باب الرّحمة في بيت المقدس
بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال ﷺ: {لا تشدّ الرّحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا ومسجد الحرام ومسجد الأقصى} وفي لفظ: {تشدّ الرّحال إلى ثلاثة مساجد} وفي آخر: {إنّما يسافر إلى ثلاثة مساجد: مسجد الكعبة ومسجدي ومسجد إيلياء}.
ومن الجدير بالذّكر أنّ مساحة المسجد الأقصی المبارك 144 دونماً وباب الرّحمة جزء لا يتجزّأ من المسجد الأقصى وهو جزء لا يتجزّأ من مدينة القدس عاصمة الخلافة الإسلاميّة القادمة ويقع هذا الباب الكبير في السّور الشّرقيّ للمسجد الأقصی ويبلغ ارتفاعه أكثر من (11) متراً ويوجد في داخله مبنى وينزل إليه في درج طويل وهو عبارة عن بوّابتين هما: باب الرّحمة جنوباً وباب التّوبة شمالاً وبينهما عمود من الحجر وقد أمر ببنائه الخليفة الأمويّ عبد الملك بن مروان ثمّ جدّد بناءه البطل صلاح الدّين الأيوبيّ وقد تمّ بناء هذا الباب بمهارة فائقة جعلته أشبه بلوحة فنيّة رائعة وأطلق عليه العديد من الأسماء منها: البوّابة الأبديّة والبوّابة الدّهريّة وباب الحكم وباب القضاء والباب الذّهبيّ وتقع إلى الشّرق من هذا الباب خارج السّور: مقبرة باب الرّحمة التي تضمّ قبر الصّحابيّ شدّاد بن أوس والصّحابيّ عبادة بن الصّامت رضي اللّه عنهما إضافة لثلّة من العلماء والدّعاة والقادة والشّهداء وهي من أكبر المقابر الإسلاميّة في بيت المقدس وباب الرّحمة كما قلنا جزء من المسجد الأقصى ثالث أهمّ مساجد العالم ومساحته سدس مساحة مدينة القدس القديمة وتحتوي الجهات الأربعة للمسجد الأقصی على (16) باباً منها (10) أبواب مفتوحة في جهتيه الشّماليّة والغربيّة و (5) أبواب مغلقة في الجهتين الجنوبيّة والشّرقيّة وتقع ضمن أسوار الأقصی هذا وسور البلدة القديمة ممتدّ على طول الجهة الجنوبيّة والشّرقيّة للمسجد الأقصى الذي هو جزء من عقيدة ملياري مسلم في أيّ زمان أو مجال أو مكان يقول تعالی اللّه: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾.