بدء فصل جديد من سلسلة محاكمات الداعية سلمان العودة
قال “عبد الله العودة” نجل الداعية الدكتور “سلمان العودة” ، إن السلطات السعودية قررت اليوم بدء سلسلة جديدة من جلسات محاكمة والده ، بناء على طلب النيابة.
وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة قد أجلت للمرة الرابعة جلسة النطق بالحكم ضد الداعية العودة ، المهدد بالإعدام، بعد أن كان مقرراً عقدها في 27 نوفمبر الماضي، إلى 30 يناير 2020، لكنها قررت فجأة عقد الجلسة اليوم الخميس ، قبل أن تقرر فجأة بدء سلسلة محاكمات جديدة.
وقال عبد الله العودة ، على حسابه بتويتر إن التأجيلات المتكررة تدل على حالة تخبط عامة ، مشيراً إلى أن والده لا يزال في الحبس الانفرادي.
وأضاف أن أولى جلسات المحاكمات الجديدة ستكون الثلاثاء القادم.
بعد أن قررت المحكمة سابقا رفع الجلسات في المحاكمة السرية للوالد #سلمان_العودة لأجل "النطق بالحكم"،
تفاجأنا اليوم ببدء سلسلة جديدة من الجلسات بناء على طلب النيابة ضمن حالة تخبط عامة،
مع العلم أن الوالد لايزال في الحبس الانفرادي.
وسيكون الثلاثاء الجلسة القادمة، نسأل الله الفَرَج.— د. عبدالله العودة (@aalodah) December 19, 2019
واعتقل الداعية العودة ضمن حملة الاعتقالات السياسية التي قادها ابن سلمان ، وطالت دعاة ورجال دين بارزين. .، يوم 10 سبتمبر 2017 بعد نشره تغريدة على حسابه بموقع تويتر “يدعو فيها الله للتأليف بين قلوب ولاة الأمور لما فيه خير الشعوب” ، بعد إعلان السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقتها مع قطر وفرض حصار عليها.
ويواجه إلى جانب الشيخين “عوض القرني” و “علي العمري” عقوبة الإعدام تعزيراً ، بطلب من المدعي العام السعودي، الذي طالب المحكمة بإنزال عقوبة الإعدام عليهم.
وكان الدكتور “عبد الله العودة” قد أوضح في وقت سابق أن النيابة العامة قدمت في ملف القضية ألفي تغريدة من حساب والده، كأدلة لمحاولة إثبات التهم الموجهة إليه، وأن السلطات السعودية أبلغت والده بأن موقفه المحايد من الأزمة مع قطر يعتبر “خيانة“.
ونقل الداعية سلمان العودة بعد فترة من اعتقاله من سجن ذهبان بجدة، إلى سجن حائر بالرياض، و يواجه ظروف اعتقال قاسية إلى جانب وضعه الصحي المتدهور، حيث وضع منذ اعتقاله في زنزانة انفرادية، وأغلب الوقت يكون مقيد اليدين والرجلين.
وكشف العودة لعائلته عندما زارته بعد ستة أشهر من اعتقاله عما يتعرض له في سجنه من معاملة قاسية تشمل الحرمان أحياناً من النوم والطعام، فضلاً عن توقيعه على وثائق لا يعلم محتواها.
وقال عبدالله العودة في وقت سابق إن نقل والده إلى الرياض فيه محاولات حثيثة للإهانة والإذلال، وأن والده لم يعلم أنه تتم محاكمته إلا من أهله أثناء اتصاله بهم.
وأضاف أنهم وضعوه في سجن حائر داخل غرفة مخيفة وصغيرة جداً، بحدود متر مربع، ولا تحتوي على دورة مياه، واستمروا في تجاهل وضعه الصحّي؛ مما أدّى لارتفاع ضغط الدم.
ويمتلك الداعية سلمان العودة حضوراً قوياً على الساحة السعودية والعربية والإسلامية، واعتقلته الحكومة السعودية عدة مرات بسبب خوفها من تأثيره على الشباب، حيث اعتقل في مايو 1991 إلى جانب سفر الحوالي وعائض القرني وناصر العمر بسبب توقيعهم على خطاب المطالب الذي شمل المطالبة بإصلاحات قانونية وإدارية واجتماعية وإعلامية تحت إطار إسلامي.
ونشر موقع “سي أن أن” الأميركي في يوليو الماضي تقريراً عن المحاولات الحثيثة لمحمد بن سلمان قبل وصوله لمنصب ولي العهد بعدة سنوات ؛ للاستفادة من شعبية الداعية سلمان العودة وأفكاره الإصلاحية لتحقيق طموحاته السياسية، حيث كان في ذلك الحين مبتدئاً في السياسة.
وبدا ابن سلمان في الظاهر متحمساً لأفكار الداعية العودة للتغيير في المملكة، لكنه بعد نحو ثلاثة أشهر من توليه ولاية العهد في يونيو 2017 انقلب على العودة، واعتقله مع مئات الدعاة والمفكرين ورجال الأعمال.
وقال التقرير إن محمد بن سلمان كان يحاول استمالة الداعية العودة إلى صفه ؛ وكان يريد منه أن يقوم بالترويج له بين متابعيه البالغين 13 مليون متابع على تويتر، لكن سلمان العودة لم يستجب لرغبات ابن سلمان.
وطالبت العديد من الجمعيات والمنظمات الحقوقية ، السلطات السعودية ، بالإفراج الفوري عن العودة وبقية المعتقلين، كما دعت منظمة العفو الدولية في يوليو/تموز الماضي، الملك سلمان، لإطلاق سراح العودة “فورًا دون قيد أو شرط“.
(المصدر: مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث)