مقالاتمقالات مختارة

انتصار اﻷمة…من معركة بدر إلى معركة الثورة

بقلم سيف الهاجري

﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ َ﴾ آل عمران

•في مثل هذه الأيام في 17 رمضان في السنة الثانيةمن الهجرة أنزل الله عز وجل نصره على النبي ﷺ وأصحابه في معركة بدر وهم أذلة قليلون أمام قوة جيش الكفار بقيادة الفرعون أبو جهل وقد أدرك النبي ﷺ عظم وأهمية هذه المعركة على مستقبل الإسلام وأهله لذا دعا بدعاء لم يدعو بمثله في معركة أخرى “فعن ابن عباس قال : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ ، قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ ثَلاثُ مِائَةٍ وَنَيِّفٌ ، وَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ فَإِذَا هُمْ أَلْفٌ ، فَاسْتَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ ، وَعَلَيْهِ رِدَاؤُهُ وَإِزَارُهُ ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ أَيْنَ مَا وَعَدْتَنِي ؟ اللهُمَّ أَنْجِزْ مَا وَعَدْتَنِي ، اللهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلامِ ، فَلا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ أَبَدًا ، قَالَ : فَمَا زَالَ يَسْتَغِيثُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَيَدْعُوهُ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ ، فَرَدَّاهُ ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ ، كَفاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ ، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ”رواه مسلم وأحمد.

•يوم بدر سماه الله يوم الفرقان ﴿ يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ َ﴾ لعظم أثره على مستقبل الإسلام ورسالته العالمية، ففي هذا اليوم التاريخي استجاب الله لنبيه فأنزل ملائكته لنصرته وأصحابه لينفتح باب النصر والانتشار للإسلام في جزيرة العرب لينطلق منها أهل الإسلام نحو العالم ليحرروا شعوبه من الاستعباد الفارسي والنير الروماني.

•واليوم ومع ثورة الأمة على الاحتلال الصليبي والاستبداد الوظيفي والتآمر الباطني بدأ التاريخ يعيد نفسه، فالغربة التي تعيشها اليوم الأمة غربة تاريخية شبيهة بالغربة الأولى في معركتها، فالإسلام ومستقبله مع مشروع ترامب وصفقة القرن أصبح مهددا في عقر داره من القوى الصليبية والصهيونية والباطنية والوظيفية.

•إن الحملة الصليبية الجديدة وأدواتها الوظيفية من النظام العربي والنظام الصفوي على الثورة العربية والنهضة التركية ستتحطم على صخرة إرادة الأمة وصمودها وإيمانها بوعد الله ونصره للأمة عند كل محنة كبرى كالحروب الصليبية الأولى والغزو المغولي.

•إن الإيمان بموعود الله عز وجل والجهاد في سبيله من أعظم أسباب النصر وأهم أدوات مواجهة الحملات والحروب ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ وهو ما أدركته القوى الاستعمارية الصليبية فقرنت الجهاد بالإرهاب لتظل هذه الأمة مستضعفة مستعبدة ولتحول بينها وبين التحرر من قبضتها التي أحكمت عليها منذ سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية قبل قرن حتى أصبح الجهاد في سبيل الله مما تكرهه شعوب الأمة وهوت مع القومية والوطنية والشيوعية وغيرها من الدعوات الباطلة التي استوردتها من الغرب المسيحي بالرغم من الغرب نفسه منذ تحوله للمسيحية على عهد القيصر قسطنطين وهو يعتمد الحملات الصليبية كحرب مقدسة لحماية نفسه ومصالحه ونفوذه وآخرها دعوة الرئيس بوش للغرب إلى حملته الصليبية لاحتلال العراق 2003م وإعلان ترامب القدس عاصمة أبدية للشعب الإسرائيلي.

•إن الثورة العربية والمقاومة التركية من أعظم الجهاد في سبيل الله وهي شبيهة بمآلاتها وآثارها بمعركة بدر الكبرى والأمة تنتظر نزول نصر الله وفتحه عليها كما نزل على محمد ﷺ وأصحابه
فالغربة واحدة فطوبى للغرباء.

“بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيباً، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيباً، فَطُوبى لِلْغُرَبَاءِ”

(المصدر: موقع سيف الهاجري -الأمين العام لحزب الأمة الكويتي-)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى