توقفت صحيفة “هآرتس” عند شخصية ومواقف ستيف بانون، كبير المستشارين الاستراتيجيين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفاجأت الصحيفة قراءها بالقول إن “بانون” معني بـ”إشعال حرب صليبية ضد الإسلام”، متأثرا بالخط الدعائي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي تعليق نشرته الصحيفة اليوم الأحد، وترجمته “عربي21″؛ قال حمي شليف، كبير معلقي الصحيفة للشؤون الأمريكية إن بانون معني بإعادة “المجد للقومية الأمريكية من خلال تحدي الإسلام”.
وأشار التعليق إلى أن “بانون” الذي يُعد الأكثر تأثيرا على ترامب من بين بقية مستشاريه؛ متأثر بما ورد كثيرا على لسان نتنياهو من أن “الإسلام المتطرف يمثل ورما سرطانيا يحمل طاقة تهديد عالية”.
وأضاف أنه عند العودة إلى ما كتبه بانون من مقالات في الموقع اليميني “بريت بيرت”، الذي كان يديره قبل انضمامه لترامب، يتبين أنه يؤمن بحتمية اندلاع “حرب يأجوج ومأجوج”، مشيرا إلى أنه تأثر بشكل واضح بالأدبيات الأوروبية التي سادت أثناء الحروب الصليبية.
وأضاف أن بانون يؤمن بـالدوافع “الأخلاقية” للحروب الصليبية التي تمثلت في “إعلان المسيحية الحرب المقدسة على الإسلام”، مشيرا إلى أن الحروب الصليبية أعادت المسلمين في ذلك الوقت إلى “فريضة الجهاد”.
ونقل شليف عن بانون قوله في أحد المقالات: “ما يحدث حاليا عكس ما حدث في الحروب الصليبية، حيث إن الإسلام هو الذي يتجه في طريقه لاحتلال وتدمير الغرب الذي تآكلت قواه على يد العلمانيين والليبراليين”.
وأشار شليف إلى أن بانون يحاول إسماع موقفه هذا في كل مناسبة ممكنة، منوها إلى أن ترامب يقتبس أقواله بدون أن يسميه.
وشدد على أن بانون يحرص على استخدام مصطلح “العالم اليهودي المسيحي” في الإشارة إلى الجهة التي يستهدفها الإسلام في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن هذا المصطلح بات أحد المصطلحات التي يستخدمها بوفرة الساسة الأمريكيون الذين ينتمون لليمين المسيحي الإنجلوسكسوني.
واستدرك شليف أنه بعكس ما يدعي بانون، فإن الكثير من المؤرخين اليهود يرون أن الوقائع التاريخية دللت على أن معظم وقائع التنكيل التي تعرض لها اليهود على مر التاريخ كان المسيحيون هم المسؤولون عنها وليس المسلمين.
وأشار شليف إلى أن بانون ينزع الشرعية عن الإسلام كدين سماوي، علاوة على أنه لا يتردد في مهاجمة كل من يتعاون مع المسلمين، فضلا عن أنه كان يصف الرئيس السابق باراك بأوباما بأنه مجرد “طابور خامس” بسبب نظرته “الإيجابية” للمسلمين.
(عربي 21)