نشر فيتالي ميلونوف، النائب في مجلس النواب الروسي (الدوما)، صورة يضع فيها “الصليب” بيده على قبّة “آيا صوفيا” بمدينة إسطنبول التركية والتي كانت سابقًا كاتدرائية ثم حوّلها السلطان العثماني محمد الفاتح، إلى مسجد للمسلمين، عقب فتح القسطنطينية.
النائب الروسي الأرثوذكسي المتعصّب أرفق صورته التي نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، بجملة “إنه السبيل الوحيد”، في خطوة اعتبرها نشطاء أتراك أنها تدعو إلى تحويل المسجد إلى كاتدرائية مجددًا وتكشف اهتمام الروس بإسطنبول.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من الدول، وعلى رأسها اليونان وروسيا، أبدت غضبها العام الماضي من تنظيم فعالية رمضانية لرئاسة الشؤون الدينية التركية في مسجد “آيا صوفيا” الذي يستخدم منذ قيام الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك، كمتحف سياحي.
وقال رئيس الشؤون الدينية التركي “محمد غورماز”، الذي حلّ ضيفا في اليوم الأول من البرنامج، والذي عبر عن فرحته لإدراكه السحور لأول مرة في آيا صوفيا: “إن هذا المكان عمل على تنشئة العديد من رجال الدين، والأدباء، أسأل الله تعالى الرحمة لأرواح كل الذين سجدت جباههم في هذا المكان الطاهر منذ يوم الفتح المبارك حتى بدايات القرن الماضي”.
وأثارت فقرة تلاوة القرآن الكريم من آيا صوفيا في إسطنبول، ضمن البرنامج الرمضاني “وقت البركة آيا صوفيا”، إلى غضب في الشارع اليوناني، الذي عدّ الأمر بمثابة استفزاز لمسيحيي الأرثوذكسية.
ووصفت مصادر مقربة من الخارجية اليونانية قرار التلفزيون الحكومي التركي “TRT” في تخصيص فقرة ضمن برنامجها الرمضاني لتلاوة القرآن الكريم من آيا صوفيا، طيلة شهر رمضان المبارك على أنه قرار ينتمي لعصر سابق”.
وأوضح بيان تابع للديمقراطيين المعارضين اليونانيين أن قراءة القرآن الكريم من آيا صوفيا يعدّ تصرفا استفزازيا، وغير مفهوم، وهو مؤشر على عدم احترام مسيحيي الأرثوذكس المتواجدين في أنحاء العالم، مؤكدا أن هذا الأمر لا يتوافق مع المباحثات الأوروبية التركية.
ونهاية العام 2016، عينت رئاسة الشؤون الدينية التركية، إماما لمسجد “قصر هونكار” الواقع ضمن إطار آيا صوفيا، لتتيح بذلك إعادة رفع الأذان عبر المآذن الأربعة في آيا صوفيا، بعد إيقاف استمر لعشرات السنين.
ويعد آيا صوفيا صرحا معماريا وفنيا فريدا من نوعه، وتم استخدامه ككنيسة لمدة 916 عاما، و482 عاما كمسجد، قبل أن يتم تحويله لمتحف بقرار من مجلس الوزراء التركي في عام 1935. وفي العام 1991 أعادت تركيا فتح أبواب مسجد “قصر هونكار” في آيا صوفيا أمام العبادة مجددا.
وأفاد مفتي بلدية الفاتح “عرفان أوستون داغ”، أن أبواب “قصر هونكار” كانت مفتوحة أمام المصلين خلال الصلوات الخمس، مؤكدا على أنه مع تعيين إمام للقصر ازدادت صفوف المصلين في المسجد بشكل كبير.
وأضاف أن أصوات الآذان أصبحت ترتفع من المآذن الأربع في آيا صوفيا 5 مرات يوميا عقب تعيين الإمام الجديد، لافتا إلى أن قصر هونكار ليس جزءا أساسيا من آيا صوفيا، إنما تم تشييده في العصر العثماني على يد السلطان محمود الأول، وهو القسم المفتوح للعبادة حاليا وليس كامل آيا صوفيا.
(المصدر: ترك برس)