الولاية بين (أبناء الرسول) و(أبناء الله)
بقلم د. فؤاد البنا
إذا كنا سنصدق من يكذب علينا باسم السماء، ويغتالون حقوقنا باسم الله؛ فمن الطبيعي أن يكون من يزعمون أنهم (أبناء الله) أولى بالاتباع ممن يزعمون أنهم (أبناء الرسول)؛ وذلك لعدد من الاعتبارات:
– أن الرسول مخلوق من مخلوقات الله وعبد من عبيده، ومن ثم فإن (أبناء الله) أولى بالاتباع من (أبناء النبي)!
– أن الزاعمين بأنهم (أبناء الله) أكثر عناية بأتباعهم وأقل ظلما لهم، وأوسع علما في شؤون الدنيا على الأقل، وأشد قدرة على عمارة الأرض وصناعة الحياة، من أدعياء النسب النبوي، بمعنى أن ما سيترتب على ولايتهم من مفاسد أقل بكثير من المفاسد التي تنتج عن الزاعمين بأنهم (أبناء الرسول)!
– أن (أبناء الله وأحباؤه) يمنحون رعاياهم حقوقا أكثر مما يطالبونهم بواجبات، ويهبونهم حياة كريمة في سائر النواحي المادية والمعنوية، بعكس هؤلاء الذين لم يتركوا موبقة إلا واقترفوها في حق من تسلطوا عليهم، ولا حضور لسلطتهم إلا في مجال العسف والقهر والجبايات ومصادرة أموال خصوم الفكر ومنافسي السياسة!