برنامجٌ نافعٌ في العشر الأواخر من رمضان؛ لإدراك فضل ليلة القدر بمشيئة الله تعالى
بقلم الشيخ عارف بن أحمد الصبري “عضو هيئة علماء اليمن”
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين:
وبعد:
فقد أعددتُ هذا البرنامج في صورة مسائل كما يلي:
مسألة:
ليالي العشر الأواخر من رمضان خيرُ ليالي العمر، وأيامها أفضل الأيام بعد أيام العشر الأُوَل من ذي الحجة.
مسألة:
ليلة القدر أعظم ليلةٍ في الوجود على الإطلاق؛ لنزول القرآن فيها.
مسألة:
من قام في كل ليالي العشر الأواخر من رمضان إيماناً واحتساباً فقد أدرك بفضل الله أجر ليلة القدر.
مسألة:
تُلتَمس ليلةُ القدر في كل ليالي العشر الأواخر من رمضان، وهي أرجى في الليالي الوتر.
مسألة:
كل عملٍ صالحٍ في ليلة القدر خيرٌ مما يماثله من العمل في ألف شهرٍ ليس فيها ليلة القدر، فمثلاً: ترديدُ الأذان في المغرب أو في العشاء من ليلة القدر يكون في الأجر أعظم من ترديد أذان المغرب أو العشاء في ألف شهر، وهكذا في كل عملٍ صالحٍ.
مسألة:
الخيريةُ في ليلة القدر لا حصر لها في ذهن المكلف، فلا حصر لها إلا في علم الله وحده؛ لأن الله تعالى يقول: (ليلةُ القدر خيرٌ من ألف شهر)، وكلمة (خير) أفعل تفضيل أي: أخير من ألف شهر؛ ولأنها لم تذكر قدر الزيادة في الخيرية على الألف شهر، فكل زيادة مُحتَملة، فقد تكون هذه الخيرية بمقدار آلاف أو ملايين الشهور .. وهكذا.
فلا يعلم قدرها إلا الله، وفضل الله واسعٌ، وكل شخصٍ يدرك من الخيرية بفضل الله تعالى بقدر قربه منه سبحانه.
مسألة:
ليلةُ القدر ليلةٌ كاملةٌ تبدأ من غروب الشمس حتى طلوع الفجر، والفضل في ليلة القدر ثابتٌ لكل لحظةٍ فيها.
مسألة:
أول عملٍ نحرص عليه في ليلة القدر ترديد أذان المغرب وعدم الانشغال عنه بالإفطار، فيبادر الصائم بالفطر إذا سمع الأذان ليدرك فضيلة تعجيل الفطر، ويردد مع المؤذن ليدرك فضل ترديد الأذان.
مسألة:
الحرص على تعجيل الفطر إذا غربت الشمس فهو سُنَّةٌ، إذا تركتها فاتك أجرُ التعجيل الذي هو أعظم من سُنَّةِ تعجيل الفطر في ألف شهر.
مسألة:
الحرص على موافقة السُّنَّة بالإفطار على رطباتٍ، أو تمراتٍ وتراً فإن لم تجد فعلى الماء.
مسألة:
صلاة المغرب وصلاة العشاء أعظم الأعمال في ليلة القدر، فاحرص على أدائهما في جماعة بكل شروطهما، وأركانهما، وواجباتهما، وسننهما، بخشوعٍ، وحضور قلبٍ.
مسألة:
الحرص على أداء السنن الراتبة: ركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء فهما آكد من صلاة التراويح.
مسألة:
الحرص على صلاة ركعتين بين الأذان والإقامة في المغرب وفي العشاء.
مسألة:
الحرص على صلاة التراويح جماعةً مع الإمام حتى ينصرف؛ ليُكتب لك أجرُ قيام ليلةٍ كاملةٍ.
وأن يكون القيام إيماناً واحتساباً لقوله صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).
مسألة:
الحرص على صلاة أربع ركعاتٍ متصلةٍ بدون تشهدٍ أوسط، ولو بعد التراويح، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (من صلى أربعاً بعد العشاء لا يفصل بينهن بتسليم عُدِلْنَ بمثلهن من ليلة القدر).
مسألة:
الحرص على صلاتي العشاء والفجر في جماعة؛ لأن من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله.
مسألة:
إذا صليت الوتر مع الإمام في أول الليل فإن ذلك لا يمنع من القيام بعد ذلك، فتصلي ما شئت لكن من غير إيتار، فلا وتران في ليلة.
مسألة:
الحرص على الإكثار من قراءة القرآن، فهو أفضل الذكر على الإطلاق.
مسألة:
سورة الإخلاص: (قل هو الله أحد)، تعدلُ في الأجر ثلث القرآن، فلو قرأتها ثلاث مرات فلك أجر قراءة القرآن كله بفضل الله، فكيف لو قرأتها في ليلة القدر مائة مرةٍ، أو زدت على ذلك؟!.
مسألة:
يقول الله تعالى: (ولذكر الله أكبر).
وفي الحديث، (ما عمل ابن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكرالله)
فكيف لو قلت في ليلة القدر مائة تسبيحة، ومائة تكبيرة، ومائة تحميدة، ومائة تهليلة، ومائة حوقلة، ومائة صلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومائة استغفار، أو زدت على ذلك.
مسألة:
الإكثار من الدعاء المأثور في قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرأيت إن علمتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدر ما أقول فيها، قال: قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني).
مسألة:
في الحديث: (من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتبَ الله له بكل مؤمنٍ ومؤمنةٍ حسنة)، فكيف لو دعوت وقلت في ليلة القدر: (اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات)؟!.
مسألة:
الإكثار من الدعوات للمسلمين، والدعاء للمرابطين والمجاهدين في سبيل الله في كل مكان.
مسألة:
السحور بركة فاحرص عليه وعلى تأخيره فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين.
مسألة:
الحائض والنفساء تمنعان من الصلاة والصيام، ولا تمنعان من قراءة القرآن على قول بعض أهل العلم، فعليها استغلال ليالي العشر بقراءة القرآن والذكر، وإن شاء الله يُكتبُ لها أجرُ قيام ليلة القدرُ وأجرُ ما كانت تفعله حال طهارتها.
مسألة:
الاعتكاف في العشر سُنَّةٌ، فاحرص على الاعتكاف في العشر كلها الليل مع النهار، أو بعضها، أو كل الليالي دون النهار، أو بعضها، أو بعض الليل من كل ليلة، فإن الاعتكاف لا حدَّ لأقله، والاعتكاف أفضل وسيلةٍ للانقطاع عن شواغل الدنيا، والتفرغ للعبادة من القيام، وقراءة القرآن، وذكر الله ونحو ذلك.
مسألة:
كل خيرٍ يتيسر لك فعله في ليلة القدر فبادر إليه، فهو خيرٌ مما يماثله من الخير في ألف شهر.
مسألة:
فضل ليالي العشر لا يعني عدم فضل أيامها؛ بل هي أفضل الأيام بعد أيام العشر الأوائل من ذي الحجة.
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى عن الاجتهاد في العمل الصالح في نهار ليلة القدر: (أستحبُ أن يكون اجتهاده في يومها كاجتهاده في ليلتها).
لذلك على المسلم الحرص على الإكثار من الطاعات في نهار العشر الأواخر من رمضان ومن ذلك:
صلاة الفجر في جماعة.
والجلوس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم يصلي ركعتين ليحصل على أجر حجةٍ وعمرة تامة تامة تامة.
وصلاة الضحى، وأقلها ركعتان، فإن كانت أربع ركعاتٍ فخيرٌ؛ فمن صلى أربع ركعات في أول النهار كفاه الله آخره.
الحرص على التبكير لصلاتي الظهر والعصر وتأديتهما في جماعة، فالصلاة أعظم الأعمال بعد التوحيد.
الحرص على السنن الراتبة المؤكدة وغير المؤكدة.
الإكثار من قراءة القرآن، والذكر والدعاء، لنفسك وللمسلمين.
الحرص على أذكار الصباح والمساء، وبقية الأذكار المقيدة: كأذكار عقب الصلوات المكتوبة، وأذكار دخول المسجد والخروج منه، والأكل، والشرب، والركوب، والسفر.. إلخ.
الحرص على فعل كل ما تَيَسَّر من فعل الطاعات، في أيام العشر، وأخصُ، بذل المال للمجاهدين في سبيل الله، والصدقة على المحتاجين والإنفاق في مجالات الخير المختلفة.
مسألة:
الحرص على إخراج زكاة الفطر في وقتها؛ فإنها واجبةٌ، وطهرةٌ للصائم من اللغو والرفث، وطعمةٌ للمساكين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.