مقالاتمقالات مختارة

اليهود.. من خلال ما كتبه أحبارهم في التلمود!

اليهود.. من خلال ما كتبه أحبارهم في التلمود!

بقلم يحيى الموسى

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رُسل الله وعلى خاتمهم محمد بن عبدالله .. أما بعد:

فهنا أنقل لكم نصوصا من كتب اليهود هالني وجودها في كتبهم المطبوعة، وليست هي -والله- بالقليلة لكن أجتهد في ذكر مهمها بنصه وأحذف ما دونه، وقد جعلتُ أشتاتها تحت بنود ستة ثم أُتبعها بقصة طريفة للقوم.

هذا وكل ما نقلت من التلمود أو من كلام موسى بن ميمون فهو من كتاب التلمود لروهلنج، وما نقلت عن السموأل بن يهوذا  فمن كتابه الشهير بذل المجهود في إفحام اليهود، وما نقلت عن عبدالحق المغربي فهو من كتابه الحسام الممدود في الرد على اليهود، وما نقلت عن إسرائيل بن شاموئيل الأورشليمي فهو من رسالته السبعية بإبطال الديانة اليهودية، وما ذكرت عن سعديا الإسكندراني فهو من كتابه إثبات نبوة البشر، وكل هؤلاء –باستثناء روهلنج- من أحبار اليهود الذين أسلموا.

1- كيف يتعامل اليهود مع الذات الإلهية؟

– جاء في التلمود: “إن تعاليم الحاخامات لا يمكن نقضها ولا تغييرها ولو بأمر الله، وقد وقع يومًا الاختلاف بين الباري تعالى وبين علماء اليهود في مسألة، فبعد أن طال الجدال تقرّر إحالة فصل الخلاف إلى أحد الحاخامات الرابيين، واضطرّ الله أن يعترف بغلطه بعد حكم الحاخام المذكور”.

– وفي نص آخر: “وقد اعترف الله بخطئه في تصريحه بتخريب الهيكل، فصار يبكي… [نتحفّظ على باقي النص]”.

– قال السموأل بن يهوذا: “ومن ذلك: أنهم ينسبون إلى الله -سبحانه وتعالى- الندم على ما يفعل، كقولهم في التوراة التي بأيديهم: (وندم الله على خلق البشر في الأرض وشقّ عليه)، وعندهم أيضًا أن الله -تعالى- قال لصموئيل النبي -عليه السلام-: (ندمتُ إذ ولّيتك شاؤول ملكًا على بني إسرائيل)”.

– وقال في موضع آخر: “ومما ينخرط في هذا السلك قولهم: (لِمَ تقول الأمم أين إلههم؟! انتبِهْ، لِمَ تنام يا رب؟ استيقِظْ من رقدتك!) وهؤلاء إنما نطقوا بهذه الهذيانات والكفريات من شدة الضجر من الذل والعبودية والصَّغار وانتظار فرج لا يزداد منهم إلا بُعدًا، فأوقعهم ذلك في الطيش والضجر وأخرجهم إلى نوع من التزندق والهذيان الذي لا تستحسنه إلا عقولهم الركيكة؛ فتجرَّؤوا على الله بهذه المناجاة القبيحة كأنهم ينخون الله بذلك لينتخي لهم!”.

ومصداق ذلك في القرآن، فقد جاء فيه أنهم قالوا: (يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ)، وقَالوا: (إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ) تعالى الله عن قولهم علوًّا كبيرًّا.

2- كيف يتعامل اليهود مع غيرهم من الأمم؟

– قال موسى بن ميمون قال معلقًا على ما جاء في التوراة (لا تسرق): “السرقة محرمة من اليهودي، أما غيرهم فسرقتهم جائزة… وذلك لأن الله حلّل أموال باقي الأمم لبني إسرائيل”، وقال في موضع آخر: “يجوز التعدّي على النساء الأجنبيات” بل إنه قال: “يلزم قتل كل أجنبي!”.

– جاء في التلمود: “مسموحٌ غش الأمّيّ، وأخذ ماله بواسطة الربا الفاحش”، وجاء في موضع آخر: “إذا وقع وثنيّ في حفرة، يلزمك أن تسدّها بحجر”.

– يعتبر التلمود الأجانب -وهم غير اليهود- كلابًا، بل جاء في بعض كتبهم: “الكلب خير من الأجنبي، لأنه يجوز لليهودي في الأعياد أن يطعم الكلب ولا يجوز ذلك للأجنبي”، وقد أكّد هذا السموأل في كتابه ثم قال: “ألا إنهم على الحقيقة أشبه بالكلاب وأحقّ بهذا اللقب والتشبيه، لقبح عقولهم وسوء ظنونهم واعتقادهم فيمن سواهم من الأمم”.

– برّر الحاخام أبارنيل –كما نقل روهلنج عنه- برر خلْق غير اليهودي على هيئة الإنسان: “ليكون لائقًا لخدمة اليهود الذين خُلِقت الدنيا لأجلهم”.

– وقال عبد الحق المغربي: “وقد زعموا أن من الفروض الواجبة في صلواتهم سبّ المسلمين والدعاء عليهم وعلى غيرهم من الأمم”.

وقد جاء في القرآن أنهم (يَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا)، وجاء كذلك: (وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ).

3- كيف ينظر اليهود إلى أنفسهم؟

– جاء في التلمود: “الإسرائيلي معتبر عند الله أكثر من الملائكة، فإذا ضرب أمّيّ إسرائيليًّا فكأنه ضرب العزة الإلهية”.

– يقول السموأل: “إنهم -مع ذهاب دولتهم وتفرّق شملهم وعلمهم بالغضب الممدود عليهم-، يقولون في كل يوم في صلواتهم أنهم أبناء الله وأحبّاؤه، ذلك قولهم كل يوم في الصلوات”.

– جاء في التلمود: “إن الإنسان [أي اليهودي] مهما كان شريرًا في الباطن وأصلح ظاهره يخلص ويفلح”.

– يقول السموأل عن اليهود أنهم: “يمثّلون أنفسهم بعناقيد العنب وسائر الأمم بالشوك المحيط بأعالي حيطان الكَرْم، وهذا من قلة عقولهم وفساد نظرهم لأن المعتني بمصالح الكَرْم إنما يجعل على أعالى حيطانه الشوكَ حفظًا وحياطةً للكَرْم، ولسنا نرى لليهود من بقية الأمم إلا الضرر والذل والصغار، وذلك مُبطِل لقولهم”.

جاء في القرآن أنهم يقولون: (نَحْنُ أَبْنَٰؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰؤُهُ)، ومع ذلك فهم يعلمون حقيقة حالهم عند الله، يقول د. جوزيف باركلي [كما نقل عنه روهلنج]: “وردت أمثلة في التلمود عن كرب وتألم الحاخامات من منظر الموت، وهم يعتبرون أنفسهم بأنهم لا أمل لهم في الخلاص خائفين أن يُلقى بهم في الجحيم”، وقد جاء القرآن بذلك إذ يقول الحق: (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ).

4- كيف ينظر اليهود إلى أقوال الأحبار والحاخامات؟

– قال الحاخام مناحيم في التلمود: “إن الله تعالى يستشير الحاخامات على الأرض عندما توجد مسألة مُعضلة لا يمكن حلّها في السماء”.

– جاء في التلمود: “من احتقر أقوال الحاخامات استحقّ الموت أكثر ممن احتقر أقوال التوراة، ولا خلاص لمن ترك تعاليم التلمود واشتغل بالتوراة فقط؛ لأن أقوال علماء اليهود أفضل مما جاء في شريعة موسى”.

– نقل روهلنج عن كتاب ألّفه يهودي اسمه كرافت -مطبوع في سنة 1509-: “اعلم أن أقوال الحاخامات أفضل من أقوال الأنبياء، ويلزمك اعتبار أقوال الحاخامات مثل الشريعة لأن أقوالهم هي قول الله الحي”.

– قال موسى بن ميمون: “مخافة الحاخامات هي مخافة الله”.

وقد جاء في القرآن مصداق ذلك، يقول الله تعالى ذكره: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ).

5- كيف يتعامل اليهود مع الأنبياء والرسل؟

– ساق عبد الحق المغربي كثيرًا من اتهاماتهم للأنبياء وآبائهم بالزنا صراحةً كما اتهموا لوطًا ويهوذا بن يعقوب بل ووالد موسى -عليه السلام- عمران وغيرهم، ثم قال: “ولو تتبّعت مساوئهم وأنواع كفرهم لطال بنا الكلام، لكنا اقتصرنا على هذا القدر كراهيةً للإكثار من ذلك”، وبعض النصوص التي ذكرها عبد الحق موجودة بين أيدينا الآن، واقرأ -إن شئت- سِفر الخروج ترى عجبًا من استخفافهم بالأنبياء والرسل ورميهم لهم بكل عظيمة!

– قال إسرائيل بن شاموئيل الأورشليمي –وهو حبر يهودي أسلم- مخاطبا اليهود: “ليس خافيا أن في الزمان الماضي قد جاء عيسى عليه السلام فاستكبرتم عليه وتكلمتم في حقه بألفاظ غير جائزة ومحرمة لا سيما أنها مبنية على الزور والبهتان والكذب”

– قال السموأل بن يهوذا: “وأما سيدنا رسول الله ﷺ فله فيما بينهم اسمان فقط، فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، أحدهما “فاسول” وتفسيره الساقط، والثاني “موشكاع” وتأويله المجنون، وأما القرآن العظيم فإنهم يسمونه فيما بينهم “قالون” وهو اسم للسَّوءة بلسانهم، يعنون بذلك أنه عورة المسلمين”.

قال الله عن أذيتهم لموسى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ ءَاذَوْاْ مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ)، بل جاء أنهم (كانوا يَكفُرونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقتُلونَ النَّبِيّينَ بِغَيرِ الحَقِّ)، أما عن سبهم لمحمد ﷺ فقد قال الله تبارك وتعالى: (وَإِذا جاءوكَ حَيَّوكَ بِما لَم يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقولونَ في أَنفُسِهِم لَولا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقولُ).

6- كيف هي عقول اليهود؟

– قال السموأل بن يهوذا: “قد شهدت عليهم التوراة بالإفلاس من الفطنة والرأي، جاء فيها: (إنهم لشعب عادم الرأي وليس فيهم فطانة)”.

– قال السموأل عن عقولهم وعلومهم: “بل على الحقيقة لا ذكر لهم بين الأمم الذين استخرجوا العلوم الدقيقة ودوّنوها لمن يأتي بعدهم، وجميع ما نُسِب إليهم من العلوم مع ما استفادوه من علوم غيرهم لا يُضاهي بعض الفنون الحكمية التي استخرجها حكماء اليونان والعلوم التي استنبطتها النبط، وأما تصانيف المسلمين فيستحيل لكثرتها أن يقف أحد من الناس على جميع ما صنّفوه في أحد الفنون العلمية لسعته وكثرته”.

– ويقول عن آبائهم أنهم: “كانوا يُشاهدون في كل يوم من الآيات الحسية والنار السماوية ما لم يره غيرهم من الأمم وهم مع ذلك يهمون برجم موسى وهارون في كثير من الأوقات، وكفى باتخاذهم العِجل في أيام موسى، وإيثارهم العودة إلى مصر والرجوع إلى العبودية ليشبعوا من أكل اللحم والبصل والقثاء، ثم عبادتهم الأصنام بعد عصر يوشع بن نون، ثم انضمامهم إلى أبشالوم الولد العاق ولد داود؛ فإن سوادهم الأعظم انضمّ إلى هذا الولد العاصي العاقّ وشدّوا معه على حرب الملك الكبير والنبي الكريم نبي الله داود، فما كان القوم إلا رعاع همج العوام الذين تجمعهم دبدبة وتفرّقهم صيحة، وأما عبادتهم الكبشَيْن وتركهم الحج إلى القدس، ثم إصرارهم على مخالفة الأنبياء إلى انقضاء دولتهم؛ فمما لا يصدر عن متمسك بأهداب العقل، وسبيلهم أن لا يتطرّقوا إلى معايب أحد من الأمم إذا كانت هذه مخازيهم وفضائحهم”.

– ثم أبان -رحمه الله- عن سبب بُعدهم عن العقل والنقل فقال: “ولا ينبغي للعاقل أن يستبعد اصطلاح كافة هذه الطائفة على المُحال واتفاقهم على فنون من الكفر والضلال؛ فإن الدولة إذا انقرضت عن أمة باستيلاء غيرها عليها وأخذها بلادها، انطمست حقائق سالف أخبارها واندرس قديم آثارها وتعذّر الوقوف عليها إلى أن تستحيل علومها جهلًا، وكلما كانت الأمة أقدم واختلفت عليها الدول المناوئة لها بالإذلال والإيذاء كان حظها من اندراس الآثار أكثر، وهذه الطائفة بلا شك أعظم الطوائف حظًّا مما ذكرناه؛ لأنها من أقدم الأمم عهدًا ولكثرة الأمم التي استولت عليها من الكنعانيين والبابليين والفرس واليونان والنصارى والإسلام، وما من هذه الأمم إلا من قصدهم أشدّ القصد وطلب استئصالهم وبالغ في إحراق بلادهم وإخرابها وإحراق كتبهم إلا المسلمين… بل أشدّ على اليهود من جميع هذه الممالك: ما نالهم من ملوكهم العصاة، مثل أحاب وأحزيا وأمصيا ويهورام ويربعام بن نباط وغيرهم من الملوك الإسرائيليين الذين قتلوا الأنبياء وبالغوا في تطلّبهم ليقتلوهم وعبدوا الأصنام وعكف على عبادتها الملوك ومعظم بنى إسرائيل وتركوا أحكام التوراة والشرع مدةً طويلةً وأعصارًا متصلةً”.

أخيرًا؛ فلندع السمؤال يحدّثنا عن قصة طريفة عن يهود بغداد وهم أذكى اليهود وأكيسهم كما قال عنهم– يقول:

اتفق ببغداد شخصان من مُحتالي اليهود ودواهي مشيختهم، فزوّرا على لسان مناحيم [وهو أحد فقهاء اليهود] كتبًا إلى بغداد تبشّرهم بالفرج الذي كانوا قديمًا ينتظرونه، وأنه يعيّن لهم ليلةً يطيرون فيها أجمعين إلى بيت المقدس!

فانقاد اليهود البغداديّون إليه -مع ما يدّعونه من الذكاء ويفخرون به من الخِبّ- انقادوا بأسرهم إلى تصديق ذلك، وذهبت نسوانهم بأموالهن وحُليّهن إلى ذَينك الشيخين ليتصدّقا به عنهن على من يستحقه بزعمهما، وصرف اليهود جُلّ أموالهم في هذا الوجه، واكتسوا ثيابًا خضرًا، واجتمعوا في تلك الليلة على السطوح ينتظرون الطيران -بزعمهم- على أجنحة الملائكة إلى بيت المقدس، وارتفع للنسوان منهم بكاء على أطفالهن المرتضعين خوفًا أن يطِرْن قبل طيران أولادهن أو يطير أطفالهن قبلهن فتجوع الأطفال بتأخر الرضاع عنهم!

وتعجب المسلمون هناك مما اعترى اليهود حينئذ؛ بحيث أحجموا عن معارضتهم حتى تنكشف آثار مواعيدهم العُرقوبية، فما زالوا متهافتين إلى الطيران إلى أن أسفر الصباح عن خذلانهم وامتهانهم، ونجا ذانِك المحتالان بما وصل إليهما من أموال اليهود، وانكشف لهم بعد ذلك وجه الحيلة وما تظاهرا به من جلباب الرذيلة، فسمّوا ذلك العام (عام الطيران) وصاروا يعتبرون به سِنِيّ كهولهم والشبان، وهو تاريخ البغداديين من المتهوّدة في هذا الزمان… فكفاهم هذا الأمر عارًا دائمًا وشنارًا مُلازمًا”.

اقرأ ايضاً: قضية فلسطين، منظورًا إليها من منظور المسؤولية الأخلاقية


المصادر:

  • التلمود لروهلنج، وقد قال بعد أن ساق ما ذكرناه وغيره: “ولا تظنّ أيها القارئ أن هذه القواعد لم تُذكر إلا في التلمود القديم، بل هي مرصودة أيضًا في النُّسخ الجديدة المطبوعة في أمستردام سنة 1644، وسلزباج سنة 1765، وفرسوفيا سنة
  • بذل المجهود في إفحام اليهود للسموأل بن يهوذا.
  • الحسام الممدود في الرد على اليهود لعبد الحق المغربي.
  • مسالك النظر في إثبات نبوة البشر لسعديا الإسكندراني.
  • الرسالة السبعية بإبطال الديانة اليهودية لإسرائيل بن شموئيل الأورشليمي
  • العهد القديم الطبعة اليسوعية.

(المصدر: موقع أثارة)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى