بعد ارتفاعها بنسبة غير مسبوقة بحقهم.. خطة من 6 نقاط لمسلمي بريطانيا لمواجهة جرائم الكراهية
يبرز مسجد “فينسبري بارك” بالعاصمة البريطانية لندن، كأكثر المساجد التي تعرضت لاعتداءات على خلفية عنصرية، وخاصة بعد أن شهد حادثة دهس عدد من المصلين سنة 2019.
ويقول مدير المسجد محمد كزبر، إن فترة الحجر الصحي شهدت ارتفاعا للرسائل العنصرية التي تلقاها المسجد “عبر الهاتف والبريد الإلكتروني وكذلك عن طريق منشورات يتم رميها داخل المسجد”.
وأكد كزبر، في تصريحه أن “اليمين المتطرف يغذي الكراهية ضد المسلمين، كما أن بعض السياسيين يستغلون أحداثا مثل اغتيال برلماني على يد شاب من أصول مسلمة، للترويج لرسائل خطيرة ضد المسلمين”.
بعد ارتفاعها بنسبة غير مسبوقة بحقهم.. خطة من 6 نقاط لمسلمي بريطانيا لمواجهة جرائم الكراهية
ولا يخفي مدير المسجد إحباطه من تفاعل الشرطة البريطانية مع هذه الأحداث، ويقول: “نقوم بالتبليغ عن كل واقعة لكن في النهاية النتيجة لا تكون مرضية ويتم إغلاق التحقيقات”.
وخلال لقاءاته مع مسؤولي الأمن البريطاني، يطالب كزبر بتوفير أمن خاص بالمساجد “كما هو الحال بالنسبة للكنائس، وخصوصا في صلاة الجمعة حيث تعرف المساجد ازدحاما وقد تكون عرضة لأي هجوم”.
ناقوس الخطر
وفي الأيام الأخيرة، دق مجلس مسلمي بريطانيا ناقوس الخطر، حول أمن المساجد، وضرورة توفير المزيد من معدات الحماية لأماكن عبادة المسلمين، بعد تزايد الاعتداءات العنصرية عليهم.
ويأتي تحذير مجلس مسلمي بريطانيا (أكبر مظلة للجمعيات الإسلامية في المملكة المتحدة)، في سياق المخاوف من عمليات عنف ضد المسلمين، بعد مقتل النائب البرلماني ديفيد أميس طعنا من طرف شاب بريطاني من أصول صومالية.
وأطلق المجلس دليلا من 6 خطوات لتعزيز أمن المساجد وحمايتها من أي اعتداءات تغذيها “الإسلاموفوبيا” (التحامل والكراهية والخوف من الإسلام أو من المسلمين).
وأكد المجلس أن هذا الدليل بات ضرورة ملحة، بعد مؤشرات مقلقة حول تزايد جرائم الكراهية بحق المسلمين، والمسلمات على وجه الخصوص.
أرقام مقلقة
وأظهرت أرقام وزارة الداخلية البريطانية ارتفاعا في جرائم الكراهية، لتصل إلى 124 ألفا و91 جريمة ما بين مارس/آذار 2020 ونفس الشهر من 2021، وهو أعلى رقم يتم تسجيله على الإطلاق.
وتبرر وزارة الداخلية هذا الارتفاع، بتطوير منظومتها في رصد هذه الجرائم، وتشجيع الناس على التبليغ في حال تعرضهم لأي اعتداء عنصري.
وفي الشق المتعلق بالجرائم المدفوعة بالكراهية الدينية، يحتل المسلمون صدارة المتعرضين لهجمات عنصرية.
وحسب إحصائيات الأمن البريطاني فإن أكثر من 45% من جرائم الكراهية الدينية كان ضحيتها مسلمون، وخصوصا المسلمات بسبب ارتدائهن للحجاب.
تأمين المساجد
ويتكون الدليل الذي أعلنه مجلس مسلمي بريطانيا عن تأمين المساجد، من 6 خطوات، “من شأنها أن تجعل المؤسسات الإسلامية والمساجد أكثر أمنا أمام احتمالات هجمات الكراهية”.
وينص الدليل على ضرورة تعيين فريق أمن خاص بالمسجد، وتدريب أشخاص من أجل تأمين المراكز التعليمية التابعة للمساجد، وتعيين متحدث باسم المسجد للحديث للإعلام في حال وقوع أي هجوم.
ويوصي الدليل بإيلاء أهمية خاصة للأوقات التي تعرف إقبالا على المساجد، كما في صلاة الجمعة أو خلال شهر رمضان وصلاة التراويح، إضافة لضرورة تقليص مداخل ومخارج المساجد في الأوقات الطبيعية لضبط كل من يدخل ويخرج منها وإليها.
ويشدد المجلس على وجود نظام للمراقبة لكل البوابات والزوايا، والحرص على توفير التسجيلات المطلوبة في حال وقوع أي حادث، وطلب الاستشارة من شركات مختصة لمعرفة إن كان مبنى المسجد يتوفر على التقنيات المطلوبة للأمن.
ولا يستهين مجلس مسلمي بريطانيا بأي تهديد، حتى وإن كان عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني، لهذا يشدد على ضرورة تبليغ الشرطة عن أي رسالة عنصرية سواء وصلت عبر الهاتف أو الرسائل أو المنشورات المكتوبة.
ودعا المجلس المصلين لتجنب التوجه للمساجد وحدهم في ساعات الصباح الأولى أو في الليل، وتجنب الطرق المظلمة وحيث يقل المشاة وحركة السيارات.
قلق لا خوف
يصف ماجد ياسين، مدير المركز الإسلامي في مدينة بورنموث جنوب بريطانيا، الأجواء في مساجد بريطانيا بأنها “آمنة نسبيا”.
وعرض ياسين تجربته مع الاعتداء على المركز الذي يشرف عليه بقوله “الأيام الأخيرة لا تخلو من بعض الأحداث”، مستذكرا محاولة لتحطيم نافذة المسجد الذي يشرف عليه مركزه، قبل أيام.
وفي تحرك يظهر القلق الذي يساور وزارة الداخلية، أكد المسؤول عن المركز الإسلامي في حديثه للجزيرة نت أنه عقد لقاءً مع عدد من المسؤولين الأمنيين لبحث تأمين المركز الإسلامي، “وأكدوا (له) أنهم سيقيمون بوابة حديدية أمام المسجد إضافة لحواجز حديدية لتجنب أي عمليات دهس”.
ولاحظ ياسين من خلال لقاءاته مع مسؤولي الداخلية، وجود حالة قلق في صفوف الأمنيين البريطانيين حول أمن المساجد، “لذلك فهم يعرضون تغطية تكاليف تأمين بوابات المساجد ضمانا لعدم حدوث أضرار كبيرة في حال وقوع أي هجوم”.
من جهته، يخوض المركز الإسلامي حملة علاقات عامة للتواصل مع “مختلف الهيئات البريطانية بخطاب معتدل يؤكد على احترام القوانين، وهذا الخطاب يجد تأثيره في أعلى مستويات الدولة”، كما يقول ياسين.
المصدر: مجلة المجتمع