بابا الفاتيكان: هذا انطباعي عن السيستاني
كشف بابا الفاتيكان فرانشيسكو عن كواليس لقائه بالمرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، السبت الماضي، وقال إن اللقاء ترك انطباعا كبيرا لديه، وكان مفيدا له من الناحية الروحانية.
وقال فرانشيسكو للصحفيين على متن الطائرة البابوية العائدة من العراق إلى روما أمس الاثنين “السيستاني أبدى احتراما كبيرا خلال لقائنا وهذا يشرفني. فهو لا يقف أبدا للترحيب بزواره لكنه وقف لإلقاء التحية علي مرتين” ووصفه بأنه رجل متواضع وحكيم ومحترم.
وأوضح “شكل ذلك رسالة عالمية شعرت أن من واجبي أن أقوم بحج الإيمان والتوبة هذا ولقاء رجل كبير حكيم رجل دين تقي، وكان ذلك جليا فقط بمجرد الاستماع إليه”. وأضاف “إنه شخص يتمتع بالحكمة والحصافة. قال لي إنه لم يعد يستقبل منذ 10 سنوات الزوار الذين لديهم أهداف سياسية أو ثقافية بل يستقبل فقط الذين لديهم دوافع دينية”.
واستمر نحو 45 دقيقة لقاء البابا والسيستاني (البالغ من العمر 90 عاما) في منزل المرجع الشيعي المتواضع بالنجف، وفي ختام اللقاء ظهرا متشابكي الأيدي في مصافحة طويلة.
وردًا على سؤال عما إذا كان اجتماعه مع السيستاني قد يؤدي إلى إعلان وثيقة مماثلة على غرار ما تعرف بوثيقة الأخوة الإسلامية التي وقعها مع شيخ الأزهر أحمد الطيب في أبو ظبي عام 2019، قال البابا إنها خطوة أولى وستليها خطوات أخرى لتوثيق الحوار مع المسلمين. وشدد على ضرورة “التقدم مع الديانات الأخرى” مستشهدا بالمجمع الفاتيكاني الثاني الذي دعا إلى الحوار مع الديانات الأخرى.
وعن مدى تعرضه للتعب خلال زيارة العراق، قال “أعترف أن هذه الرحلة أرهقتني أكثر من غيرها” مؤكدا أن بلوغه 84 عاما له تبعات.
وفي معرض حديثه عن رحلات أخرى، ذكر فرانشيسكو أنه وعد بالتوجه في أقرب وقت ممكن إلى لبنان “البلد الذي يتألم”.
وكان البابا غادر بغداد أمس بعد زيارة تاريخية استمرت عدة أيام هي الأولى يقوم بها “الحبر الأعظم” إلى العراق، حيث جاب البلاد متنقلا من بغداد إلى الموصل وقرقوش البلدة المسيحية بالشمال التي “عانى أهلها من ويلات تنظيم الدولة الإسلامية” وأربيل بكردستان العراق، وانتهت بدون أي حوادث في بلد غالبا ما يشهد توترات أمنية وأعمال عنف.
وقال فرانشيسكو مساء الأحد “العراق سيبقى دائماً معي وفي قلبي” بعد أن ترأس قداساً احتفالياً شارك فيه الآلاف بملعب في أربيل.
وحرص البابا على لقاء مسيحيي العراق -البالغين 1% من السكان مقابل 6% قبل الغزو الأميركي للبلاد عام 2003- وخص هذا البلد ذا الأغلبية المسلمة بأول رحلة له إلى الخارج منذ 15 شهرًا.
باستثناء القداس في أربيل، لم يتمكن البابا، بسبب جائحة كورونا، سوى من لقاء بضع مئات من الأشخاص بالمدن التي زارها، لا الحشود التي اعتاد لقاءها لدى الزيارات التي يقوم بها في العالم.
وندد في كلماته الموجهة للعراقيين بـ “الإرهاب الذي يسيء إلى الدين” داعياً إلى “السلام والوحدة” في الشرق الأوسط، وأعرب عن أسفه لرحيل المسيحيين عن المنطقة معتبرا أنه “ضرر لا يمكن تقديره”.
كما أقام فرانشيسكو صلاة حضرها مسؤولون دينيون من مختلف الأطياف الموجودة بالعراق منذ آلاف السنين في مدينة أور التي يقولون إنها مسقط رأس النبي إبراهيم.
(المصدر: مواقع التواصل – وكالات – الجزيرة)