حذر يحيى البوليني، الباحث في شئون الأقليات الإسلامية مما يتعرض له مسلمو الصين من حملات مسعورة للتشيع من جانب، فضلا عن التضييق عليهم من قبل السلطات الصينية الشيوعية من جانب أخر، قائلا: أنه في الوقت الذي يعاني فيه إخواننا المسلمون في إقليم سينكيانج (تركستان الشرقية) من تصرفات الحكومة الصينية الشيوعية، وبالرغم من التضييق الهائل عليهم الذي يحتاج تحركًا قويًّا من أهل الإسلام على المستويين الرسمي والشعبي، إلا أننا نجد التدخل يأتي من الشيعة الذين يتسللون داخلهم بدعوى النصرة، لتجعل المسلمين فيها كهيئة المستجير من الرمضاء بالنار! فكلاهما ألم، وكلاهما عدو.
وأضاف البوليني في بحثه المنشور بمركز التأصيل للدراسات والبحوث أن عدد المسلمين في الصين تجاوز أكثر من عشرين مليون نسمة، يعيش بينهم أكثر من ثلاثين ألفًا من أبناء قومية الطاجيك الذين يتبعون الطائفة الإسماعيلية، التي تعتبر من غلاة فرق الشيعة، منوها أن للشيعة تاريخ قديم يذكره مؤرخو الصين، ولم نقف على دليل قوي لإثباته أو نفيه، سوى ما قاله المؤرخ المسلم باي شو يي في كتابه (موجز تاريخ الإسلام في الصين) حول المسلمين والإسلام في عهد أسرة يوان، فيقول فيه إن ظهور الشيعة وعدائهم وخيانتهم لأهل السنة قديم جدًّا، ويمتد إلى عهد أسرة يوان التي أسسها جنكيز خان، فقال ما يلي: “لقد أجمعت الوثائق التاريخية التي تم تدوينها في أسرة يوان على أن ذلك العهد قد عرف النزاع الطائفي عند المسلمين، وعند الاطلاع على التاريخ المنغولي نجد أن كثيرًا من أتباع الشيعة قد انضموا إلى صفوف الجيش الزاحف نحو الغرب تحت قيادة هولاكو (1217-1265م)؛ ليشدوا عضده في حملته ضد حكم الخليفة الإسلامي”، وقد سعى قديمًا بالإسماعيلية بينهم رجل إيراني الجنسية يُدعى سعيد شارخان، الذي انتقل من بخارى إلى الصين في القرن السابع عشر الميلادي، فعلمهم الإسلام على عقائد تلك الطائفة الضالة.
وأشار أنه في العصر الحديث نشطت الدعوات إلى التشيع في المناطق المسلمة في الصين بدعم كامل وقوي من الحكومة الإيرانية، التي تقبل وفود المئات من الطلاب الصينيين المسلمين في العام الواحد إلى إيران؛ لكي يدرسوا العلوم الشرعية على المذهب الشيعي، وليصبح ولاؤهم بعد ذلك للتشيع مذهبًا، ولإيران سياسة.
وتابع: وتستخدم إيران نفس السياسية الإغرائية التي تستخدمها لاستقطاب غير المتشيعين في الكثير من المناطق في العالم الفقير، فيقول أحد الدارسين: إنه تلقى دعوة من السفارة الإيرانية في الصين لاستكمال دراسته الشرعية في إيران، عارضين عليه توفير سكن مجاني خاص به وسيارة خاصة، مع معاونته في تزويجه أي زوجة يختارها، فهل هذا عرض يرفضه شاب مقبل على حياته؟!!!، وييسرون أيضًا سبل الحصول على تلك البعثة، إذ يُسمح لأي صيني بالحصول على البعثة بمجرد تقديم طلب لدى السفارة الإيرانية، ويأتي الرد دائمًا بالموافقة بعد مدة وجيزة!!
وتحققت بعض الثمار التي تمثلت في وجود شيعة من الجنسية الصينية قدموا لإحياء مراسم عاشوراء، وليحضروا المواكب الحسينية، وذلك في لقطات مسجلة من مدينة كربلاء العراقية، والتي تناقلتها الكثير من المواقع الإلكترونية.
وأختتم الباحث في الأقليات الإسلامية بعدد من الأسئلة منها : فكيف نتخيل مستقبل المسلمين الصينيين السُّنَّة بعد فترة تقل عن عشر سنوات؟! وهل تملك إيران راعية نشر التشيع في العالم من الغيرة على مذهبها ما لا يملكه المسلمون السنة؟ أم يملكون من المال أو البترول أكثر من الدول العربية والإسلامية؟ أم أن هناك مَن يعيش لقضية ولو باطلة، بينما يغفل أهل الحق عن قضيتهم وينشغلون بأمور أخرى؟!
المصدر: الملتقى الفقهي.