شارك الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة 27 حزيران/ يونيو 2018، في مراسم افتتاح مسجد داخل مقر عسكري، بحضور شخصيات دينية وسياسية وعسكرية بارزة، وذلك بعد أيام قليلة من فوزه في الانتخابات الرئاسية.
وفي خطوة “تاريخية” وسابقة غير معهودة، افتتح أردوغان مسجد أكاديمية الدرك وخفر السواحل، الذي أنشئ على مساحة ألفين و190 متر مربع في العاصمة التركية أنقرة، بعد عقودٍ طويلة من الحرمان والحظر بالقوات المسلحة.
شهد المسجد أداء أول صلاة جمعة بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في تركيا يوم الأحد 24 حزيران/ يونيو 2018، ليتم افتتاحه بتلاوة آيات من القرآن الكريم والتضرع إلى الله (سبحانه وتعالى)، وبخطاباتٍ للمسؤولين.
المسجد الذي وُضع حجر أساسه في أغسطس/آب 2017، يتسع لحوالي 4 آلاف و300 مصلٍّ، ويرى مراقبون في تركيا أن افتتاحه بعد فترة وجيزة من الانتخابات، يتضمن رسائل هامة للرأي العام المحلي والدولي.
وشارك في مراسم افتتاح المسجد كل من وزير الداخلية سليمان صويلو، ووزير الاقتصاد نهاد زيبكجي والقائد العام للدرك عارف تشتين، ورئيس الشؤون الدينية علي أرباش.
وفي كلمة خلال مراسم الافتتاح، قال الرئيس أردوغان إن “أهم كفاح لنا في الفترة المقبلة سيكون ضد الإرهاب”، وتمنى أن يكون المسجد وسيلة خير وأمان للجميع، مقدما شكره إلى كل من ساهم في بناء هذا المشروع.
وأضاف الرئيس التركي: “سنقوم بوضعه تحت أقدامنا وسننهيه حتى يحل الأمن والأمان للمواطنين وللبلاد، لن نعطي الفرصة لأحد أن ينظر لنا بعداوة، ولن نسمح بذلك أبدا”.
وأوضح أردوغان أن 1500 طالب يتلقون تدريبات القوات الخاصة “كوماندوز” في أكاديمية الدرك وخفر السواحل، مشيرًا إلى أهمية دور هذه القوات في مكافحة الإرهاب.
وأكّد أن العالم رأى مدى النجاحات التي حققها الجيش التركي في عمليات “جرابلس” (درع الفرات) و”عفرين” (غصن الزيتون) شمالي سوريا، مؤكدًا مواصلة مكافحة الإرهاب في الفترة المقبلة.
وشدّد الرئيس أردوغان على أن دور العبادة مكان لتقوية البعد المعنوي والروحي للجنود، مؤكدًا أهمية رفع المعنويات بجانب قوة العتاد.
وأشار إلى المميزات الكبيرة التي يحصل عليها الشهداء، وقال: “كما هو معروف أن محمدنا (أفراد الجيش التركي) عندما يسيرون فإنهم يتوجهون إلى الشهادة، لذلك تم إطلاق كلمة “مَهمتتشيك” التي تعني محمد الصغير على جنودنا، ولا يوجد هذا الاسم في أي دولة إسلامية أخرى. والشهداء في أقرب مقام للرسل، جعل الله رحلاتكم وغزواتِكم مباركة”.