بحث بريطاني يكشف استغلال جائحة “كورونا” للتحريض ضد مسلمي الهند
كشفت أبحاث أجراها أكاديميون في جامعة برمنجهام سيتي كيف تعمل وسائل التواصل الاجتماعي على تعزيز الآراء السلبية حول المسلمين والتطبيع الواسع للكراهية الذي انتشر خلال جائحة كورونا.
قام علماء الاجتماع في الجامعة بفحص أكثر من 100 ألف تغريدة، وأكثر من 112 ألف تعليق على يوتيوب على 46 مقطع فيديو كجزء من دراساتهم، حيث يشير العديد إلى مستويات الاستمتاع بفعل الخوف من الإسلام أو نشر معلومات مضللة.
المهيج.. يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الشتائم واللغة المهينة تجاه المسلمين
أدت الدراسات إلى تحديد 4 أنواع رئيسة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المعادية للإسلام؛ “مُهيِّج” (Flamer)، و”مُتهِم” (Accuser)، و”متعصب قومي” (Patriot)، و”مُنذِر” (Premonitor)، لكل منها نهج مختلف لنشر الكراهية عبر المنصات.
قال الباحث البروفيسور عمران أوان: عبرت مجموعة من التعليقات عن سعادتها بالمعاناة أو الموت أو عدم المساواة المقترحة التي يعاني منها المسلمون بسبب كورونا، ووُصف المسلمون بأنهم لا يستحقون العلاج.
بعض الروايات قدمت ادعاءات كاذبة حول كون اللقاح جزءًا من مؤامرة إسلامية أكبر لحكم العالم.
استكشف المشروع المعتقدات والأفكار غير المنطقية التي يتم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي ويقدم رؤى حول دوافع سرديات كورونا والعواقب المترتبة على تأجيج التواصل المتطرف واللغة المعادية للإسلام.
المُتَّهِم.. يتهم الإسلام بأنه هو المسؤول عن غالبية المشكلات التي تحدث ويبذل جهدًا كبيرًا لربط كل الفظائع الحديثة بالإسلام
وأظهر المحتوى الموجود على الإنترنت تشابهًا بين المستخدمين فيما يتعلق بكيفية التعامل مع المسلمين الذين تم وصفهم بأنهم “ناشرون فائقون”.
وأضاف أوان، الذي أجرى الدراسة جنبًا إلى جنب مع د. بيلهام كارتر: هناك خطاب مهم مفاده أن المسلمين بحاجة إلى معاقبة سلوكهم أثناء الوباء، حيث تشجع العديد من الحسابات على الإنترنت استخدام القوة المميتة ضد ما يسمى “الناشرون الفائقون”.
تضمنت التعليقات عبر الإنترنت: “إنه ليس رمضان”، “هذه المرة”، و”كورونا فيروس إسلامي”، و”هؤلاء أسوأ من فيروس كورونا”، و”هؤلاء الأشخاص القذرون يعيشون مثل الفئران”، “ما هو التباعد الاجتماعي الذي يفعلونه؟”، “ليس لديهم ولاء تجاه الهند”، “الإسلام يعني الإرهاب”، “المسلمون إرهابيون”، “المسلمون كذابون”، “الفيروس الإسلامي”، “المسلمون ينشرون الفيروس”، “المسلمون أعداء الهند”.
عند تحليل النتائج، صنف الباحثون مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المعادين للإسلام إلى 4 أنواع:
1- مهيج: يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الشتائم واللغة المهينة تجاه المسلمين، قد يبدو هذا غير منسق في بعض الأحيان ويكون بشكل عام جهدًا مستمرًا لإهانة المسلمين عبر الإنترنت، العديد من التغريدات مكررة ويتم مشاركتها بشكل متكرر عبر الإنترنت.
الشوفيني.. يعتقد أن “الغرباء” يجب أن يذوبوا أو يغادروا ويشعر بالقلق من الكيفية التي يشكل بها المسلمون تهديدًا لأمن بلدانهم وقيمهم وأسلوب حياتهم
2- مُتَهِم: يتهم الإسلام بأنه هو المسؤول عن غالبية المشكلات التي تحدث، ويبذل جهدًا كبيرًا لربط كل الفظائع الحديثة بالإسلام.
3- الشوفيني: يتطرف في الدفاع عن وطنه وسلامته، يعتقد أن “الغرباء”/ الأجانب يجب أن يذوبوا أو يغادروا، وهو قلق من الكيفية التي يشكل بها المسلمون تهديدًا لأمن بلدانهم وقيمهم وأسلوب حياتهم.
4- المنذر: يتولى واجب تحذير الآخرين عبر الإنترنت من “المسلمين”، غالبًا ما يستخدم حساباته لغرض وحيد هو تحذير الآخرين من تهديد الإسلام، ويرى أنه حتماً سيقومون بالاستيلاء على السلطة.
حدد الباحثون أيضًا نوعين من المستخدمين الذين يهدف نشاطهم الرقمي إلى مواجهة الكراهية المعادية للإسلام عبر الإنترنت:
1- المربي: الأفراد الذين يتمثل هدفهم على وسائل التواصل الاجتماعي في تقديم معلومات قائمة على الحقائق باستمرار، والتشكيك في صحة الحسابات المعادية للمجتمع من أجل مكافحة “الإسلاموفوبيا” على الإنترنت.
2- المتعاطف: أولئك الذين يظهرون التعاطف تجاه معاملة المسلمين عبر الإنترنت، وهم يسلطون الضوء بانتظام على الظلم والكراهية التي يواجهها المسلمون.
المنذر.. يرى أن عليه واجب تحذير الآخرين عبر الإنترنت من المسلمين
تم تمويل مشروع “الإسلاموفوبيا” عبر الإنترنت من قبل مجلس البحوث الاقتصادية والاجتماعية كجزء من استجابة الجامعة السريعة لجائحة كورونا، واستمر المشروع البحثي لمدة 18 شهرًا بين يونيو 2020 وديسمبر 2021، وفحص التفاعل بين سوء التواصل ونظريات المؤامرة فيما يتعلق بعوامل المستخدم الرقمي عبر الإنترنت مثل إخفاء الهوية وطول العضوية ومجموعات الأقران وتكرار البريد.
وكجزء من الدراسة، قدم الأكاديميون في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة برمنجهام سيتي سلسلة من التوصيات لمكافحة “الإسلاموفوبيا” والكراهية ضد المسلمين الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي التي بدورها تعزز الآراء السلبية تجاه المسلمين.
تتضمن التوصيات اقتراحًا بأن تمتلك شركات وسائل التواصل الاجتماعي مثل “تويتر” و”يوتيوب” زرًا يمكن أن يساعد المستخدمين في الإبلاغ عن المعلومات الخاطئة من أجل اكتشاف الضرر عبر الإنترنت، بالإضافة إلى التحقق السهل من الهوية من أجل معالجة إخفاء الهوية عبر الإنترنت.
على الرغم من أن النتائج الحالية أظهرت أن إخفاء الهوية لم يكن أمرًا حاسمًا في إدامة نشر المحتوى الضار خلال جائحة كورونا، فإن قدرًا كبيرًا من الأبحاث السابقة قد وثقت جيدًا كيف أن إخفاء الهوية كان بمثابة عامل تيسير في مستويات نظريات المؤامرة وخطاب الكراهية والمعلومات المضللة، هذا ما قاله البروفيسور أوان.
ويوصي الباحثون أيضًا بتسهيل “الإبلاغ الجماعي” عن محتوى غير لائق أو معلومات مضللة، واستخدام نظام من المستوى لتحذير المستخدمين وإزالتهم عند مشاركة محتوى يحض على الكراهية وتنفيذ برامج تدريب رقمية تعليمية لصقل مهارات المستخدمين والمساعدة في بناء المرونة.
وأضاف أوان: يمكن أن تغطي برامج التدريب الرقمية القصص الرئيسة حول المعلومات الخاطئة، وتكون بمثابة أداة تساعد المستخدمين على التمييز بين الحقيقة والخيال.
المصدر: مجلة المجتمع