية، وتم تصنيفها طبقاً للشروط والضوابط المعلنة، كما تم اختيار وتجهيز العدد اللازم من المحفظين المتمكنين من أحكام التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم، بالإضافة إلى تشكيل لجان تنظيمية للتواصل والتنسيق بين اللجنة الرئيسة برئاسة وكيل الأزهر وكل الفروع والمقرات المعدة داخل المعاهد الأزهرية في جميع المحافظات، والوقوف على آلية تنفيذ البرامج المقدمة للطفل، ورصد الإيجابيات وتلافي السلبيات.
من جانبه، أعلن المشرف على الأروقة العلمية بالجامع الأزهر د. عبدالمنعم فؤاد أن السبت المقبل 4 يونيو 2022 هو موعد انطلاق أعمال التحفيظ بالمستوى الأول لرواق الطفل لتحفيظ القرآن الكريم (من سن 5 حتى 6 سنوات)، بطاقة استيعاب 90 ألف طالب على مستوى الجمهورية، كما سيتم افتتاح باقي المستويات العشرة الخاصة برواق الطفل تباعًا، مطمئنًا أولياء الأمور بتوفر رعاية واهتمام شديد بأبنائهم من خلال مشرفين مختصين ولجان مستمرة لمتابعة أعمال التحفيظ على مستوى جميع المحافظات.
وكان وكيل الأزهر د. محمد الضويني قد أعلن، في 28 أبريل الماضي، عن فتح باب التقدم للالتحاق برواق الطفل بالجامع الأزهر وكل فروعه المنتشرة في جميع محافظات الجمهورية، وذلك لمدة 15 يومًا من تاريخ الإعلان، وذلك في إطار توجيهات شيخ الأزهر لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال بداية من سن 5 سنوات وحتى 13 سنة.
دعوة خطيرة
وكانت الروائية المصرية سلوى بكر انتقدت، في برنامج تلفزيوني قبل يومين، تحفيظ القرآن للأطفال في مصر، ما أثار هجوماً وجدلاً واسعاً عليها.
وأصدر المركز العالمي للإفتاء بالأزهر بياناً رسمياً، تضمن الرد على ادعاءات بكر، مؤكداً أن الاهتمام بالنشء وتربيتهم على فهم القرآن الكريم فهمًا صحيحًا ركيزة من ركائز استقرار المجتمع.
وقال، في بيانه الذي نشره على صفحته الرسمية على “فيسبوك”: تنشئة أطفالنا على فهم كتاب الله، وحفظه، وتعلمه، وتدبر معانيه خيرُ مُعين على حسن تربيتهم، وحفظ فطرتهم، ونقاء إنسانيتهم، وفهم دينهم فهمًا وسطيًّا مستنيرًا؛ فضلًا عن أن القرآن الكريم هو المَعين الصافي للغتنا العربية، وقواعدها وألفاظها، وبدائعها ومُحسّناتها.
وأضاف أن دارس القرآن الكريم ينهل من علومه ومعارفه، ويُعمل عقله وفكره، ويصقل مهاراته وملكاته بكلام وبيان لا يشبهه شيءٌ من كلام البشر.
وأكد المركز التابع لمشيخة الأزهر أن الدعوة إلى إبعاد النشء عن القرآن الكريم وتعاليمه الراقية السَّمحة دعوة صريحة إلى إبعادهم عن دينهم، وقيمهم، وقطعهم عن لغتهم، وثقافتهم، وهويتهم، كما أنها تفتح الباب للأفكار والتفسيرات الهدّامة.
وأوضح أن نصوص القرآن الكريم الراقية هي أول النصوص التي قررت مبادئ الحريات، واحترام الأديان، ودعت إلى الإخاء والمساواة الإنسانية دون تمييز على أساس دين أو لون أو عرق أو لغة.
وشدد المركز على أن الفهم الصحيح المنضبط لهذه النصوص المقدسة أهم سبل العيش المشترك، وقبول الآخر، وخير داعم لأمن المجتمع واستقراره، وسلامة قيمه وأفكاره.
المصدر: مجلة المجتمع