بشّروا المسلمين المخبتين
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال تعالی: ﴿وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾ قال الإمام مجاهد: المطمئنّين وقال الضّحاك وقتادة: المتواضعين وقال السّدّيّ: الوجلين وقال عمرو بن أوس الذين لا يظلمون وقال الثّوريّ: المطمئنّين الرّاضين بقضاء اللّه والمستسلمين له وقال ﷺ: {إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ فَمَنْ رَضِىَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ}
وقال أبو عبد اللّه البراثيّ: لن يَرِدَ يوم القيامة أرفع درجاتٍ من الرّاضين عن اللّه عزّ وجلّ على كلّ حال ومن وهب له الرّضا فقد بلغ أفضل الدّرجات.. وقال الحسن البصريّ: من رضي من اللّه بالرّزق اليسير رضي اللّه منه بالعمل القليل وللّه درّ القائل: إن أعطاك مولاك أغناك وإن منعك أرضاك فارض بقضاء اللّه على ما كان من عسر ويسر فإن ذلك أقل لهمّك وأبلغ فيما تطلب من آخرتك واعلم أنّ العبد لن يصيب حقيقة الرّضا حتّى يكون رضاه عند الفقر والبؤس كرضاه عند الغناء والرّخاء كيف تستخير مولاك في أمرك ثمّ تسخط إن رأيت قضاءه مخالفاً لهواك؟!
وقال عامر بن عبد قيس: ما أبالي ما فاتني من الدّنيا بعد آيات في كتاب اللّه تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ وقوله تعالى: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ وقوله تعالى: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
فأبشر أيّها المبتلی المصابر الصّابر المحتسب المرابط في الثّغر والقابض علی دينك كالقابض علی الجمر وتوكّل علی من بيده الخلق والأمر ﷻ فما بعد العسر إلا اليسر!