تعد الديانة الإسلامية ثاني أكبر الديانات انتشاراً في الأراضي الروسيّة، وجزء أصيل من تاريخ الدولة لا يمكن الاستغناء عنه برغم حملات التشويه والتضليل الإعلامي.
ويقدر عدد المسلمين في روسيا بقرابة 28 مليون نسمة يمثلون خمس تعداد السكان وينتشرون في منطقة شمال القوقاز ما بين البحرين القزوين والأسود، كما يتمركزون في وسط نهر الفولجا حيث يوجد التتار والبشكيريون والذين يمثلوا غالبية المسلمين العظمي، بحسب صحيفة برافدا.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ظهر اتجاه الصلح مع المسلمين من قبل الدولة وأدى ذلك إلى ارتفاع عدد المسلمين.
وفي فترة التسعينيات من القرن الماضي، تم إنشاء اتحاد يضم عددا كبير من المسلمين يهدف هذا الاتحاد إلى إعطاء فكرة إيجابية عن الدين الإسلامي والمسلمين .
أغلب المسلمين في روسيا من تابعي السنة والقليل منهم من الشيعة، ولكن توجد أيضا مجموعة نشطة من المسلمين المنتمية للأحمدية في داغستان والشيشان ، وهم يؤمنون أن ميرزا غلام أحمد هو الرسول بعد النبي محمد.
وعلاوة على ذلك، توجد مجموعة من الصوفيين التابعين للنقشبندية والشاذلية.
وتكشف الإحصائيات أن عدد المساجد في روسيا تزايد بمقدار 72 مرة في الأعوام العشرين الماضية فيوجد في داغستان حوالي ألفين مسجد، وتتارستان أكثر من 1100 مسجد، وفي بشكيريا 470 مسجدا ، وفي جمهورية الشيشان 465 مسجدا كما أن العاصمة الروسية ” موسكو ” يوجد بها أربع مساجد بمساحات شاسعة تكفي لـ 10 آلاف شخص ، كما انه تم إنشاء المركز الثقافي الإسلامي بها.
وتعتبر مدينة كازان ثاني أعلي مدينة روسية في عدد المسلمين بها بعد موسكو ، كما أنه يوجد في مدينة تومسك مسجد يسمى الأبيض، وهو قديم جداً ويندر وجود مثله في سيبيريا، وقد أقام النظام الشيوعي فيه مصنعا للخمور ومايزال المصنع قائما داخل المسجد حتى اليوم، بحسب وكالة ” ريا نوفستي “.
و من أهم الشخصيات التي اعتنقت الإسلام في روسيا فياشيسلا فبولوسين وهو قس سابق في الكنيسة الارثوذكسية الروسية وأشهر إسلامه عام 1999 م ، و أيضا ألكسندر ليتفيتيتكو عميل سابق للمخابرات الروسية والذي كشف في أحد كتبه عن أن المخابرات الروسية قد قامت بعمليات إرهابية وتفجيرات في روسيا لتحريض الشعب علي الحرب ضد الأقليات المسلمة وقد تم اغتياله عام 2006 .
وعلى الرغم أن القانون الروسي يعتبر أن كل الأديان بمستوى واحد، إلا أن هناك شواهد كثيرة تظهر بأن الكنيسة تتمتع بحرية أكثر، فالمسلمون لهم مدارس ومساجد عديدة لم يستردوها بعد.
الكثير من المساجد الإسلامية لم يسترجعحتى الآن، فقد كان عددا المساجد في روسيا قبل ثورة أكتوبر الشيوعية يزيد عن 14 ألف مسجد في مختلف المناطق.
والمشكلة الأخرى التي يواجهها المسلمون في روسيا أيضا هي عدم وجود الأعداد الكافية من الكوادر الإسلامية المدربة من الدعاة والائمة.
وهذه المشكلة كبيرة فبعض المساجد التي تم استعادتها من الدولة لايوجد فيها أئمة و مدرسون أو معلمون لتعليم الأجيال الشابة أصول دين الإسلام وتعريفهم بحقائق الرسالة الاسلامية ومشكلة النقص هذه تعتبر قضية جوهرية ومؤلمة ومن آثارها السلبية المحزنة أن معظم المساجد لا تؤدي فيها صلاة الجمعة مثلاً ، وقد تم التخلص من تلك المشاكل نهائيا .
وبالمقابل، قالت صحيفة “روسكيا جازيتا ” الروسية قالت إن السنوات الخمسة الأخيرة شهدت جهودا كبيرة لإعادة بناء وتعمير المساجد فارتفع عددها اليوم إلى أربعة الاف مسجد تتوزع على كل أرجاء روسيا، لكنه ما زال قليلا اذا ما قورن بعدد المسلمين، وما كان عليه الأمر من قبل.
جمهورية تتارستان مثلاً يوجد فيها 4 ملايين مسلم و1500 مسجد فقط بالإضافة إلى عدد من الجوامع الصغيرة لكن المسلمين في هذه الجمهورية يحتاجون الى أضعاف هذا العدد.
وفي بشكيريا ثمة أربع مدارس إسلامية تاريخية لم تعاد أي منها إلى إشراف وإدارة أصحابها المسلمين.
وبالمقابل، استردت الكنيسة كل ممتلكاتها من دور العبادة والأوقاف وغيرها ومما يحز في النفس، بحسب الصحيفة، أن المسلم يجد في مدينة أوفا عاصمة جمهورية بشكيرستان الاسلامية أربعة عشرة كنيسة مقابل مسجد واحد، مما يكشف بجلاء أن المسلمين في روسيا لايعاملون كما يعامل أتباع الديانات الأخرى.
ومن الدول الأوروبية التى تشهد تزايد عدد المسلمين أيضاً ألمانيا ، حيث كشف تقرير إخباري عن وجود زيادة كبيرة في أعداد الألمان الذين اعتنقوا الإسلام مؤخراً.
وذكرت وكالة ” ازفيستا ” الروسية . استنادا إلى دراسة أجراها مركز الثقافي الإسلامي بمدينة موسكو ، أن نحو أربعة آلاف شخص اعتنقوا الإسلام في الفترة بين يوليو 2004 وحتى يونيو 2005 وهو ما يزيد أربع مرات عن نفس الفترة من العام السابق.
تحديات الحاضر والمستقبل
ويواجه المسلمون في روسيا حملة إعلامية شرسة وغير عادلة ، عبر وسائل الاعلام الرسمية العاملة في البلاد التي تدار بأيد مشكوك فيها ، بالاضافة إلى مؤامرات غربية على الإسلام تستهدف إضعاف دوره في روسيا خصوصاً وفي بقية الدول المستقلة حديثاً .
وباستمرار تطالعنا الصحف والمجلات بمقالات يبثون عن طريقها الدعايات المزيفة عن الاسلام ، ويصفون المسلمين بنعوت الارهاب والميل إلى الحرب والأعمال الإجرامية ، حتى إن هناك برامج وافلاماً تبث عبر الراديو والتلفزيون ، تدعو بصراحة إلى التعصب ضد المسلمين عن طريق إثارة الشبهات والاتهامات الباطلة بحقهم.
وذكرت تقارير أن هناك حملات معادية لإبعاد المسلمين عن دينهم تعمل بقوة في أوساط المسلمين وبشكل منظم وخطر ، باللغات القومية والمحلية للمسلمين كالداغستانية و التتارية والباشكيرية.
فمثلاً يأتي المبشرون النصارى إلى المصانع ، حيث يطرحون أفكارهم وينشرون ثقافتهم بين العمال المسلمين ، ويحاولون إبعادهم عن معتقداتهم الاصلية ، لا سيما وأن عودة المسلمين الروس إلى دينهم كانت عودة سريعة بعد انفراط عقد الاتحاد السوفيتي السابق ، وانهيار النظام الشيوعي ، حيث قامت حركة دينية عارمة متحمسة للعودة إلى الدين وممارسة الشعائر الدينية.
وكالة تاس الروسية ذكرت أنه ينبغي العمل على وضع خطة لحماية المسلمين ضد الحملات المعادية المختلفة ، ونشر الثقافة الاسلامية وتعريف الناس بها.