مقالاتمقالات المنتدى

اليمن الشقيق.. وفاتورة إسناد غزة..!!

اليمن الشقيق.. وفاتورة إسناد غزة..!!

بقلم د. عمر عبدالله شلح ( خاص بالمنتدى)

( انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )..
هل هناك نص، أكثر وضوحاً من هذا النص القرآني بضرورة ووحوب النفير والجهاد في سبيل الله..؟؟
النص يطالب المؤمنين، وعند كل أهل التفسير، بضرورة النفير، في كل الأحوال.. في العسر واليسر، والمنشط والمكره، والحر والبرد، وفي جميع الأحوال‏.‏. والدعوة للجهاد بالمال والنفس في سبيل الله، واضحة أكثر من وضوح الشمس في ضحى النهار..
وفي هذه الحرب المجنونة على غزة، نرى نموذجاً حراً أبيّاً يمثل هذه الآية الكريمة.. نرى أهل اليمن، والتي تبعد عن فلسطين ما يقارب من ٢٣٠٠ كيلو متر، ورغم هذا البعد، إلا أن الكلمة موقف، والموقف قرار.. وواصلت اليمن مساندتها لغزة، رغم الفاتورة العالية، التي تدفعها أمام غطرسة القوة الأمريكية المجرمة.. لنا أن نتخيل، اليمن رغم هذا البعد الجغرافي عن فلسطين، إلا أنها تواصل مساندتها لغزة، فيما من تلامس حدودهم حدود فلسطين، بعيدين كل البعد عن المساندة الحقيقية لأهل غزة المحاصرين.. بل أن البعض مهم، مشارك في الحصار باغلاق للمعابر التي تربطه بفلسطين، والبعض الآخر، يمعن في الإجرام، باعتقال من يفكر بعمل ينصر فلسطين وأهل غزة..!!
هذا الموقف اليمني العظيم، جعلني أعود للبحث عن أهل اليمن.. فكانت المعلومة الأكثر أهمية، حسب ما أظن، أن أهل اليمن هم من يشرب من حوض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بعد فقراء المهاجرين مباشرة، والذين هم أول من يشرب من الحوض يوم القيامة.. فقد جاء في الحديث عنهم “أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين، الشعث رؤوسا، الدنس ثيابا، الذين لا ينكحون المتنعمات، ولا تفتح لهم السدد “.. وعن أهل اليمن، فقد جاء في الحديث الشريف أيضاً عنهم ” إنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ لأَهْلِ اليَمَنِ، أَضْرِبُ بعَصَايَ حتَّى يَرْفَضَّ عليهم. فَسُئِلَ عن عَرْضِهِ فَقالَ: مِن مَقَامِي إلى عَمَّانَ، وَسُئِلَ عن شَرَابِهِ فَقالَ: أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ العَسَلِ، يَغُتُّ فيه مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الجَنَّةِ، أَحَدُهُما مِن ذَهَبٍ، وَالآخَرُ مِن وَرِقٍ. وفي روايةٍ: أَنَا يَومَ القِيَامَةِ عِنْدَ عُقْرِ الحَوْضِ..”.. وفي الفتن والملاحم في آخر الزمن، يكون هناك ثلاثة جيوش، جيش في العراق، وجيش في اليمن، وجيش في بلاد الشام.. فقد جاء في الحديث الشريف ” سيصيرُ الأمرُ أن تكونوا أجنادًا مُجنَّدةً: جندٌ بالشَّامِ، وجندٌ باليمنِ، وجندٌ بالعراقِ. قال ابنُ حَوالةَ: خِرْ لي يا رسولَ اللهِ إن أدركتُ ذلك، فقال: عليك بالشَّامِ فإنَّها خِيرةُ اللهِ من أرضِه يجتبي إليها خِيرتَه من عبادِه، فأمَّا إن أبيتم فعليكم بيمنِكم، واسْقوا من غُدَرِكم، فإنَّ اللهَ توكَّل – وفي روايةٍ – تكفَّل لي بالشَّامِ وأهلِه..”..
ربما اكتمل المشهد في عقلي الآن، حول اليمن وموقفها الثابت، فبالرغم من حجم الدمار الكبير، الذي تقوم به طائرات الموت الأمريكي المجرمة، ورغم ارتفاع عدد الشهداء والجرحى.. إلا أن مليونية المتظاهرين لم تغب عن اليمن، بل زادت قوة وإصرار على المساندة والدعم، وأن صواريخ اليمن، رغم كل هذا البعد الجغرافي، ما زالت تسقط على رؤوس الصهاينة القتلة المجرمين.. اللهم إنا نشهدك، أنا نحب اليمن، ونحب أهلها المجاهدين الصابرين المحتسبين.. فكما جمعتنا بهم في ساعات الجهاد وشرف المقاومة، اجمعنا بهم على حوض نبيك الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم..
سلام إلى اليمن، ما بقي الليل والنهار..
سلام إلى اليمن، إيماناً وعلماً.. وحكمة ومقاومة..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح الثائرين من اليمن.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله.

إقرأ أيضا: الشيخ عبد الحميد البلوشي  ينتقد تزايد الإعدامات في إيران 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى