انتحاريو سريلانكا: بينهم مليونير ومليونيرة وأبناء رجل أعمال شهير وعائلة سياسية بارزة
نشرت صحيفة الميرور البريطانية وموقع (فيرست بوست) الهندي، معلومات نقلا عن مصادر في المخابرات الهندية، أن (فاطمة إبراهيم) زوجة المليونير السريلانكي (إنشاف إبراهيم) والذي بايع تنظيم “الدولة” وكان مع أخيه (إلهام) ضمن انتحاريّي سريلانكا، فجّرت حزامها الناسف أثناء مداهمة الشرطة مكان سكنها عقب الحادث لتقتل ثلاثة من رجال الشرطة مع أبنائها الثلاثة وطفلها الذي لم يولد بعد.
ونقلت المواقع الإخبارية عن مصدر مسؤول ان “الشرطة داهمت منزل عائلة (إبراهيم) وعثرت على متفجرات في الطابق الثالث من المنزل، وأنها اعتقلت (إبراهيم) وابنه الثالث (إيجاس) بعد وصول معلومات أمنية عن أنشطة أفراد العائلة”. وأضاف أن “الشرطة السريلانكية تأمل الحصول على معلومات من الأخ الرابع الهارب (إسماعيل) لتحديد مكان تدرّب العناصر المهاجمة وموقع تصنيع المتفجرات”. وذكر أيضا أن “مصادر قريبة من التحقيق قالت إن الأخ الأصغر (إسماعيل إبراهيم) وآخرين لعبوا دورًا في الهجمات التي وقعت في أواخر العام الماضي لتدمير الأضرحة البوذية. وفي شهر مارس، قاموا أيضا باغتيال (محمد رزاق تسليم) سكرتير وزير الطرق السريعة والذي كان ينتقد الإسلاميين بشكل دائم”.
وقالت صحيفة الميرور البريطانية أن (إنشاف أحمد إبراهيم 33 عاما) غادر مع أخيه الأصغر (إلهام أحمد إبراهيم 31 عاما) منزل أسرتهم الفخم المكون من ثلاثة طوابق في حي ديماتوجودا أرقى أحياء مدينة كولومبو، ليفجروا أنفسهم في بوفيهات الإفطار لفنادق ‘سينامون غراند وشانغري’ واللتان كانتا جزءا من أهداف اختارها المهاجمون لإيقاع أكبر قدر من القتلى بين المقيمين والأجانب.
وقد نشرت وسائل إعلام سريلانكية صورا لعدد من منفذي التفجيرات، وقالت إنهم بعض ممن ظهروا ملثمين في التسجيل المرئي الذي بثه تنظيم “الدولة”.
وقالت مصادر المخابرات الهندية للموقع الهندي الإخباري إن (فاطمة) كانت حاضرة خلف الكاميرا مع نساء أخريات خلال مقطع الفيديو الذي بثته وكالة (أعماق) التابعة لتنظيم “الدولة” مساء الثلاثاء والذي ظهر فيه مهاجمو سريلانكا وهم يعلنون ولاءهم لزعيم تنظيم “الدولة”، وزعمت المصادر أنه كان يمكن رؤيتها على الجانب الأيمن من الإطار، تقف خلف زوجها.
الشقيقان هما أبناء المليونير ( شهب) الذي كان حتى صباح يوم الأحد أحد أعمدة مجتمع الأعمال السريلانكي، تاجر توابل محترم ، وشخصية بارزة في حزب (جاناثا فيموكتي بيرامونا) ذي الميول اليسارية، وكان (إبراهيم) يَعتبر وزير الصناعة والتجارة (ريشاث باثيودين) من بين أصدقائه المقربين، وكثيراً ما شُوهد في حفلات الرئيس السابق (ماهيندا راجاباكسا).
في مقابلة مع (ذا ميرور) قال صهر (إنشاف إبراهيم)، الصائغ (أشكان علاء الدين) إن رجل الأعمال (إنشاف) -الذي فجّر نفسه-غادر المنزل يوم الجمعة، وقال إنه ذاهب إلى زامبيا في رحلة عمل.
وأضاف (علاء الدين) أن توديع (إنشاف) لأخته لم يكن عاديا، حيث أمسك برأسها وقال: “كوني قوية”. فشعرتْ أن تصرّفه كان غريبا بعض الشيء، لكن لم يخطر على بالها أيٌّ ممّا حصل.
وفي حديثه ل (ذا ميرور) قال علاء الدين: لقد كان صهري مختلا عقليا، ويستحق أن يُعاقب في الجحيم.
وحسب (ذا ميرور) فإن (إنشاف إبراهيم) يمتلك شركة (كولوسوس كوبر)، وهي منشأة صناعية في منطقة صناعية شرق كولومبو، ويعتقد المحققون أن المصنع استُخدِم في تصنيع السترات الانتحارية المستخدمة في الهجوم، وقد ألقت الشرطة القبض على تسعة من السريلانكيين العاملين في المصنع، بمن فيهم المدير، وذلك قبل وقت قصير من منتصف ليل الأحد، حيث كانوا يعملون جنبا إلى جنب مع العمال الهنود والبنغلاديشيين المهاجرين.
وحسب موقع (فيرست بوست) الهندي، فإن مصادر استخباراتية قالت أن (زهران الهاشمي)، مسؤول خلية تفجيرات سريلانكا، وأولاد (إبراهيم) كانوا ضمن شبكة في سريلانكا أرسلت ما لا يقل عن 36 شخصًا إلى صفوف تنظيم “الدولة” في سوريا – أبرزهم (محمد محسن نيلام) الذي قتل بالقرب من الرقة في 2015 بضربة جوية، وحتى بعد وفاة نيلام، حافظ الهاشمي على اتصال مع السريلانكيين في سوريا باستخدام الدردشة المشفرة عبر الإنترنت.
(المصدر: هوية بريس)